رام الله- شبكة راية الإعلامية:
منال حسونة..
"باب الشمس" تحدي آخر، وإصرار على حق الفلسطينيين في أرضهم، ورفضهم لسياسية الاستيطان الاسرائيلية، خطوة ليست منفصلة عن المقاومة الشعبية، لكنها أتخذت منحنى آخر تَمثل بإنشاء قرية جديدة أطلقوا عليها "باب الشمس" على أراضي المنطقة التي تسميها إسرائيل 'إي 1' شرق القدس.
وشرع ما يقارب 200 ناشط فلسطيني باقامة خيام بدعوة من الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار ولجان المقاومة الشعبية. على الأراضي التي من المخطط ان تقوم اسرائيل ببناء الاف الوحدات الاستيطانية عليها، والتي ستفصل شمال الضفة الغربية عن القدس وجنوبها.
وفي الاطار ذاته وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي والمتواجد في القرية أن انشاء باب الشمس هو مجابهة للواقع الاسرائيلي ، وقال"نحن بصدد أنشطة ومبادرات شعبية مماثلة لانشاء بيوتنا في اراضينا ليس بإذن من الاحتلال الاسرائيلي إنما بإذن من الشرعية الدولية"
و شهدت ليلة امس الجمعة تدفق عشرات النشطاء ونقل للمعدات والاحتياجات، ونصبت الخيام في القرية، وقال الناشط في المقاومة الشعبية صلاح الخواجا في حديث لـ"شبكة راية الإعلامية" أن "باب الشمس" تأكيدا على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وهي جزء من الكفاح والصمود الفلسطيني أمام التوسع الاستيطاني في مناطق الضفة الغربية.
وأوضح الخواجا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول ابتزاز الناشطين والمقيمين في القرية لكن المقاومة الشعبية وجدت لتبقى.
واستوحى النشطاء اسم القرية، من رواية «باب الشمس» للكاتب اللبناني إلياس خوري، التي تجسد النكبة الفلسطينية، من خلال المقاوم الفلسطيني "يونس" الذي يترك زوجته في الجليل، ويلتحق بالمقاومة في لبنان، وكان يونس يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته بمغارة "باب الشمس" ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان.
من جهته، قال الناشط هارون أبو عرة أن القوات الاسرائيلية سارعت بإغلاق الطرق الرئيسية لمنع وصول الوفود ومن يريد أن ينضم للقرية، وأكد أبو عرة أنه يوجد نحو 200 من النشطاء يسكنون في 20 خيمة، بينها عيادة طبية، ومجلسا قرويا ومركزا إعلاميا.
وقال بيان صدر للنشطاء من اللجان الشعبية والفصائل الوطنية : "نعلن نحن، أبناء فلسطين، من كل أرجائها، عن إقامة قرية (باب الشمس) بقرار من الشعب الفلسطيني، بلا تصاريح الاحتلال، وبلا إذن من أحد، لأنها أرضنا ومن حقنا إعمارها". وأضاف: "لقد اتخذنا قرارا بإقامة قرية باب الشمس على أراضي ما يسمى منطقة (إي 1)، التي أعلن الاحتلال قبل شهور عن نيته إقامة 4000 وحدة استيطانية عليها، لأننا لن نصمت على استمرار الاستيطان والاستعمار في أرضنا، ولأننا نؤمن بالفعل وبالمقاومة، نؤكد أن القرية ستصمد إلى حين تثبيت حق أصحاب الأرض على أراضيهم".
كما وأشاد رئيس الوزراء سلام فياض بمبادرة اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في إقامة قرية "باب الشمس" على أراضي الطور المهددة بالمشروع الاستيطاني "e1"، واعتبر أنها تؤكد مدى تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية وأرضه واستعداده لحمايتها.
فيما أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' صائب عرقات أن قرية بوابة الشمس تأكيدا لسعي الشباب الفلسطيني في الحفاظ على مبدأ الدولتين، وأن السلام والاستيطان متوازيان لا يلتقيان، وأن على الحكومة الإسرائيلية الاختيار بين السلام والمستوطنات فلا يمكن لها أن تجمع ما بين الأمرين.