عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 11 / 2012, 48 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

مهرجان جنرالات اسرائيل

مهرجان جنرالات اسرائيل
نبيل عودة

المتابع للإعلام الإسرائيلي، وخاصة قنوات التلفزيون ، منذ بداية الصدام الحربي بين حماس وإسرائيل، يظن نفسه أمام أهم إنجازات إسرائيل منذ قيامها وحتى اليوم.
ليس إقامة وطن قومي، ليس تطوير العلوم ، ليس إنجاز البناء الإقتصادي، ليس النجاح في مجال الأبحاث والهايتك، ليس احتلال كل فلسطين واستعمارها، هذه كلها مسائل هامشية بالمقارنة مع الإنجاز الأهم، تحقيق السبق العالمي بعدد الجنرالات بالنسبة لعدد المواطنين وكونهم نجوماً إعلاميين في تبرير سياسة العنف والعدوان.. وتعميق مفاهيم وأخلاقيات القوة والعنف كأداة سياسية لا بديل عنها. اليوم ضد الشعب الفلسطيني وغداً ، كما يحذر العقلانيون، في المجتمع الإسرائيلي نفسه، ، والظواهر أكثر من أن تحصى!!
مراسلو الشؤون العسكرية أيضا أصبحوا منظرين عسكريين ، وزراء لم يخدموا بالجيش، صاروا يفهمون بالتكتيكات الحربية ويطرحون خططهم لأساليب "أنجع" في مواجهة الشعب الفلسطيني وإركاعه، كأن الجيش وزعماء الحكومة تنقصهم الخبرة . وزير المعارف أيضاً لبس قبعه ولحق ربعه، صار منظراً استراتيجياً لشؤون ادارة الحرب ، ليذهب التعليم إلى الجحيم ، الدراسة تعلم التياسة!!
كل هذا بسبب مجموعة صغيرة وضعيفة بالمقارنة مع القوة العظمى الإسرائيلية. هل تخيل أحد أن حماس قادرة على مواجهة قوة عظمى وإرباكها ؟
أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب بروفسور شلومو زند كان صوتاً نشازاً في مهرجان الجنرالات. نشر مقالاً كافكائياً مثيراً لم يستعمل فيه كلام الجنرالات: " لكمة حديدية"، "قبضة حديدية "، "قبة حديدية"، "قصف جراحي دقيق لمنع وقوع ضحايا" ، "الضحايا من الأطفال والنساء الفلسطينيين هم بسبب تخزين الصواريخ في المنازل" وشريط طويل من تحليلات جنرالية وتنظيرات مكررة مملة ، كل ذلك في مواجهة حركة اسمها "حماس" لا تزيد عن كتيبة اسرائيلية واحدة في تسليحها وتدريبها وآلياتها . كتب زند في هآرتس خارجا عن الإجماع القومي لجنرالات اسرائيل:" لماذا يطلقون علينا الصواريخ" تسال البنت ؟ "لأنهم يكرهوننا كثيراً" تجيب الأم. "لماذا يكرهوننا؟" " لأنهم لاساميين." لماذ يطلقون علينا الصواريخ بعد أن تركنا غزة؟" يسأل الإسرائيلي العادي قادته السياسيين. " لأنهم دائماً أرادوا ويواصلون الرغبة بإبادتنا وليس مهماً ما نتنازل لهم عنه"؟ تجيب جوقة السياسيين".وتوصل شلومو زند لحقيقة بسيطة لا تحتاج إلى علوم الكليات الحربية، بل إلى العبرة من التاريخ الذي يعلمه لطلابه . استنتاجه بسيط: "لا مفر لنا، إذا أردنا أن نواصل العيش في الشرق الأوسط وأن لا نواصل الموت فيه، إلا إن نصل إلى حل متفق مع أولئك الذين يقفون بمواجهتنا. علينا الاعتراف بالتاريخ وأن لا نتنكر له". ويضيف :" قبل كل شيء يجب تغيير الأسلوب الذي نفكر به. ليس بالسلاح وحده يحيى الإنسان"!!
الإعلام الإسرائيلي في تنظيمه لمهرجان الجنرالات، سقط في امتحان الأخلاق. قدم إعلاماً هستيرياً تحريضياً دموياً وهي اللغة التي لا يعرف غيرها جنرالات اسرائيل. ربما صوت عقلاني واحد سمعته ، ولكنه شطب من قائمة المدعوين لمهرجان الجنرالات.
هل خدموا شعبهم بهذا السيل الحربي من الثرثرة الفارغة من المضمون؟
