مقدمة ديواني الثاتي ... جاهلية بعد الإسلام!!
ديواني الثّاني : جاهليّةٌ بعد الإسلام
عبد المنعم محمد خير إسبير
***
حمداً لله الّذي أنهى رحلتي في صحراء الجهالة ، وهداني إلى روابي المحبّةالإلهيّة حيث أزهرَتْ آلامي .
*
التّرحيــــــب
أرَحِّبُ بِقُرّاءِ أعمالي الأدبيّة المتواضعة التي أدرجتها في مدوّنتي هذه ؛ النّاقدِ مِنهُم والهاجي والمادِح ، فكلُّهم في نظري عامِلٌ أساسٌ مِنْ عوامِل تجويدِ العمل، فلهم منّي الشكر والإحترام.
وكم تمنّيْتُ أن تَنبُتَ أوراقُ ديواني في ربيع حياتي لتكونَ خضراءَ نضِرةً ، لكنَّ الحياةَ في شبابي ، شَغَلَتني بواقعها وأوهامها، فوجدْتُني أقفُ على مشارفِ خريف حياتي ؛ حيث بدايةُ نهايةِ العُمْرِ وأُفول الفِكَرْ ، ورأيتُني أنكفئ على نفسي حزيناً مُحبطاً ممّا أمسينا عليه من خَوَرٍ وجُبْنٍ وهزيمة واستقواءٍ بعدوٍّ ظالم طامع لايُرجى منه خير على أنظمة الحُكم في بلادنا،ولكنَّ الغَيْرَةَ على العروبة والإسلام والوطن،أيقظَتْني من سُباتي ،وجَنَّدَتْ نَخْوَتي مجاهداً صغيراً أتنكّبُ كلمةََ الحقِّ الحرّةَ المخلِصة ، لأستنهض بها الهممَ والذّممْ، وأشهرَعلى الأعداء سيفَ القلم ، في عصرٍ انحطاط تكسّرت فيه السّيوف والأقلام ، وأصبحت فيه منافعنا ومصالحنا الخاصة ،وتعلّقنا بكراسي حكمنا،هي الأهمّ (وطنيّاً!)، فنسخنا فرض الجهاد ، ولعبنا وتلاعبنا في تفسيراتها الصحيحة ، باستثناء القليل منّا ، الذي آمن بالله وبما أنزل على نبيّه ، وتمسّك بما جاء في عمومية آياته من غير انتقائيّة، فامتشقَ السيوف ، وحطّمَ الأغماد ، ولبس الأكفان، فتفوّقَ على خََوَرنا، وانتصرَ على العدّو الصّديق الّذي استقوينا به، واستعديناه على إخوتنا ووطننا ، كي نجعل من نصر شريفنا هزيمة ، ومن عزّتهُ ذلّةً وانكسارا، فطعنّاه من الخلْف غيلة، وخذلناه بالمكيدة، وأزحناه من ساحات الجهاد التي حوّلها البعض منّا ، إلى ملاعب وملاهٍ واستعراضات عسكريّة ، لتمجيد بطولات الماضي وأحلام يقظتنا في الحاضر،فيما شعوبنا وجنودنا حرّاس أوطاننا وحمانا ، يتحرّقون شوقاً إلى حياة الموت جهاداً وفداءً واستشهاداً، فحسبي الله ونعم الوكيل ، ولاحول ولاقوّة إلاّ بالله العليّ العظيم
الرّجـــــــاء
عزيـزي المتصفّح، إنْ وجَدْتَ في أدب خريـفِ عُمْري وريقاتٍ هزيلة، شاءت أقدارُها أنْ تَلِدَ مِـــنْ وهَنِ خريفي ، فأنصِفْها وأسقِها من قَطْرِ أزاهيرِ ربيعِ عِلمك النَّضير بتصويبٍ مشكورٍ، يَبعثُ فــي أوراقي الخريفيّة ، خُضــرةَ ربيع الحياة ، وفَوْحَ الأزاهير .
