تقوم أرض صفد فوق رقعة جبلية يتراوح ارتفاعها بين 790 و 840 م فوق سطح البحر. وتحيط بها من الشمال الغربي منطقة جبل صفد التي يتراوح ارتفاعها بين 600 و 820 م . كما يمتد في شمال المدينة وشمالها الشرقي جبل كنعان، الذي يزيد ارتفاعه على 950م. وإلى الجنوب الشرقي من صفد تمتد منطقة الظاهرية الفوقا الجبلية، التي تطل بحافة شديدة الانحدار على وادي الأردن الأوسط، في حين تقف جبال زبود والجرمق شامخة غرب صفد، لتمثل قممها أعلى قمم الجبال في فلسطين (1،100 - 1،200 م).
أقيمت صفد على عدة تلال تفصل بينها أودية تتجه نحو الجنوب، والتلة الشمالية الغربية، التي تعدّ امتداداً جنوبياً لسفح جبل كنعان، هي أقدم بقعة معمورة في صفد. ولا شك أن عامل الحماية هو الدافع الرئيس لنشأة صفد القديمة. وقد امتدت المدينة بعدئذ نحو الجنوب، فأحاطت بقلعتها التي بناها العرب. وقد شيّد حول صفد سور حصين وخندق عريض لحمايتها من أخطار المعتدين. غير أن المدينة امتدت بعمرانها خارج السور نتيجة زيادة عدد سكانها وتوسعها، حتى إن المباني شغلت الأودية، مثلما شغلت التلال والمنحدرات.
يحيط بمدينة صفد من الشمال أحد روافد وادي الليمون الذي يرفد وادي عمود، الذي ينتهي في بحيرة طبرية. وتبدأ بعض الأودية الرافدة لوادي عمود، من الجبال الممتدة في الطرف الجنوبي لصفد. وقد حفرت هذه الأودية لنفسها خوانق في المرتفعات الجبلية التي تتألف في الأصل من الصخور الكلسية. وتتعرض منطقة صفد للهزات الأرضية والزلازل نتيجة عدم استقرار القشرة الأرضية ذات التكوينات الجيولوجية الحديثة، ووجود صدوع (انكسارات) متعددة كان بعضها موضوعاً لمسارات مجاري الأودية. ومن أشهر الزلازل التي تعرضت لها صفد زلزال سنة 1837، الذي راح ضحيته كثير من سكان المدينة.
3: المناخ والمياه: مناخ صفد ينتمي إلى مناخ البحر المتوسط. ويؤثر عامل الارتفاع في مناخ المدينة، إذ انعكست الطبيعة الجبلية للمدينة على مناخها، فجعلت منه مناخاً لطيفاً في الصيف، بارداً في الشتاء. وبذلك تعدّ صفد من مصايف فلسطين الجميلة، حيث تكسو الغابات مساحات من جبالها، فتكسب المنطقة جمالاً يشبه جمال منطقة رام الله. ويتراوح متوسط درجة الحرارة في شهر آب ما بين نهاية دنيا تبلغ 18درجة وبين نهاية عظمى تبلغ 29درجة ، في حين يتراوح متوسط درجة الحرارة في شهر كانون الثاني ما بين نهاية دنيا تبلغ 4درجة وبين نهاية عظمى تبلغ 10درجة .
وتهطل الأمطار بكميات كبيرة على مدينة صفد، فمتوسط كمية الأمطار السنوية نحو 728 مم ، وهي كمية كبيرة إذا قورنت بالكميات التي تتلقاها مدن فلسطين الأخرى , وتسقط الثلوج على صفد كل عام تقريباً. وهي كالأمطار تساهم في تغذية خزانات المياه الجوفية بعد ذوبانها.
تتوافر المياه في منطقة صفد، وبخاصة مياه الينابيع التي تستخدم لأغراض الشرب والري. وتكثر الينابيع في المنخفضات وبطون الأودية وعلى أقدام الجبال والصدوع (الانكسارات). ومن العيون المشهورة، عين العافية وعين الحاصل وعين الزرقاء وعين الجن وعين التينة. ويأتي الماء إلى صفد من منبعين ينبثقان شرق صفد، ويسميان عين الرمانة وعين اللبوية.
أما الآبار فيتراوح عددها بين 20 و 30 بئراً، ويكلف حفرها كثيراً بسبب عمق خزانات مياهها الجوفية. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار الكافية لنمو جميع أنواع المحاصيل.
ب - النشأة والنمو:
تأسست مدينة صفد على غرار كثير من مدن فلسطين الأخرى في العهود التاريخية المبكرة، على يد الكنعانيين. اسمها القديم "صفت" أي العطاء أو الوثاق. وكانت عند تأسيسها قرية صغيرة ضئيلة الشأن، وظلت كذلك حقباً طويلة من الزمن. احتلها الرومان وكانت فيها قلعة حصينة في عهدهم.
ولم يكن لها شأن عظيم في صدر الإسلام، ولم يرد لها ذكر في الفتوحات العربية الأولى، ويعود أقدم ذكر لها إلى القرن العاشر الميلادي.
برزت مدينة صفد بشكل واضح بين أحداث الحروب الصليبية، إذ احتلها الصليبيون في سنة 536هجري / 1140م وبنوا فيها حصناً للدفاع عن الساحل الذي غزوه أمام هجمات أمراء دمشق والأيوبيين. وفي سنة 553هحري/ 1157م التجأ بغدوين الثالث ملك الصليبيين إلى هذا الحصن إثر اندحار جيشه أمام جنود الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي عند موقع الملاحة فلما انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين سنة 583هجري / 1187 م حاصر مدينة صفد، وتولى هو زمام القتال، وأفلح في الاستيلاء على المدينة والحصن في سنة 586هجري / 1189م . وفي سنة 618هجري/ 1220م دمر المسلمون الحصن خشية استيلاء الصليبيين عليه مرة أخرى. وفي سنة 639هجري / 1240م عادت صفد إلى حكم الصليبيين، وبنوا فيها الحصن مرة أخرى وظلت بأيديهم إلى أن احتل السلطان الظاهر بيبرس على الحصن، واستولى عليه واسترده من الصليبيين في سنة 667هجري / 1267م. وبنى الملك بيبرس مسجداً في الحصن، وجدد مباني مدينة صفد وعمّرها بعد أن تحررت من سيطرة الغزاة. وظلت صفد في عهد المماليك مركزاً له شأنه، وأصبحت قصبة إحدى النيابات السورية التي ضمت مدن الجليل جميعها ومدينة عكا أيضاً.
وفقدت مدينة صفد بعد هذا التاريخ أهميتها بالتدرج إلى أن استسلمت مع مدن فلسطين الأخرى للعثمانيين زمن السلطان سليم بدون حرب في سنة 923هجري / 1517م. وأصبحت قصبة سنجق، تتبعه مدن الجليل ومدينة عكا وصور.
وفي القرن السابع عشر احتل الأمير فخر الدين بن قرقماز المعني الثاني مكانة هامة في الجليل، واتخذ صفد حصناً لحماية أملاكه فيها. ولكن الأتراك قضوا عليه فتأسست بعد ذلك إمارة للشهابيين، وعين الشهابيون عمر بن زيدان شيخاً على صفد لمساعدتهم. واتسع نفوذ الشيخ عمر على مرّ الأيام وفي سنة 1164هجري / 1750م استقل ابنه الشيخ ظاهر العمر عن الشهابيين، واتخذ من مدينة عكا مقراً له. وفي عهد الشيخ ظاهر نشطت الزراعة والتجارة والعمارة، وشعر الناس بالأمان. وفي سنة 1173هجري / 1759 م أصيبت مدينة صفد بزلزال كاد يأتي على سكانها ومبانيها. وفي سنة 1182هجري / 1768م أصبح الشيخ ظاهر العمر أميراً على الجليل، وحكم صفد وعكا والناصرة، وحاول أن يستقل عن الدولة العثمانية، ولكنه اغتيل وحكم صفد بعده الوالي التركي أحمد باشا الجزار. وقبل أن يحاصر نابليون عكا اضطر إلى احتلال صفد أولاً في سنة 1214 هجري / 1799م. ولكنه لقي من الوالي أحمد باشا الجزار بمساعدة الأسطول الانكليزي مقاومة عنيفة، فأخفق في تحقيق أهدافه من حملته العسكرية، وانسحبت قواته من الشام وفلسطين.
كانت صفد في أوائل القرن السابع عشر مدينة زاهرة، وقد شاهدها الرحالة السويسري بركهارت أثناء مروره بها سنة 1227هجري / 1812م، ووجدها بلدة منيعة تقع حول تل في أعلاه قلعة، ويحيط بها سور وخندق، وتكتنفها مزارع الزيتون والكروم، ويشتغل أهلها بصنع النيلة وبنسج الأقمشة القطنية، وكانت تقام فيها سوق للقرويين المجاورين في كل يوم جمعة، وفي سنة 1235هجري / 1819م أصابها زلزال آخر ألحق بها أضراراً بالغة، وفي سنة 1248هجري / 1832م احتلها إبراهيم باشا نجل والي مصر. وفي سنة 1253هجري / 1837م أصابها زلزال ثالث تحولت المدينة بعده إلى قرية صغيرة بسبب التدمير الشامل الذي تعرضت له. وفي سنة 1257هجري / 1841م عادت إلى الحكم العثماني، وفي سنة 1304 هجري / 1886م أصبحت صفد مركزاً لقضاء في سنجق عكا، وشهدت في هذا الوقت بعض التقدم العمراني. وفي سنة 1918م احتلها الإنكليز أثناء الحرب العالمية الأولى.
ضم قضاء صفد في عهد الانتداب البريطاني أكثر من ستين قرية عربية أهمها آبل القمح وبيريا والبويزية والخالصة والجاعونة والزوق التحتاني والريحانية وسعسع والشونة والصالحية والصفصاف والعزيزيات وعكبرة وعلما وعين الزيتون وقدس وقديتا والملاحة والمنصورة والناعمة وهونين وطوبى والشمالنة وكفر برعم وجاحولة والدوارة وطيطبا وخيام الوليد والزنغرية وغيرها. وكانت عدة عشائر عربية تقيم في هذه القرى أو في جوارها، أهمها عرب الغوارنة الذين استطوطنوا الخالصة والقرى المجاورة لها، وعرب الهيب وعرب الشمالنة وعرب كعوش وعرب المحمدات وعرب السيّادة.
كان مجموع سكان صفد عام 1908 نحو 10،000 نسمة. وضمت خلال الحرب العالمية الأولى 4,000 بيت و 12,000 نسمة. وقد اشتملت المدينة على أحياء متعددة ثلاثة منها ممتدة على سفح جبل كنعان. ومن أحيائها الأكراد والديابنة والجورة والقلعة والبرج والصواوين وجامع الأحمر والوطاة والسوق. وأحسن الأحياء عمراناً حي القلعة الذي اشتمل على نحو 100 منزل حديث وباستثناء ما يقرب من 400 بيت آجرّيّة السقوف حديثة الطراز، قإن بقية بيوت صفد مبنية على الطراز القديم بالحجارة البيضاء، ومتلاصقة بعضها ببعض. وتتألف أكثر بيوت صفد من طابق واحد. وقد اكسبت الأبنية الجديدة مدينة صفد جمالاً عمرانياً ملحوظاً.
يشتمل وسط مدينة صفد على الأسواق التي ضمت 80 محلاً تجارياً. وفيه الجوامع، وأهمها جامع اليونسي والجامع الأحمر وجامع السويقة وجامع الجوقنداري وجامع سيدنا يعقوب وجامع خفاجة . كذلك توجد في وسط المدينة دار الحكومة والمشفى وبعض المكاتب الحكومية. ويتخذ مخطط صفد شكلاً دائرياً، أو شبه دائري بمعنى أن الشوارع تحيط بقلب المدينة في أشكال دائرية , فيمثل وسط المدينة البؤرة التي تصب فيها شوارع المدينة من الأطراف ولا شك في أن الطبيعة الجبلية لأرض صفد فرضت على المخطط مثل هذا الشكل الدائري الشعاعي.
احتفظت صفد في عهد الانتداب البريطاني بشكلها العام، رغم تطور نموها السكاني والعمراني. ففي عام 1922 بلغ عدد سكان المدينة 8,761 نسمة، وهو أقل مما كان عليه قبل الحرب العالمية الأولى، وخلالها. ويعزى هبوط عدد السكان إلى الظروف السيئة التي مرت بها المدينة خلال الحرب إذ تعرض كثير من سكانها للأمراض والمجاعات، وهاجر بعضهم منها إلى الخارج ابتغاء الرزق الواسع. وبعد أن استقر الوضع قليلاً في المدينة أخذ حجمها يتزايد تدرجاً، فارتفع عدد سكانها في عام 1931 إلى 9,441 نسمة، كانوا يقيمون في 2,126 بيتاً. وفي عام 1945 وصل عد السكان إلى 11,930 نسمة، وقدّر عددهم في أواخر فترة الانتداب بنحو 13,386 نسمة.
توسع امتداد صفد العمراني، إذ بلغت مساحتها عام 1945 نحو 1,429 دونماً. وكانت بلدية صفد تشرف على شؤون المدينة وتنظيمها الهندسي. وقد تضاعفت نفقات البلدية من 2،196 ج . ف عام 1927 إلى 5,102 ج . ف عام 1944. وأعطت البلدية 98 رخصة بناء عام 1935، و 113 رخصة بناء عام 1944. وقد ساهمت في تنفيذ المشروعات الحيوية، كمشروعات المياه والكهرباء والشوارع والمدارس وغيرها. وظهر أثر نشاطها في إقامة الأسواق والفنادق والمقاهي والنوادي والمنتزهات.
تركز السكان العرب في الجزئين الشرقي والجنوبي من المدينة، وتركز اليهود في الجزء الغربي منها. وقد جاهد العرب لتحرير مدينتهم من المستوطنين الصهيونيين طوال فترة الانتداب، ووصل جهادهم إلى ذروته في حرب 1948. ولكن الصهيونيين تمكنوا من السيطرة على الموقف، واحتلال صفد بتاريخ 12/5/1948م . ونتج عن الحرب ترحيل معظم السكان العرب من صفد، فانخفض عدد سكانها إلى 2,317 نسمة في أواخر عام 1948. وما لبث أن ارتفع عدد السكان بقدوم المستوطنين الصهيونيين إليها بصورة مطردة، فوصل عددهم إلى 4،000 صهيوني في أواخر عام 1949 وإلى 5,500 في أواخر عام 1950، ثم قفز عددهم إلى 15,000 في عام 1966. وقد بنيت ضاحية سكن جديدة شرقي صفد.
ج - التركيب الوظيفي لصفد :
ساهمت صفد منذ نشأتها الأولى، في وظائف قليلة، كالوظائف العسكرية والتجارية والزراعية ثم تطورت المدينة بمرور الزمن، فكبر حجمها وتوسعت مساحتها، وتنوعت وظائفها
1) الوظيفة العسكرية: مارست صفد وظيفتها العسكرية منذ نشأتها، بحكم وضعها الطبوغرافي الذي يسهل مهمة الدفاع والحماية من أخطار المعتدين، وبحكم موقعها الجغرافي الذي يجعلها تطل على المناطق المجاورة، وتشرف على المنافذ الطبيعية، وتتحكم في الطرق المؤدية إلى تلك المناطق. فهي تشرف على سهل الحولة في الشمال، وعلى بحيرة طبرية في الجنوب الشرقي، وتتحكم من الغرب في طريق عكا - الرامة - فرّاضية، وتسيطر على الطرق المؤدية إلى الحدود الشمالية لفلسطين. لهذا السبب حرصت (إسرائيل) على احتلالها في بداية حرب 1948، لتتمكن من السيطرة على الجليل بأكمله
2) الوظيفة الإدارية:
كانت صفد محطة لمرور القوافل التجارية في القديم. وهي مركز تسويقي لمنتجات إقليمها الزراعية والحيوانية ، ومركز تجاري يجد فيه القرويون ما يطلبون من المواد التموينية والأقمشة والملبوسات والأدوات الكهربائية والمنزلية ... إلخ. وكانت أسواق صفد تغصّ بالمنتوجات الزراعية والحيوانية والغابية، كالبندورة والعنب والتين والليمون والقمح وأنواع البقول المختلفة، ومنتجات الألبان والفحم والحطب وغيرها. وبالإضافة إلى هذه الأسواق كانت تقام سوق رئيسة كل يوم جمعة، يؤمها عدد كبير من سكان الإقليم لتبادل المنتجات المختلفة.
