19 / 01 / 2013, 49 : 01 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
قسم اللغة العربية ( مشرف سابقاً في نور الأدب)
|
نظرةٌ في العلاقات الاجتماعية
[align=justify]نظرة في العلاقات الاجتماعية
نرى في أيِّ علاقة دنيوية، مادية كانت أم معنوية، أنها محكومة بنظام القوة والضعف: فالنبات ضعيف أمام الحيوان، والحيوان بدوره ضعيف أمام الإنسان، وبدوره الإنسان، بكونه مثلاً راقياً للعلاقات والتعامل الاجتماعي نقل هذه السياسة إلى تعاملاته وسلوكه: فالابن ضعيف أمام والديه، والتلميذ ضعيف أمام أستاذه، والموظف ضعيف أمام مديره.
وإن كانت كل هذه الصور ناجمة عن الحاجة، فإن أنواع الحاجات فيما بينها تختلف: فضعف الابن أمام والديه ناتج عن الحاجة إلى العاطفة، وضعف التلميذ أمام أستاذه ناتج عن الحاجة إلى العلم، وضعف الموظف أمام مديره ناتج عن الحاجة إلى المادة... وهلم جرا.
والصداقة، - بكل ما تمثله من صدق وإخلاص وتفان جعلها ترقى إلى أسمى الرتب بين أشكال العلاقات الإنسانية - بكل ما تمثله من هذا، فقد خضعت مرغمة لتلك السياسة البغيضة، وفقدت الكثير من نقائها وجمالها، فباتت علاقة شبه استغلالية بين قوي وضعيف، أجمل ما فيها اسمها، ومضمونها لا يكاد يلتقي مع عنوانها في شيء.. وهكذا كان.
الحلقة الأضعف، لقب بائس لزم طرفها الضعيف، والذي يعود ضعفه بشكل أساسي للافتقار إلى الصحبة والصدق والوفاء والأخوة العميقة، وألزمه كثيراً من الواجبات و روتين التعامل دون سعي منه إلى ذلك.
فمنه ترى إخلاصاً لا حدود له، وتواصلاً لا ينقطع، و تفانياً في وهب المشاعر والمبادرات الطيبة، فلا يتلقى سوى تتابع لا نهاية له من الصدمات المؤلمة...وعليه فوق هذا أن يراعي كل ما يتعلق ببيئة الطرف الآخر والثوابت الناظمة لها والمتغيرات الداخلة فيها، فعليه أن يراعي الظرف، والعمل، والبيت، والزوجة، والطفل، والأسرة والأهل، ومواعيد النوم، ومواعيد الراحة، ومزاجية الاستماع، والظروف المادية التي تأبى أن تتخلى عن ممارسة دورها المقيت في هذا كله مهما تدنّت في التفاهة.
ما أجمل الصداقة كما يراها الطرف الآخر - الحلقة الأقوى- ! فهي تعفيه من كل التزام ، وتراعي ظرفه ووقته ومزاجه، وليس عليه بالمقابل إلا أن يختار الرفض أو القبول، تبعاً لهواه، فيتكلم متى أحب، ويجيب بالطريقة التي تحلو له، فتارة ينهي ويقطع وتارة يبدأ ويصل كيفما شاءت له نفسه، فهو أكيد من الحقيقة الساطعة القاطعة: أنه كان وسيبقى الحلقة الأقوى، يتكرم بصداقته على من يريد ومتى يريد، فالرافض الواحد يأتي مقابله عشرات من الراغبين، لذا: ليس على الطرف الآخر سوى الرضوخ والقبول، ولْيهنأْ بكونه ممن تم اختيارهم، وبتقلُّدِه للّقب السعيد: الحلقة الأضعف.[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة مازن شما ; 21 / 01 / 2013 الساعة 05 : 08 PM.
سبب آخر: تنسيق النص
|
|
|