بموجب استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس تبين ان الجنرالات "نجحوا" بجعل الرأي العام الإسرائيلي ( اليهودي بدون العرب) متحمس لعملية "عمود السحاب"، ولكن 30% فقط مع الدخول العسكري البري الى غزة.. التأييد لنتنياهو وبراك لم يتجاوز ال 55% وما زلنا في أولها، والتناقص في التأييد هو الحالة المتوقعة بعد أن يتبين أن الحرب لم تسفر عن ضعضعة مكانة حماس أو إضعافها عسكرياً ، بل ربما أكسبتها مزيداً من التجربة العسكرية . ثم يبدأ الحديث عن قصورات عسكرية وعدم الاستعداد الكافي وربما ينتقل "مهرجان الجنرالات" كما تعودنا من الحروبات الأخيرة، من حديث ضرب وسحق الفلسطينيين وحزب الله وإيران ، إلى حديث النواقص والقصورات التي منعت "تساهل" ( جيش الدفاع) من الإنتصار على أطفال غزة. للمقارنة أولمرت وبيرتس في حرب لبنان الثانية (2006) حصلوا على تأييد 85% من المواطنين. وكلنا نعرف النتائج بعد الحرب ، إقامة لجنة فينوغراد للتحقيق بالفشل العسكري ضد حزب الله أشغل إسرائيل سنتين من النقاش والتحليلات واتهام القيادة العسكرية بالقصور، إقالة او استقالة قائد الأركان وغيره من الضباط الكبار.. وأثبتت حرب لبنان الثانية أن مفهوم الحرب قي ظل تطوير وسائل قتالية خفيفة ورهيبة الفعالية، لم تعد "صفعة مدوية" وانتهينا. هذا الفلم شاهدناه مرتين على الأقل.
هناك سؤال: متى يتعلم شعب إسرائيل أن لا يصدق قادته ، وأن لا يسحره جنرالاته بثرثرتهم الحربية ؟!
على مستوى آخر كسرت غزة حصارها السياسي. رؤساء حكومات ووزراء خارجية ووفود تضامن وحتى ممثل رسمي للسلطة الفلسطينية ورئيسها يزور غزة ضمن التضامن والتعامل مع إيجاد حلول للتهدئة.
الواقع يتبلور كالتالي: إسرائيل تهدد ولكنها مرعوبة من الاجتياح البري، ولا تعرف ما ينتظرها، لو عرفت لما انتظرت. من ناحية أخرى، "الدعم الدولي لإسرائيل للدفاع عن النفس" الذي حصلت عليه من أمريكا أساساً وجزئياً من الدول الأوروبية، يواجه تخوفا أمريكياً من دخول غزة برياً، نتيجة حسابات سياسية تريد الحفاظ على مكانة أمريكا في مصر ودول عربية أخرى ومعارضة حادة من الدول الأوروبية لأي عملية برية ستقود كما هو معروف إلى ارتكاب جرائم حرب ضد السكان المدنيين وإستمرار العنف في الشرق الأوسط القريب من أوروبا ومصالحها. حماس لم تبد أي استعداد للتراجع كما يظهر من بياناتها على الأقل ، لكني أميل إلى فهم أنها لا تريد أن يتطور الصدام إلى صدام بري يوقع إصابات بين مئات المدنيين العزل وهدم المزيد من المنازل والبنى التحتة المدمرة أصلاً ، لحماس موقف لم تتضح تفاصيله الكاملة بعد ولكنه يسعى نحو إنجاز مكسب يبقى مثلاً بوابة رفح مفتوحة. لا أستبعد أن نجاحها بشل الحياة في جنوب إسرائيل وصولاً إلى مركز إسرائيل،هو تطور نوعي يجب أن يكون له مكانته في أي اتفاق تهدئة جديد ومحدود زمنياً كما إتوقع. مصر غير معنية بدخول إسرائيل البري لأنه يربك النظام الجديد ويظهره نسخة أخرى من نظام مبارك يختلف بالكلام فقط.
أستطيع أن أقول أن إسرائيل فشلت. ودخولها لن يغير فشلها بل يمكن أن يضاعفه ويورط حليفتها الكبرى أمريكا بمشاكل هي في غنى عنها. إن ما أرادته إسرائيل بعدوانها الجديد هو إظهار أن الفلسطينيين إرهابيين ولا يمكن قبول مشروع أبو مازن بقبول فلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة . سياسياً الحرب ضد غزة نتائجها ستكون عكس ما تسعى إليه إسرائيل. الحرب عززت المشاعر الوطنية العابرة للخلافات السياسية بين حماس وفتح ، ومهدت الطريق لمشروع فلسطين كدولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة. لا أرى أن حماس لها مصلحة برفض هذه الخطوة. هذا ما تخافه اسرائيل، وهو ما جعلته ضمن أهداف عدوانها.
ومهما تكون نتائج هذه التطورات فإن نهاية الفلم لن تكون مغايرة لما شاهدناه في اعتداءات سابقة.





نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة البشر ; 20 / 01 / 2013 الساعة 14 : 05 PM.
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس