الموضوع: ليس حلماً
عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 01 / 2013, 23 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد سعيد عدنان أبوشعر
قسم اللغة العربية ( مشرف سابقاً في نور الأدب)

 الصورة الرمزية محمد سعيد عدنان أبوشعر
 





محمد سعيد عدنان أبوشعر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

ليس حلماً

ليس حلماً

أنيقاً كأحد الحضور البارزين في حفلة مخملية، وضيءَ الوجه كنَوْرِ زهرة أقحوان وادعة، ترنو إليه العين بشغف مشبَع بالسكون، والقلب يتحدث ويصغي، وتستمتع الأيادي بتشابك أصابعها سوياً لتتبادل الدفء، نمضي نحو كوَّةٍ بيضاءَ في جدار حالك السواد، لا تعدو أن تكون بحجم نقطة من الضوء، يمضي غيرَ آبه، لا تفارقه الابتسامة، ولا تفارقني دهشتي.



تتسع هالة النُّور، وترتسم على الحائط كوجه طفولي باسم، يكسر طوق الظلمة، ويتقدم العراب، بطريقته الجذابة، مفسحاً مجالاً لكلينا للعبور، ونخطو إلى الأمام.


أجيل البصر فيما حولي، أراضٍ رحبة المساحة، طاف عليها ذيلٌ من قوس قزح، كريشة سحرية، فازدانت بألوان مرحةٍ تكاد تنطق فرحاً، وتزاحمت فيها ألحان من أجمل ما عزفته الطبيعة من موسيقى، ونسائمُ رقيقة من أريج مُمَسَّك تروح وتغدو مغازلةً وجنتيَّ المتورِّدتَين انفعالاً، وأهِلّةٌ معلَّقةٌ بين الأشجار بجدائلَ حريرية، كأنما هي أقمار انحنت بتواضعٍ لأمتطيَها أراجيحَ في الهواء، أو هي ابتساماتٌ عريضة آن أوانها لتغمرني بين ذراعيها.


في لحظة خاطفة، تلتمع عيناه بوميض غامض، ويهمس: هنا مكان إقامتك الجديد. وإنني إذ عايَنتها قد عرفتها، إنها المكان الذي لا يُسمح فيه للألوان القاتمة بالعبور، ولا حتى بالزيارة ضيوفاً، هي المكان الذي لا تسمع فيه شهقةَ بكاء، ولا صرخةَ خوف، ولا صمتَ كآبة، الأرض التي ينضح ماؤها بالعذوبة، وهواؤها بالعطور الفواحة، إنها أرض السعادة الحقيقية.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد سعيد عدنان أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس