[align=justify]**بعد السلام هذه أحد أبحاثي الجامعية في الفروق اللغوية أريد أن أقدمها إليكم بغية الاستفادة منها وأرجو أن تستفيدوا منه وبارك الله فيــــكم...
55 الفرق بين الأجر والثواب: أن الأجر يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول ما أعمل حتى آخذ أجري ولا تقول لا أعمل حتى آخذ ثوابي لان الثواب لا يكون إلا بعد العمل على ما ذكرنا(1) هذا على أن الأجر لا يستحق له إلا بعد العمل كالثواب إلا أن الاستعمال ويجري بما ذكرناه وأيضا فان الثواب قد شهر في الجزاء على الحسنات، والأجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الأجرة التي هي من طريق المثامنة بأدنى الأثمان وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع.
56 الفرق بين الأجر والثواب(2): الثواب: وإن كان في اللغة الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعلمه، ويكون في الخير والشر، إلا أنه قد اختص في العرف بالنعيم على الأعمال الصالحة من العقائد الحقة، والأعمال البدنية والمالية، والصبر في مواطنه بحيث لا يتبادر منه عند الإطلاق إلا هذا المعنى.والأجر: إنما يكون في الأعمال البدنية من الطاعات، ويدل عليه قول أمير المؤمنين(1) عليه السلام لبعض أصحابه في علية اعتلها: " جعل الله ما كان من شكواك حطا بسيئاتك " فإن المرض لا أجر فيه، لكنه يحط السيئات، ويحتها حت الأوراق، وإنما الأجر في القول باللسان، والعمل بالأيدي والإقدام.وإن الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.(اللغات).
92 الفرق بين الاختصار والاقتصار(1): قيل: الاختصار: ما كان قليل اللفظ، كثير المعنى.والاقتصار: ما كان قليل اللفظ والمعنى. قلت: ويرشد إليه اشتقاقه(2) من القصور، وهو النقصان.
94 الفرق بين الاختصار والإيجاز: أن الاختصار هو إلقاؤك فضول الألفاظ من الكلام المؤلف من غير إخلال بمعانيه ولهذا يقولون قد اختصر فلان كتب الكوفيين أو غيرها، إذا ألقى فضول ألفاظهم وأدى معانيهم في أقل مما أدوها فيه من الألفاظ فالاختصار يكون في كلام قد سبق حدوثه وتأليفه، والإيجاز هو أن يبنى الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني، يقال أوجز الرجل في كلامه إذا جعله على هذا السبيل، واختصر كلامه أو كلام غيره إذا قصره بعد إطالة، فان استعمل أحدهما موضع الآخر فلتقارب معنييهما.
167 الفرق بين الاستغفار والتوبة: أن الاستغفار طلب المغفرة بالدعاء والتوبة أو غيرهما من الطاعة، والتوبة الندم على الخطيئة مع العزم على ترك المعاودة فلا يجوز الاستغفار مع الإصرار لانه مسلبة لله ما ليس من حكمه ومشيئته مالا تفعله مما قد نصب الدليل فيه وهو تحكم عليه كما يتحكم المتآمر المتعظم على غيره بأن يأمره بفعل ما أخبر أنه لا يفعله.
168 الفرق بين الاستفهام والسؤال: أن الاستفهام لا يكون إلا لما يجهله المستفهم أو يشك فيه وذلم أن المستفهم طالب لان يفهم ويجوز أن يكون السائل يسأل عما يعلم وعن ما لا يعلم فالفرق بينهما ظاهر، وأدوات السؤال هل والآلف وأم وما ومن وأي وكيف وكم وأين ومتى، والسؤال هو طلب الاخبار بأداته في الافهام فان قال ما مذهبك في حدث العالم فهو سؤال لانه قد أتى بصيغة السؤال، وإن قال أخبرني عن مذهبك في حدث العالم فمعناه معنى السؤال ولفظه لفظ الامر.
174 الفرق بين الاستماع والسمع: أن الاستماع هو استفادة المسموع بالاصغاء إليه ليفهم ولهذا لا يقال إن الله يستمع، وأما السماع فيكون اسما للمسموع يقال لما سمعته من الحديث هو سماعي ويقال للغناء سماع، ويكون بمعنى السمع تقول سمعت سماعا كما تقول سمعت سمعا،
178 الفرق بين الاستواء والاستقامة: أن الاستواء هو تماثل أبعاض الشئ واشتقاقه من السي وهو المثل كأن بعضه سي بعض أي مثله، ونقيضه التفاوت وهو أن يكون بعض الشئ طويلا وبعضه قصيرا وبعضه تاما وبعضه ناقصا.والاستقامة الاستمرار على سنن واحد ونقيضها الاعوجاج وطريق مستقيم لا اعوجاج فيه.
223 الفرق بين الإعدام والفقر: أن الاعدام أبلغ في الفقر: وقال أهل اللغة: المعدم الذي لا يجد شيئا، وأصله من العدم خلاف الوجود وقد أعدم كأنه صار ذا عدم، وقيل في خلاف الوجود عدم للفرق بين المعنيين ولم يقل عدمه الله وإنما قيل أعدمه الله، وقيل في خلافه قد وجد ولم يقل وجده الله وإنما قيل أوجده الله، وقال بعضهم: الاعدام فقر(3) بعد غنى.
354 الفرق بين البأساء والضراء: أن البأساء ضراء معها خوف وأصلها البأس وهو الخوف يقال لا بأس عليك أي لا خوف عليك، وسميت الحرب بأسا لما فيها من الخوف والبأس الرجل إذا لحقه بأس وإذا لحقه بؤس أيضا وقال تعالى " فلا تبتئس بما كانوا يفعلون "(2) أي لا يلحقك بؤس، ويجوز أن يكون من البأس أي لا يلحقك خوف بما فعلوا، وجاء البأس بمعنى الاثم في قولهم لا بأس بكذا أي لا إثم فيه ويقال أيضا لا بكس فيه أي هو جائز شائع.
387 الفرق بين البركة والزيادة(2): البركة: هي الزيادة والنماء من حيث لا يوجد بالحس ظاهرا، فإذا عهد من الشئ هذا المعنى خافيا عن الحس، قيل هذه بركة قيل: اشتقاقها من البروك، وهو اللزوم والثبوت، لثبوتها في الشئ.ويوصف بها كل شئ لزمه وثبت فيه خير إلهي.وليس لضدها اسم معروف، فلذلك يقال فيه: قليل البركة، ولا يسند فعل البركة إلا إلى الله، فلا يقال: بارك زيد في الشئ، وإنما يقال: بارك الله فيه.وإلى هذه الزيادة أشير بما روي أنه(3): لا ينقص مال من صدقة، لا إلى النقصان المحسوس فإذن كل بركة زيادة، وليس كل زيادة
400 الفرق بين البشر والناس: أن قولنا البشر يقتضي حسن الهيئة وذلك أنه مشتق من البشارة وهي حسن الهيئة يقال رجل بشير وامرأة بشيرة إذا كان حسن الهيئة فسمي الناس بشرا لانهم أحسن الحيوان هيئة، ويجوز أن يقا إن قولنا بشر يقتضي الظهور وسموا بشرا لظهور شأنهم، ومنه قيل لظاهر الجلد بشرة، وقولنا الناس يقتضي النوس وهو الحركة، والناس
جمع والبشر واحد وجمع وفي القرآن " ما هذا إلا بشر مثلكم "(1) وتقول محمد خير البشر يعنون الناس كلهم ويثنى البشر فيقال بشران وفي القرآن " لبشرين مثلنا "(2) ولم يسمع أنه يجمع.
402 الفرق بين البصيرة والعلم: أن البصيرة هي تكامل العلم والمعرفة بالشئ ولهذا لا يجوز أن يسمى الباري تعالى بصيرة إذ لا يتكامل علم أحد بعظمته وسلطانه.
6 الفرق بين البعث والإرسال: أنه يجوز أن يبعث الرجل إلى الآخر الحاجة يخصه دونك ودون المبعوث إليه كالصبي تبعثه إلى المكتب فتقول بعثته ولا تقول أرسلته لان الارسال لا يكون إلا برسالة وما يجري مجراها.
407 الفرق بين البعث والانفاذ:(324).
408 الفرق بين البعث والنشور: أن بعث الخلق إسم لاخراجهم من قبورهم إلى الموقف ومنه قوله تعالى " من بعثنا من مرقدنا "(3) والنشور إسم لظهور المبعوثين وظهور أعمالهم للخلائق ومنه قولك نشرت اسمك ونشرت فضيلة فلان إلا أنه قيل أنشر الله الموتى بالالف ونشرت الفضيلة والثوب للفرق بين المعنيين.
419 الفرق بين بلى ونعم: أن بلى لا تكون إلا جوابا لما كان فيه حرف جحد كقوله تعالى " ألست بربكم قالوا بلى "(2) وقوله عزوجل " ألم يأتكمرسل منكم "(1) ثم قال في الجواب " قالوا بلى "(2) ونعم لا تكون للاستفهام بلا جحد كقوله تعالى " فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم "(3) وكذلك جواب الخبر إذا قال قد فعلت ذلك قلت نعم لعمري قد فعلته، وقال الفراء وإنما امتنعوا أن يقولوا في جواب الجحود نعم لانه إذا قال الرجل مالك علي شئ فلو قال الآخر نعم كان صدقه كأنه قال نعم ليس لي عليك شئ وإذا قال بلى فانما هو رد لكلام صاحبه أي بلى لي عليك شئ فلذلك إختلف بلى ونعم.
449 الفرق بين التبذير والاسراف(4): قيل: التبذير: إنفاق المال فيما لا ينبغي.والاسراف: صرفه زيادة على ما ينبغي.وبعبارة اخرى: الاسراف: تجاوز الحد في صرف المال، والتبذير: اتلافه في غير موضعه، هو(1) أعظم من الاسراف، ولذا قال تعالى " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين "(2).
قيل: وليس الاسراف متعلقا بالمال فقط، بل بكل شئ وضع في غير(3) موضعه اللائق به.
ألا ترى أن الله سبحانه وصف قوم لوط بالاسراف لوضعهم البذر في غير المحرث، فقال: " إنكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون "(4
460 الفرق بين التحية والسلام: أن التحية أعم من السلام، وقال المبرد: يدخل في التحية حياك الله ولك البشرى ولقيت الخير، وقال أبو هلال أيده الله تعالى: ولا يقال لذلك سلام إنما السلام قولك سلام عليك، ويكون السلام في غيره هذا الوجه السلامة مثل الضلال والضلالة والجلال والجلالة، ومنه دار السلام أي دار السلامة وقيل دار السلام أي دار الله، والسلام إسم من أسماء الله، والتحية أيضا الملك ومنه قولهم التحيات لله.
474 الفرق بين التذكير والتنبيه: أن قولك ذكر الشئ يقتضي أنه كان عالما به ثم نسيه فرده إلى ذكره ببعض الاسباب وذلك أن الذكر هو العلم الحادث بعد النسيان على ما ذكرنا(1) ويجوز أن ينبه الرجل على الشئ لم يعرفه قط ألا ترى أن الله ينبه على معرفته بالزلازل والصواعق وفهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيها له كما يكون تنبيها لغيره، ولا يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط.
597 الفرق بين الجائزة والعطية: أن الجائزة ما يعطاه المادح وغيره على سبيل الاكرام ولا يكون إلا ممن هو أعلى من المعطى، والعطية عامة في جميع ذلك وسميت الجائزة جائزة لان بعض الامراء في أيام عثمان وأظنه عبدالله بن عامر قصد عدوا من المشركين بينه وبينهم حسر فقال لاصحابه من جاز إليهم فله كذا فجازه قوم منهم فقسم فيهم مالا فسميت العطية على هذا الوجه جائزة.
599 الفرق بين الجبار والقهار(2): الجبار في صفة الله عزوجل صفة تعظيم، لانه يفيد الاقتدار، وهو سبحانه لم يزل جبارا، بمعنى: أن ذاته تدعو العوارف بها إلى تعظيمها. والقهار: هو الغالب لمن ناوأه، أو كان في حكم المناوى، بمعصيته إياه.ولا يوصف سبحانه فيما لم يزل بأنه قهار.والجبار في صفة المخلوقين صفة ذم لانه يتعظم لما ليس له، فإن العظمة لله سبحانه.