****
قصيدة : أنا ….وقلـــــمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر : عبد المنعم ( محمّد خير) إسبير
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة
كنتُ نُظمَتْ القصيدة أدناه عند حدوث كارثة العراق، حيث تباينت الآراء في أسبابها ومسبّبيها، فاختلط صحيحها بباطلها، كلٌّ بحسب انتماءاته الدينيّة والمذهبية ، والطائفية والسياسيّة والحزبيّة ، وعمالته للغرب؛ وبما اكتسب من اختلاف انتماءاته ، ومن أحقاده الموغلة في القدم من ربح أو خسارة
ومرّتْ سِنون ، ونحن ننظر وننتظر ماذا سوف يفعل رسل السلام والديموقراطية والغيرية على العراق!! ، وإذ بالعراق يُمسي بين فكّي الذئب الغازي من أجل تحقيق الديموقراطيّة !بطريقة غير ديموقراطيّة ! وسفك وأتباعه دماء الآلاف من مواطني العراق ، على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم ، فيما الكثير من شعوب الأرض جميعاً ، يقارن بين عهدٍ سابقٍ يُحاكََم قائده العراقيّ على مقتل المئات ؛ لأسباب هي ذات الأسباب التي تحصل في العراق الآن ، وبين عهدٍ جديد مازال قائده الغربي الصّهيوصليبي الغازي ، يعيث في العراق فساداً وقرصنةً وخراباً وقتلاً بالآلاف من غير مساءلة ومحاسبة:ـ
وأكاد أسمع ويسمع النّاس معي حاضراً ومستقبلاً ، مايقوله وما سوف يقوله أهل العراق سرّاً وعلانية بألمٍ وندم، على ما آل إليه العراق الشّهيد من الغازي السّفاح،وكأني بالشاعر التونسيّ الرّاحل أبي القاسم الشّابّي يقف على أبواب بغداد يردد من شعره قائلاً:ـ
النّاس لاينصفون الحيّ بينهـــــمُ
حتّى إذا ماتوارى عنهمُ ندمــــوا
الويل للناس من أهوائهم أبـــــداً
يمشي الزّمان وريحُ الشّرّ تحتدمُ
***********
ويحضرني قولٌ قرأته في زمن سابق لأحد السياسيين، يقول: اقتتالنا على السّماء أفقدنا الأرض ، وما دمنا نقتتل على السّماء فلن نربح الأرض، وأضيف من عندي قولاً متمّما :ولن نربح السماء أيضاً
أمّا الخلافات والإختلافات الدّينيّة والمذهبيّة والطائفيّة والسياسيّة ، العدوّ الأكبر الموغل في القدم فينا ،والّذي فتك بنا وسفح دماءنا على مرّ العصور، فيجب أن تتوقّف الخصومات الإسلاميّة الإسلاميّة فيها على الأرض، بإسم الله والوطن والإنسانيّة ، طالما الأعداء من حولنا يتداعوْنَ علينا من كلّ جانب ، فما نختلف عليه هو من قضايا الله في السّماء، فلنتركهُ لله (فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون:ـ
ولنعتصم بالله : واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولاتفرّقوا فتذهب ريحكم.
فكفانا اختلافاً وتفرّقاً واقتتالاً ، وتنابذاً بالألقاب وسوء الصّفات ، وعلينا ألاننتزع سلطة الله على خلقه في إصدار الأحكام عليهم، فهو وحده الذي يميز فينا الصالح والطالح
قال الله تعالى :ـ
إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن لهتدى
وكما نعلم ، فليس بيننا على اختلاف مشاربنا عبد ناج من مساءلة الله له ، وايقاع عذابه عليه إلاّ من رحم ، فكلنا مذنبون بطريقة أو بأخرى ، ولا أعتقد أنّ رحمة ربّي تنزل على قاتل أخيه المؤمن والمسلم ظلْماً وعدوانا واسترضاءً لأعداء الله.
كما وليس بيننا من استلم مفاتيح الجنة من الله، وحجز لنفسه فيها أريكة يتّكئ عليها ، وحوله الحور العِيْن ، فيما بعضنا يعصي الله ببعض ماجاء في القرآنِ من فروض يراها شاقّة على النّفس(بزعمه) كالجهاد مثلاً في سبيل الله والإعتصام به ، وبعضنا الآخر يقتُلُ إخوة له (جهاداً!) في سبيل الشيطان و(إطاعة واسترضاءً لأعداء الله !!:ـ
فلنتذكّر ماقال الله على لسان نبيّه الكريم:ـ
ياعبادي إنّي حرّمتُ الظّلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا…..
