[align=justify]
الغالية الحبيبة الاديبة أستاذة خولة تحياتي لك
رائعة أنت وفية نبيلة وشديدة الشفافية حين تحلقين في فضاء إنساني بديع بروح شفافة وأدب جم
نعم يا عزيزتي
ومثله لا ينسى لا إنسانياً ولا أدبياً....
الحزن نصيب النفوس الكبيرة كما يقال - والحزن جزء لا يتجزأ من إنسانيتنا - بل هو النار المقدسة التي تكوينا لتعيد صياغة إنسانيتنا وتنقينا من شوائب بشريتنا، وقد أفجعني هول الموت بأبي طفلة صغيرة بالكاد لم تتجاوز في سنوات عمرها عدد أصابع اليد الواحدة..
وعرفت منذ ذلك الحين أن الموت طائر ضخم أسود اللون يأت على حين غرة يحمل أحبتنا ويطير بهم بعيد جداً خلف جدار المستحيل وحيث لا يصل أحد من البشر الأحياء ويغدو الكائن الحبيب فجأة مجرد سراب... خيال وذكرى عاجزة عن القفز فوق حواجز الزمن وحلم ميؤوس منه لا يتحقق ...
إنه الموت يا عزيزتي مفرق الأحبة ومطفئ شموس حياتنا...
ومنذ بات أبي حزني المزمن رحل كثير من الأحبة والأهل بوداع أو من غير وداع لكن...
حين رحل صديقي وابن عمتي أدركت أن هناك ما يفوق الحزن وأننا لا نموت دفعة واحدة ، وأن هناك من بموتهم نموت ولكن على مراحل...
نتفرج على موتنا الممتد القادم التدريجي هذا ولا نستطيع أن نفعل له شيئاً...
أدركت أن مقولة لا أحد يموت خلف أحد غير صحيحة، فقط الناس لا يعرفون لأن هذا النوع من الموت يسير ببطء ويمتد دون أن ينتبه له الناس...
هل يعرف من تركونا ننزف أرواحنا حزناً على فراقهم أننا متنا بموتهم؟
لست أدري يا عزيزتي
هل أنا ما زلت على قيد الحياة؟
أشك...
شكراً لك يا غالية على كل هذه الروعة
لعل طلعت يستحق نزف روحي وموتي، لكنه بالتأكيد كان يستحق أكثر أن أناضل البقاء لأجمع وأهدي للناس ما كتبناه معاً
فهل أنجح قبل أن يأتي ذلك الطائر الأسود ويبتعد بي خلف جدار المستحيل؟
لا أعرف فأنا اليوم أدرك أني مسيرة لا مخيرة أكثر من أي وقت مضى
كوني دائماً بخير وشكراً من أعمق أعماق قلبي وروحي
هدى الخطيب ربما...
[/align]