الموضوع: الركن الهادىء
عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 11 / 2012, 55 : 04 PM   رقم المشاركة : [43]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الركن الهادىء

الخلاف والاختلاف
لا أدري لمن أوجه كلماتي هذه فهي ولدت بين يدي دون أن أدري لمن أوجهها .. كلمات شعرت بها تريد أن تخرج من أعماقي .. تريد أن تعانق النور في الخارج .. فهل أمنعها ؟
قبل ردح من الزمان كنت تلميذة أصطف في طابور الصباح وأعانق الحروف كما تعانق أوراق الياسمين حبيبات الندى .. هو أيضاً اصطف في طابور الصباح .. كان ذكياً جداً وربما كان شعلة متقدة من الذكاء .. لم يلتفت لوجودي .. وعلمت لاحقاً أنه هو هكذا لا يلتفت لوجود أي أحد يمرَّ عن جانبه الأيمن أو الأيسر بقصد أو بغير قصد ..
مرَّ على قصاصة من الورق خاصتي دونت فيها حروفاً تحوي من البراءة الكثير .. ترك عليها علامة تعجب تحوي بدورها من السخرية الكثير مما أشعرني أن هذه الأرض الصلبة تهتز تحت أقدامي الطرية .. وأنا كطفلة شعرت بالغبن والحزن والقهر من سخرية الآخر غير المبررة لها .. وكطفلة أرادت الانتقام ممن جرحها أخذت أعبث في قصاصات الورق خاصته .. أبحث عن خطأ ما أرد له فيه الصاع صاعين.. لكني للأسف لم أجد !
على العكس تماماً وجدت حروفاً ساحرة ساخرة كما أحب وأشتهي ودون أن أدري صفقت له .. ثم مددت له يدي بالمصافحة والمسامحة ..
وأصبحنا أصدقاء .
ذات يوم قلت له معاتبة لم تعد تقرأ لي .. فأجابني بنبرة فيها بعض الغرور الذي يكسو حروفه في بعض الأحيان حين يتقمص دور الأديب الاستثنائي : أنتِ تكتبين الخواطر وأنا لا أحب الخواطر .. ونعتها بنعت غريب استفزني جداً ..
حزنت لرأيه كثيراً وقلت له بنية صادقة ماذا أكتب إذاً ؟
قال : اكتبي القصة !
وكتبت القصة .. صفق لها طويلاً .. لكن شيء بأعماقي رفض مواصلة كتابة القصة .. وعدت لكتابة الخواطر بنهم شديد .. أنا أكتب وهو يتجاهل .. أنا أكتب أكثر فأكثر وهو يتجاهل أكثر فأكثر .. حتى ضاق صدري به وبتعجرفه .. وقررت بيني وبين نفسي أن أقاطعه بل أكثر من ذلك بأن الطريق الذي يمرُّ منه هو أنا لن أعبره ..
مرت أيام وسنوات وأنا أكتب الخاطرة وهو يتجاهلني ولكن ما لم أستطيع تجاهله أبداً هو حروفه الساخرة التي كنت قد أدمنت عليها .. وتستحق مني كل هذا الإدمان ..
بعد سنوات طوال شقت الخاطرة طريقها في عالم الأدب وأصبحت يشار إليها بالبنان .. بل أصبحت ملاذاً لكثير من الأدباء والكتاب .. وأصبحت أنا فيما بعد أفتخر بأنني أكتب الخاطرة .. وبأنني ربما كنت من الأوائل والقلائل الذي عشقوا الخاطرة من أول حرف .. ومشوا في دروبها الخفية الرائعة .
أعتقد أنني لو التقيت به اليوم أنا واثقة أنه سيتجاهل خواطري كما تجاهلها بالضبط في الماضي البعيد .. ولكن السؤال هل تجاهله لخواطري كان يستدعي هذا الخلاف ؟
أعتقد أنني كنت متسرعة في قراري وكان عليَّ أن أحترم رأي الآخر ورغبته وعليَّ أن أدرك جيداً أن الاختلاف لا يعني الخلاف ولكننا للأسف نستسهل الخلاف ونعتبر أن كل اختلاف يجب أن ينتهي بالخلاف ..
كم خسرنا أصدقاء كانوا بمثابة كنز لنا بسبب تعنتنا لرأي خاطىء كنا نظنه في حينها هو الصواب .
هذا درس لي ولكل من قرأ هذه الحروف ..
الاختلاف يجب ألا يؤدي إلى الخلاف .
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس