أبواب القدس الأثرية (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول – المجلد الثالث ):
لمدينة القدس سبعة أبواب ما زالت مستعملة وأربعة أبواب مغلقة . والأبواب السبعة المستعملة :
1) باب العمود المعروف عند الأجانب بباب دمشق ويقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريباً ويعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني العثماني . وتعلو هذا الباب قوس مستديرة قائمة بين برجين. ويؤدي بممر متعرج إلى داخل المدينة. وقد أقيم فوق أنقاض باب يرقى إلى العهد الصليبي . ووجدت أثناء حفريات سنة 1936 وسنة 1966 بقايا بابين يعود أحدهما إلى زمن الإمبراطور هادريانوس الذي أسس مدينة إيلياء كابيتولينا بين سنتي 133 و137 م على أنقاض المدينة التي دمرها الإمبراطور طيطوس . والثاني هو الذي بناه هيرودوس أغريباس في منتصف القرن الأول الميلادي. وتظهر الكتابة فوق باب هادريانوس اسم المدينة الجديدة . والباب قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة القديمة المنحوتة نحتاً ناعماً والمزوّدة بإطار أنعم نحتاً. وقد أضيف عمود داخل الباب في أيام الإمبراطور هادريانوس نفسه. ويظهر العمود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في مأدبا . وقد بقي هذا العمود حتى الفتح الإسلامي, ولذلك سمى العرب الباب باب العمود وكان يدعى من قبل باب دمشق لأنه مخرج القوافل إليها.
2) باب الساهرة المعروف عند الغربيين باسم باب هيردوس . وهو مثل سابقه يقع إلى الجانب الشمالي من سور القدس على بعد نصف كيلو متر شرقيّ باب العمود. وباب الساهرة بسيط ضمن برج مربع . وهو يرقى إلى عهد السلطان سليمان العثماني .
3) باب الأسباط : أو كما يسميه الغربيون باب القديس اسطفان. يقع في الحائط الشرقي , وهو مثل باب الساهرة في شكله, ويعود تاريخه أيضاً إلى عهد السلطان سليما نفسه .
4, 5) باب المغاربة وباب النبي داود : في الحائط الجنوبي لسور القدس . وباب المغاربة أصغر أبواب القدس . وهو قوس قائمة ضمن برج مربع. وأما باب النبي داود الذي يعرفه الأجانب باسم باب صهيون فهو باب كبير منفرج يؤدي إلى ساحة داخل السور . وقد أنشئ في عهد السلطان سليمان عندما أعاد بناء سور المدينة .
6) باب الخليل الذي يسميه الغربيون باب يافا , ويقع في الحائط الغربي.
7) الباب الجديد: فتح في الجانب الشمالي للسور على مسافة كيلومتر تقريباً غربي باب العمود . وهو حديث العهد يعود إلى أيام زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني لمدينة القدس سنة 1898م.
وأبرز الأبواب الأربعة المغلقة باب الرحمة الذي يسميه الأجانب الباب الذهبي لجماله ورونقه. ويقع على بعد 200م جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرقي للسور. ويعود هذا الباب إلى العصر الأموي . وهو باب مزدوج تعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثية ضخمة . وقد أغلق هذا الباب في أيام العثمانيين بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك مآلها أن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس عن طريق هذا الباب. وهو من أجمل أبواب المدينة ويؤدي مباشرة إلى داخل الحرم .
والأبواب الثلاثة المغلقة الأخرى تقع في الحائط الجنوبي من السور قرب الزاوية الجنوبية الشرقية وتؤدي جميعها إلى داخل الحرم مباشرة. وأولها ابتداء من زاوية السور الباب الواحد وتعلوه قوس .
وثانيها الباب المثلث وهو مؤلف من ثلاثة أبواب تعلو كلاً منها قوس. والثالث المزدوج وهو بابين يعلو كل منهما سور . وتشير الأدلة إلى أن هذه الأبواب الثلاثة أنشئت في العهد الأموي أيام بنى الخليفة عبد الملك بن مروان قبة الصخرة .
إن ما عثر عليه من آثار أبواب قديمة تحت باب العمود يدل على أن تحت الأبواب الحالية أبواباً أخرى قديمة ترقى إلى عهود سابقة .