رد: المقاومة هي دعوة للحياة !
أخي الحبيب ورفيق دربي أستاذي الشاعر الرائع حسن سمعون عليك السلام
لم أوهن يوما ، لم أكفر يوم ، لم أضيع بوصلتي يوما فأنا السيد الذي لا يتبدل ولا يتغير
لأن الرؤية عندي ما زالت سليمة لا يهزني حدث عابر ولا جاسوس بثياب ثائر
شعرك رائع كروعتك فهل أن شهادتي هذه ترتقي لإبداعك ! الشكر لك ..
مع ذلك
خسروا خبزهم وكسبوا كرامتهم !
ربما سوف انتهت هذه الجولة من الصراع على هدنة طويلة الأمد نسبيا ،
وربما بعدها يتعلم بعض " الواهنين " من الفلسطينيين أولا ، وبعض العرب ثانيا ،
على أن إدارة الصراع مع عدوان الكيان الصهيوني لا يدار على قاعدة مرجعية الهزائم ،
السِمّة التي طبعت ثقافتهم وعششت في عقولهم لعشرات السنين ؛ وأنه قد آن الأوان لهم ،
ليعتمدوا ثقافة جديدة في إدارة الصراع مرجعيتها الصمود والثبات والمقاومة بعد فشلهم في
تحقيق أي تقدّم ما ، على صعيد استعادة الحقوق ، وفشلهم في تأمين الحد الأدنى من الأمن لشعبنا والكرامة في لقمة العيش !
لا اريد التحدث عن المعركة ونتائجها .. ولا أريد التغني بصمود المقاومة ولا بفشل العدو نتيجة لهذ
ا الصمود الذي وبكل المقاييس قد أسس لانتصار للحق ، ولكن .. لا يمكنني التغافل عن القول بأن
هذه المعركة قد غيّرت تماما من قواعد الاشتباك ما بيننا وبين العدو .. فبفضل المقاومة لم تعد
الحرب من طرف قوي على طرف ضعيف يتلقى الشعب فيها الضربات والخسائر المادية والمعنوية
والاقتصادية وبين طرف قوي كان عليه فقط أن يضغط على زر من الأزرار حتى تنطلق آلة القتل
والتدمير والشعب في جهته يأكل ويشرب وينام وكأن جنوده لا يقومون بعدوان ولا همّ على خطّ النار !
وبفضل المقاومة وسلاحها ، تغيّر الوضع تماما .. فما كان بالأمس يوصف " بالصواريخ العبثية "
وبحفنة " المغامرين " ثبت عكس ذلك وانقلبت الصورة تماما ، وأصبح الأعمى يُدرك بأنها ليست عبثية ..
وأن المقاومة هي الحقيقة الرائعة في تاريخنا الحديث برغم ثقافة الهزائم الساكنة في عقول الكثيرين الذين
لا يثقون بقدراتهم .. والذين ما زالوا يرون في كيان العدو القوة التي لا تهزم وأنهم لا يريدون أن يصدقوا
أن " إسرائيل " هذه هي والله ، أوهن من بيت العنكبوت !
بفضل المقاومة وسلاحها تحققت أشياء كثيرة .. وبفضل صمود المقاومين والشعب :
" كذا، صار الدم العربي سكينا وذبّاحا .. وصار الشعر بعد الصمت في الساحات صدّاحا "
ففلسطين التي بسببها تناحر العرب ، بسببها أيضا ، إن ارادوا توحدهم ، ترفع من هممهم ..
توجه بوصلتهم نحو العدو الحقيقي الذي أراد البعض ان يستبدله بخلقهم لعدو آخر ! فإن كنا
مع فلسطين علينا سماع صوت الأغلبية من الشعب العربي الفلسطيني فهو يريد لبلاده كما كل شعوب الأرض :
الحرية للأرض والكرامة للإنسان .. !
علينا أن نستمع إلى صوت معظم الفلسطينيين يقولون لأخوتهم من العرب والمسلمين : لا نريد دمكم
ولا أرواح أبناءكم لقتال عدو العرب والمسلمين مع أن بعض العرب قد دفع بالدم والأرواح إلى ساحات
كان وما زال فيها القتال بالفعل عبثيا ! ألم تكن فلسطين أولى ! وعندما يطالب الفلسطينيون بالدعم يعتقد
البعض بأنه فقط طلب للمال مع أن الكثير منهم يدفع الأموال ، يدفعونها أحيانا وتذهب سدا .. بل وأحيانا
لإشعال الفتن ؛ فالدعم أيها الأخوة لا يكون بزيارة أو خطابة أو شيك على بياض لفئة من أجل أسباب
وغايات واحقاد ! ..
الدعم يا اخوتي يعني أن نفتح أبواب الرزق لعشرات الألوف من الرجال ذوي الأيدي العاملة بدل أن يعملوا
في مستوطنات العدو وفي عجلة دورته الاقتصادية .. فماذا ينفعني أن يأتي زعيم عربي إلى غزّة المحاصرة
"تضامنا " ولا يسمح لفلسطيني واحد أن يدخل بلده .. أنحمل وزر وازرة أخرى ورب العِزّة قال " لا " ! ؟
علينا أن نستمع إلى صوت معظم الفلسطينيين يقولون لأخوتهم من العرب والمسلمين : لا نريد دمكم ولا
أرواح أبناءكم مع أن هذا واجبكم دينيا وقوميا وأخلاقيا .. ومع ذلك ، همّ لا يريدون شيئا إلا أن تفتحوا لهم
أبواب الكسب الحلال .. أما السلاح ، فحبذا لو أخرستم قادة المقاومة وهم يشكرون – وبالاسم – الدولة التي
أعطتهم السلاح والمال أيضا .. ! لم يخجلوا في ذكر اسمها بالرغم من حساسية بعض العرب الذين يا حبذا لو
وقف المقاومون وقالوا شكرا للعرب ، للعرب الذين لا يمنعهم شيء من تقديم السلاح لو كانوا قد فعلوا ذلك ؛
فمخازن جيوشهم تتكدّس فيها أحدث الأسلحة وملايين الأطنان من الذخائر .. فلمن ومن أجل من إن لم يذهب
ما صار قديما منها إلى المقاومين ؛ مع أنهم – المقاومين - شكروا بعض العرب على موقفهم " الداعم "
- فالحمد لله – صار هذا البعض المشكور " داعما " ولو بالكلمة والموقف اللفظي ومع ذلك ، مشكورا ، وجدا جدا !
أما في السياسة فهي شأن آخر .. ولها حديث آخر .
|