[align=center]
أحبتي في الأرض المحتلة اجيبوني من فضلكم
اعشق الوان الطبيعة وأظنكم تعشقون الألون مثلي تماماً، فعيونكم فتحت على اشجار الزيتون الخضراء ونبات الزعتر والميرمية وزهور بكافة الألوان تزين الربى والتلال، اعلم بأن كل شئ قد تغير ، خطر ببالي ان أسألكم احبتي عن الألوان، هل الألوان عندكم الان كما كانت في السابق؟
عندما اتابع اخباركم اسمع عن الخط الأخضر،واعلم بأنه الخط الذي يشطر الجسد الفلسطيني بلا رحمة، عائلات كثيرة تم شطرها وتبعثرها على طرفي الخط الاخضر، أعذروني لأنني احب الاخضروأعلم بأن اللون الأخضر اصبح رمزاً لمعاناتكم ،ليس وحدكم احبتي فقد انتقلت العدوى واصبحت في بغداد المنطقة الخضراء التى تذكرنا بالأحتلال الأمريكي ، يا ترى لماذا يصرون هؤلاء المحتلين على اعتقال اللون الأخضر وتسخيره لمخططاتهم اللئيمة.
ياترى هل سيلونون جدار الفصل العنصري ام سيروق لهم لون الاسمنت الرمادي؟
سمعت ان السماء عندكم حزينة ، متوشحة بلون رمادي
وان الشمس عندكم غاضبة معتصمة وتقضي معظم الوقت خلف الغيمات
سمعت ايضاً بأن شجر الزيتون عندكم اصبح يجهض الزيتون قبل اوانه
سمعت ان زرقة بحركم قد اصبحت اكثر قتامة وموجه اصبح اكثر شراسة
سمعت ايضاً بأن الريحان عندكم قد ذبل احتجاجاً على المهانة واصبح باهتاً
هل مازالت شقائق النعمان حمراء كما عهدناها؟
هل مازال التين يتباهى بأنواعه العديدة والوانه المختلفة؟
هل مازال العنب شامخاً معطراً، اخضر، ذهبي واحمر قرمزي؟
هل مازالت الحساسين تمرح وتشدو في فرح؟
هل مازلت تربة بلادي برائحة المسك ولون السنابل ذهبية؟
اجيبوني احبتي
هل يختلف عندكم لون السماء
هل تغير لون التربة وطعم الماء؟
هل مازالت رائحة الزعتر تعطر الأجواء
لا الوم كرهكم للون للأخضر
فكيف لمسجون ان يستطعم الالوان
وكف السجان تلوح بالفناء
تسدل ستاراً من العتمة والقتامة
فتغتال بريق الالوان
وتضفي اللامعنى الى الاشياء
حتماً سيرجع للأخضر بهائه
ويصبح رمزاً للعطاء
عندما نفك الطوق
وتعانق هاماتنا الفضاء
وعندها ستكتب بالحبر الاخضر
قصيدة لكل الشرفاء
(محاولة مرتجلة من قلم حيران بين الالوان)
[/align]
سلوى حماد