[خالد حجار]

بضع كيلو مترات غير مربعة رسمت خارطة وطن كبير وامة كانت هنا
غزة يا سادة تدافع بجوعها وأنين بيوتها وركامها عن أمةٍ امتدت من المحيط غربا إلى الخليج شرقا فالغول الصهيوني لن يستثني احدا من هذه الامة وحلمه الخبيث من النيل إلى الفرات
غزة يا سادة لا تعترف من اين تأتي الطعنات فكل ما حولها عدو ، من فوقها عدو ومن شرقها عدو بل من قوتها عدو وفي خبزها عدو وفي شمعة طفل يقرا درسا ويسقط شهيدا وهو ذاهب لامتحانه عدو ، أصحاب الكراسي والسيادة يا سادة لا يفهمون ولا يعرفون من غزة إلا ما تمتلأ به جيوبهم تجارة ونفاقا وكذبا وتزويرا

لن أكمل فتلك سطور مرعبة في سيناريو لا يعرف إلا نزيفا مستمرا وما بين الهدنة والهدنة أشلاء ودماء وعظام اطفال تتكسر
"والسائرون إلى حطين ما بقيت حرب البسوس لهم شيئا لحطين"
الشاعر العراقي وليد الصراف
كل العواصم لغاتها تختلف عن لغة غزة حتى القدس ، فالقدس تعرف عدوها وتقاومه حتى بالحجارة العتيقة ومن بيت لبيت ومن شارع لشارع اما غزة فما بين شبح الانقسام وشركات الاحتكار والزعماء أصحاب الذيول الخارجية والاشقاء الذين لا يعرفون عن غزةة إلا أنها خارج قاموس شرعية البيت الأبيض
ورغم ذلك لن تصبح يوما غزة ليست غزة وستظل ترسم جغرافيا امة وتاريخ وحضارة تلك الامة التي يجرها اليوم ثعبان المتأمركين
حصار غزة فيه من التفسيرات ما يحرق كل ما حوله فالطفل يمنع عنه الدواء والكهرباء لأنه فقط في غزة ولا ذنب له إلا أنه لا يعرف صناعة القنابل الذكية أو أن أمته تراه زيادة على البشرية فتصمت حينما يقتل ولا أحد يطالب بدمه ، المؤسسات الدولية المختصة بالحيوانات تراعي عدم انقراض جنس من الطيور فتدفع المليارات لإبقاء سلالته اما طفل غزة في قاموس أنظمة التأمرك العربي فلا مانع من انقراضه لأنه آفة تحرجهم وتضعهم عند مسؤولياتهم التي لا يستطيعون القيام بها لأن البنتاغون لم يكتب على أجندته يوما بأن من اهدافه الثانوية حماية أطفال غزة ، فكيف سيطالب زعماؤنا المعظمون أصحاب الفخامة والسيادة والسمو حماية اطفال غزة ؟؟؟
كوني على موعد مع أشلاء جديدة يا غزة وكلما عقدت قمة عربية جديدة ترقبي صواريخ الكيان المسخ من جديد فتلك القمة حتما ستمنح الكيان المسخ ضوءا اخضرَ جديدا ليواصل عدوانه الجديد القديم
خالد حجار
فلسطين