694 الفرق بين الحجاب والستر والغطاء: أنك تقول حجبني فلان عن كذا ولا تقول سترني عنه ولا غطاني، وتقول إحتجبت بشئ كما تقول تسترت به فالحجاب هو المانع والممنوع به والستر هو المستور به، ويجوز أن يقال حجاب الشئ ما قصد ستره ألا ترى أنك لا تقول لمن منع غيره من الدخول إلى الرئيس داره من غير قصد المنع له أنه حجبه، وإنما يقال حجبه إذا قصد منعه ولا تقول إحتجبت بالبيت إلا إذا قصدت منع غيرك عن مشاهدتك ألا ترى أنك إذا جلست في البيت ولم تقصد ذلك لم تقل إنك قد إحتجبت.وفرق آخر أن الستر لا يمنع من الدخول على المستور والحجاب يمنع.
737 الفرق بين الحسرة والأسف والغم: أن الحسرة غم يتجدد لفوت فائدة فليس كل غم حسرة.والاسف حسرة معها غضب أو غيظ والآسف الغضبان المتلهف على الشئ ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في قوله تعالى " فلما آسفونا إنتقمنا منهم "(1) أي أغضبونا، وإستعمال الغضب في صفات الله تعالى مجاز وحقيقته إيجاب العقاب للمغضوب عليه.
843 الفرق بين الخشوع والتواضع(3): قال الراغب في الفرق بينهما: إن التواضع يعتبر بالاخلاق والافعال الظاهرة والباطنة. والخشوع: يقال باعتبار الجوارح، ولذلك قيل: إذا تواضع القلب خشعت الجوارح.(اللغات).
844 الفرق بين الخشوع والخضوع: أن الخشوع على ما قيل فعل يرى فاعليه أن من يخضع له فوقه وأنه أعظم منه، والخشوع في الكلام خاصة والشاهد قوله تعالى " وخشعت الاصوات للرحمن "(1) وقيل هما من أفعال القلوب وقال إبن دريد: يقال خضع الرجل للمرأة وأخضع إذا ألان كلامه لها قال والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه وفي التنزيل " فظلت أعناقهم لها خاضعين "(2) وعند بعضهم أن الخشوع لا يكون إلا مع خوف الخاشع المخشوع له ولا يكون تكلفا ولهذا يضاف إلى القلب فيقال خشع قلبه وأصله البس ومنه يقال قف خاشع للذي تغلب عليه السهولة، والخضوع هو التطامن والتطأطوء ولا يقتضي أن يكون معه خوف، ولهذا لا يجوز إضافته إلى القلب فيقال خضع قلبه وقد يجوز أن يخضع الانسان تكلفا من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه ولا يكون الخشوع كذلك، وقال بعضهم الخضوع قريب المعنى من الخشوع إلا أن الخضوع في البدن والإقرار بالاستجداء والخشوع في الصوت.
845 الفرق بين الخشوع والخضوع(3): قال الفيروز آبادي(4): الخشوع: الخضوع أو قريب من الخضوع أو هو في البدن.والخشوع في الصوت والبصر. وقال صاحب المحكم(1): خشع يخشع خشوعا،
849 الفرق بين الخوف والخشية: أن الخوف يتعلق بالمكروه وبترك المكروه تقول خفت زيدا كما قال تعالى " يخافون ربهم من فوقهم "(1) وتقول خفت المرض كما قال سبحانه " ويخافون سوء الحساب "(2) والخشية تتعلق بمنزل المكروه ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية ولهذا قال " ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب "(3) فإن قيل أليس قد قال " إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل "(4) قلنا إنه خشي القول المؤدي إلى الفرقة والمؤدي إلى الشئ بمنزلة من يفعله وقال بعض العلماء يقال خشيت زيدا ولا يقال خشيت ذهاب زيد فإن قيل ذلك فليس على الاصل ولكن على وضع الخشية مكان الخوف، وقد يوضع الشئ مكان الشئ اذا قرب منه.
904 الفرق بين الدفتر والصحيفة: أن الدفتر لا يكون إلا أوراقا مجموعة والصحيفة تكون ورقة واحدة تقول عندي صحيفة بيضاء فإذا قلت صحف أفدت أنها مكتوبة، وقال بعضهم يقال صحائف بيض ولا يقال صحف بيض وإنما يقال من صحائف إلى صحف ليفيد أنها مكتوبة، وفي القرآن (وإذا الصحف نشرت)(1) وقال أبوبكر: الصحيفة قطعة من أدم ابيض أو ورق يكتب فيه.
كان معكم عبد المالك الصادق..[/align]