رد: أنت...من تكون؟؟؟
كأني أمام معزوفة كلاسيكية وقد استعملت فيها كل الآلات .. معزوفة تهدأ تارة على نغمة من ناي حزين وتدمدم تارة أخرى على إيقاع دوي الطبول . ربما أيضا كانت الخاطرة عبارة عن لوحة امتزجت فيها كل الألوان .. لكن بتناسق تام وبحرفية محكمة .. أي امرأة هذه ؟.. وأي عشق هذا ؟ وأي بوح هذا الذي جعل هذه المرأة تعطي كل شيء لتأخذ كل شيء .. أسلوب ساحر يمتزج فيه الماضي والحاضر .. كل بأطلاله
كنت تحادثني في كل الاحوال، وكنت اسكن كل مراياك ، اسأل فرشاة حلاقتك، ومعجون اسنانك ، وزجاجة عطرك ، ومنفضة سجائرك ، وفنجان قهوتك ...لقد شهدوا حوارنا في كل الاوقات..
ربما انسلت إليه تلك النكهة الغجرية التي تعيش هائمة في دنيا العشق ..
"أنت .. من تكون ؟" .. في البداية كنت كأنني أمام لغز ؟ .. من يكون هذا الذي جعلت منه هذه المرأة مادة خاما تحللها .. بل عجينة تشكلها حسب رغبتها .. رغم أن البوح يشي بالعكس .. لكن الجواب يجيء معلنا أن هذا المجهول منصهرفي ذات هذه المرأة ..
انت رسم تجريدي يخطف الالباب من على بعد ولكن لا يجرؤ احد على استيعابه
انت مليكي وانا وحدي شعبك ، نشيدك ، علمك، انا الرعية وحدي، اسمح لي ان اكون انانية معك.
انت قصيدة اسكنها بيتاً بيتاً، قصيدة بيوتها لا ابواب لها.
انت نخلة باسقة ، لم تصنف بعد في انواع النخيل، تسلقت اليك بكل حواسي، ولم يعد بوسعي ان اتسلق اكثر.
انت كتيبة مدججة بكل الاسلحة العشقية لإحتلال كل نساء الكون ، ولكنني تصدرت كل الاهداف حتى اكون دوماً في مرماك.
انت كتاب يمكن قراءته من كل الجهات، عمودياً يٌقرأ... أفقياً يٌقرأ... في الصباح يٌقرأ... في المساء يٌقرأ... في وقت القيلولة يٌقرأ... في التفاتة العنق يٌقرأ
انت السمكة النادرة التى يصعب اصطيادها الا بخيوط الصبر والعطاء.
انت جنوني الوحيد الذي اجاهر به بلا خوف من ان اساق الى مشفى الامراض العقلية
انت معركتي التى لايضيرني ان انهزمت فيها او انتصرت، أنا لا أتصور حباً يقيم في المنطقة الوسطى بين الأشياء أو في منطقة معزولة السلاح حيث لا انتصارات ولا هزائم، ولن يكون هناك حب خارج نطاق المغامرة وربما الاستشهاد ومعك كنت اتوق الى الإستشهاد.
انت قطار المصادفات الذي لم يعرفني يوماً ميعاد مغادرته ولا ميعاد وصوله... قل كيف أتيت؟ ومن أين أتيت؟؟؟
أنت من يشعل النار ولا يطفئ الحرائق
انت من يتواجد في كل الاماكن وبين طيات المتناقضات، تكون في الماء والنار معاً، في الصيف والشتاء معاً، في القطب الشمالي وعلى خط الاستواء معاً... لذلك لا استطيع تطبيق مبدأ عدم الانحياز تجاه اي من تفاصيلك.
انت النغم الذي دونته في نوتة القلب لتتراقص عليه نبضاتي احتفاء بلقياك
انت من سكنت ملامحي، اطراف اصابعي، جدائل شعري، كحل عيني، ارتعاشة يداي، شهقة فرحي، تنهيدة حزني، دمعة جفني، رمشة قلقي، اختلاج شفتاي، تلعثم كلماتي، حيرة نظراتي، تبعثر افكاري،
انت من سكنت الفؤاد وسكبت ما تبقى من مداد.
ترى ماذا كان سيحدث لو أن المداد لم يجف ؟ .. حتما كنا سنرى أنت .. أنت.. أنت.. وقد اضفت سلوى عليها أشياء تضاهي ما كتبت روعة وبهاء .
سلوى .. إبداعك فريد من نوعه
دمت مبدعة
|