ولكنّنا ظلَمْنا أنفسنا وتظالمنا بالإقتتال والفسق والعصيان لأوامر الله، فكان فعلنا حراماً وملبُسنا حراماً ومأكلنا حراماً ومشربنا حراماً وأرصدتنا المصرفيّة حراماً ، فكيف يستجيب الله لنا إنْ رجوناه الرّحمة ، كما ورد في الحديث الشريف؟!:ـ
ولنتذكّر ونتفكّرَ دائما بقول الله أيضاً :ياأيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، إنّ الله عليم خبير
والخطاب المذكور موجّهٌ إلى النّاس ، إلى عموم الخليقة ليتعارفوا ويتعاملوا فيما بينهم بالحسنى، فقد جعل أكرمهم عنده أتقاهم ، ولكنهم فسقواواعتدَوا ، وتقاتلوا طمعاً وحسداً وطغياناً ، فسلّط الله عليهم أنفسهم، وولّى عليهم الظالمين ، مصداقاً لقوله فيهم:ـ
وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون 0000صدق الله العظيم
وإليكم القصيـــــــدة التي نظمتها عقب سقوط بغداد في أيدي القرصنة الصهيوصليبيّة:ـ
سَقَطَتْ بغداد ، فانهارَتْ حُـــــــــروفٌ
نَظَمَتْ بالدَّمْعِ ديواني البَكِيّــــــــا(1)
*
عملاءُ الغرْبِ لايرضَوْنَ حُكْمـــــــــــاً
،لمْ يَبِعْ أرضاً ولا عِرْضاً، وفيّـــــــــا
*
إنْ بدا فينا على الضّعف قــــــــــويٌ
وحّدوا الأشتاتَ واغتالوا القويّـــــــــا
*
واستجاروا بعــــدوٍّ باتَ يَعثــــــــــــو
في مغانينـا فســاداً جاهليّــــــــــــــــا
*
سلبَ الأرض وما يعلو عليهــــــــــــا
وعلى المكنوز فيها باطنيـــــــــــــّا
*
واطمأنّوا إذ أتى الذّئبُ إليهــــــــــــم
(حاكمَ الظِّلِّ) وسفّاحـاًً ضريـــــــــّا!
وارتَضَوْا أنيابهُ حكْماً بديـــــــــــلاً
وتَغنّـــوا بضحايــاه مليّــــــــــــــــا
*
لااعتراضٌ ،لااحتــــرابٌ بل رضــاءٌ
بامتلاك الحكــــــمِ شكلاً ظاهريّـــــا!
*
قَلَــــمَ الفِكْــرِ رفيقي .. ضَلَّ فِكْــري
فلْنُغادِرْ ساحـةَ القرطاسِ ، هَيّــــــــا
*
فكلانا قد وُجِدنـا في زمـــــــــــانٍ
ضائعٍ في التِّيْهِ مَجهولِ الهُوِيّـا(2)
*
وكلانا ضَمّنا عَصْــــرُ انحِطــــــاطٍ
سادَنا (الغَرْبُ)وأمْسَيْنا حِنيّــــــــا
*
فَفِراقاً… سَوْفَ ألقـاكَ رفيقــــــــي
يومَ يَغـدوْ الحَرْفُ حُرّاً لاسَبيّـــــــــا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1)البَكِيّ : الكثيرُ البكاء .(2 ) الهوِيّا= الهُوِيّة: حقيقة الشّخص
المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية، وذلك منسوبٌ إلى(هو).
ولكنّ قلمي عصاني وتمرّد على خَوَري ، وهزّ إحباطي وعلّمني كيف أنهض من سقوطي ،مجدّداً عزمي . فمع المحبّة والنّضال سوف نلتقي …….أنتم وأنا وقلمي إلى أنْ يشاء الله، ويقضي أمراً كان مفعولا
: ملاحظــــة
إنّ أعمالي الأدبيّة المنشورة في مدوّنتي ، تبقى دائماً معرّضة إلى إعادة النّظر فيها ، لتحديثها وتنقيحها وتجويدها بالزّيادة والنّقصان ، فالإنسان يتجدد في شكله وفكره ورؤاه في كلّ الأمور، فما يراه اليوم هوغير الّذي يراه غداً ، ومن تتجمّد فيه الفِكَرُ والرّؤى عند حدّ معيّن ولايجدّدها إلى الأفضل والأقوم،تتوقف فيه الحياة، وإن بدا في الظّاهر حيّاً ، فالحياة في الإنسان هي حياة الفعل والتّفاعل بالخير والمحبّة والإيمان:ـ
وحينما يتمّ تحديث أعمالي ، فسوف أؤكّده بوضع ثلاث نجمات *** في رأس صفحة كلّ إدراج
رجاء تثبيت هذه المقدمة تحت كلمة الديوان الأول لأن قصائدهما مجتمعة في موقع واحد
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|