[مازن شما]

[align=justify]دعوات تهويد ’’الأقصى’’ تتصدر البرامج الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية.

كشفت البرامج الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية، مع انطلاقة الدعاية الانتخابية لـ "الكنيست" قبل يومين، عن النوايا الحقيقية لساسة الاحتلال وقادة الأحزاب البارزين تجاه المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، والتي تكشفت بوضوح مع احتدام المعركة الانتخابية الإسرائيلية.

وتحول موضوع المسجد الأقصى، والذي تطالب الأحزاب اليمينية اليهودية والتي يتوقع أن تحصل على غالبية مقاعد الكنيست الإسرائيلي، التي ستجري بعد أقل من أسبوعين، بهدمه لإقامة "الهيكل" المزعوم، وكذلك موضوع حائط البراق، إلى قضية محورية سلسة لاستقطاب أصوات الناخبين الإسرائيليين، وهو ما حدا الأحزاب اليهودية المختلفة وقادتها إلى إطلاق الوعود بالعمل على تنفيذ مخطط السماح لليهود بالصلاة في الأقصى وإقامة طقوس تلمودية فيه، الأمر الذي يشير إلى بوادر سيئة لمخطط تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار ما جرى في المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وتقول "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" التي تنشط في مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات في فلسطين عامة وفي القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، خلال رصدها للحملة الانتخابية: "إنه على الرغم من تباين أجندة هذه الأحزاب في الانتخابات الإسرائيلية، غير أنها التقت على مطلب واحد حول قضية المسجد الأقصى وحائط البراق – الذي يسميه الاحتلال "حائط المبكى"، وأخذت تروّج لضرورة انتزاعهما من المسلمين وتكريس السيطرة عليهما.

دعايات انتخابية على خلفية "البراق"

وأضافت أن المواقع الالكترونية والقنوات والصحف العبرية تحولت إلى حلبة سياسية يعرض فيها المرشحون أجندتهم الانتخابية، والتي تمحور الكثير منها حول قضية المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق ومدينة القدس المحتلة، وذلك من خلال نشر إعلانات انتخابية تتضمن صورا لهم على خلفية حائط البراق، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اختار إعلانه الانتخابي المتلفز وهو يشعل شمعة عيد "الحانوكا"، الأمر الذي كان لافتا جداً، خصوصا وأنه يمثل شخصية سياسية بهذا الحجم.

والى جانب إعلان نتن يا هو ، نشر المرشح "نفتالي بنط" عن حزب " البيت اليهودي" إعلانا مشابها له ضم صورته الشخصية وبجانبه صورًا لجنود إسرائيليين وهم يؤدون شعائر تلمودية عند حائط البراق، فيما نشرت زعيمة حزب "هتنوعاه" الجديد تسيبي ليفني" صورة لها أثناء زيارتها الأخيرة لحائط البراق قبل أيام.

ولا تقتصر الدعاية الانتخابية لتهويد المسجد الأقصى وحائط البراق على الأحزاب اليمنية، بل إن "حزب العمل" الذي يعتبر نفسه من أحزاب اليسار والوسط،، يؤكد في دعايته الانتخابية بأن المسجد الأقصى – أو كما يسمونه "جبل الهيكل"، حاجة ملحّة للشعب اليهودي، داعيا إلى السماح لهم بأداء صلواتهم التوراتية فيه.

ومن جانبه اعتبر حزب "البيت اليهودي" اليميني، المسجد الأقصى "مكانا مقدسا لشعب إسرائيل"، وزعم أنه "المكان الأول الذي تهوي إليه أفئدة اليهود"، على حد تعبير قيادة الحزب. ويدعو الأخير إلى إعادة النظر في نظام الصلاة في المسجد الأقصى والجهة المسؤولة عنه، لافتا النظر إلى أنه ثمة تمييز مفرط يقع بحق اليهود على حد ادعاءات الحزب .

حزب نتن يا هو الحاكم

فيما يزعم حزب "الليكود" الحاكم برئاسة نتن ياهو، أن "جبل الهيكل" شكّل "مكانة إستراتيجية هامة للشعب اليهودي"، ويشير بذلك إلى القرار الذي أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية عام 1993 والذي نصّ على اعتراف كامل بحق اليهود في الصلاة في "جبل الهيكل"، باستثناء الحالات التي من شأنها أن تشكل خطرًا على سلامة الجمهور على حد رواية الحزب .

وفي هذا الشأن؛ قال زعيم حزب الليكود ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بن يا مين نتن يا هو "للشعب اليهود الحق الكامل في (جبل الهيكل)، ولا يمكن التنازل عن هذا الحق ، واعتقد أن هنالك مجالا لتنظيم صلوات لليهود بداخله ، وللشعب اليهودي أن ينعم بها، وأنا واثق من تحقيق ذلك".

ويذكر أن نتنياهو كان في إحدى رسائله السابقة صرح بأنه سيعمل في ولايته الجديدة على إيجاد حل يمنح اليهود حرية الصلاة في الأقصى.

اختيار الأقصى ليس عبثًا

ويقول المحامي زاهي نجيدات الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، في تعقيبه على هذه الدعوات الانتخابية: "إن تركيز البرامج الانتخابية على المسجد الأقصى من جانب الأحزاب الإسرائيلية لم يكن عبثا، إنما لأن لعاب المجتمع الإسرائيلي يسيل لمجرد فكرة بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، وهذا ما يجب أن تتنبه له الأمة المسلمة والعالم العربي، أصحاب المسؤولية أمام الله وأمام التاريخ عن القبلة الأولى لربع أهل الكرة الأرضية، خصوصا وأنها صدرت عن شخصيات تملك زمام الأمور في المؤسسة الإسرائيلية ، داعيا الدول الإسلامية إلى ضرورة اتخاذ خطوات فعلية لمنع وقوع خطر تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتكرار سيناريو المسجد الإبراهيمي".

وأكد نجيدات أن "المسجد الأقصى حق إسلامي خالص للمسلمين وحدهم ، ولا يمكن التفريط ولو بشبر أو ذرة تراب واحدة منه، محذرا في الوقت نفسه من التبعات المستقبلية الخطيرة لهذه المواقف التي أصبحت تمثل سياسة واضحة للمؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية".[/align]