ومما شجع الحركة التجارية في صفد كونها مركزاً سياحياً ومصيفاً مشهوراً من مصايف فلسطين، فهي غنية بالمقومات السياحية، كالمناظر الطبيعية الجميلة والأشجار الباسقة وعيون الماء والأماكن الأثرية والتاريخية. لذا تكثر فيها الفنادق والمحلات التجارية التي تروج الحركة التجارية، وتنشط وسائل المواصلات المختلفة.
كان معظم السكان العرب في صفد يشتغلون بالتجارة ويحترفون البيع، قبل احتلال (إسرائيل) للمدينة عام 1948.
5 - الوظيفة الصناعية: عرفت صفد بعض الصناعات منذ القديم، إذ نشأت فيها صناعة اللباد معتمدة على الأصواف التي توفرها أغنام المنطقة، وخلال القرن التاسع عشر، كانت الصباغة بالنيلة ونسج الأقمشة القطنية، مهن الأهالي الرئيسة في صفد. وفي عهد الانتداب البريطاني أضيفت إلى الصناعات السابقة صناعات جديدة كالصناعات الغذائية والخشبية والجلدية وصناعة الحصر والكراسي من نباتات سهل الحولة المائية، وغيرها من الصناعات الخفيفة التقليدية.
تطورت الصناعة في صفد بعد عام 1948 عندما حولها المحتلون الصهيونيون مدينة صناعية لتثبيت أقدام أبناء الجيل الجديد منهم فيها. وبالرغم من ذلك فإن الجيل الجديد من أبناء اليهود الذين ولدوا في صفد (الصابرا) عزفوا عن سكنى المدينة ، وأخذوا ينزحون عنها. ومن أهم صناعات صفد الصناعات الغذائية، كالحلويات والشوكولاتة والماصة (الخبز اليهودي غير المخمر) والقهوة وغيرها. وتوجد فيها صناعات الدخان وآلات الخياطة والمواقد والدراجات وتقطيع الماس والمنسوجات والألبسة والطباعة ومواد البناء. وتأتي السياحة في رأس صناعات المدينة، ولا سيما في جبل كنعان، المصيف المزدهر.
6 - الوظيفة التعليمية: تأسست المدرسة الرشدية في صفد عام 1880م، وضمت في أواخر القرن التاسع عشر 30 تلميذاً. وكان للإنكليز مدرسة إعدادية ضمت في الوقت نفسه 50 تلميذاً . وفي الحرب العالمية الأولى بلغ عدد المدارس في مركز القضاء وفي جميع ملحقاته عشر مدارس رسمية و22 مدرسة غير رسمية، منها في صفد ثلاث مدارس للذكور ومدرسة واحدة للإناث. وضمت هذه المدارس 280 تلميذاً و 150 تلميذة.
تطور التعليم في صفد خلال فترة الانتداب البريطاني، ففي العام الدراسي 1942/ 1943 اشتملت صفد على ثلاث مدارس للبنين (مدرستين ابتدائيتين ومدرسة ثانوية) ومدرسة للإناث. وضمت جميع هذه المدارس 805 تلاميذ، يعلمهم 24 معلماً، و 319 تلميذة تعلمهن 11 معلمة. وفي العام الدراسي 1946 / 1947 كان في صفد ثلاث مدارس للبنين ومدرستان للإناث،وبلغ مجموع تلاميذ هذه المدارس الخمس في تشرين الأول 1947 قرابة الألفين. واشتهرت صفد بكلّيتها الاسكتلندية التي كان لها فضل تعليم اللغة الإنكليزية والرياضيات ولكنها انتقلت بعد الحرب العالمية الثانية إلى مدينة حيفا.
أثر تقدم التعليم في ارتفاع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لسكان صفد. وقد ساهم المتعلمون من أبناء المدينة مساهمة إيجابية في تربية أبناء المدن والقرى الفلسطينية الأخرى وتعليمهم. كما ساهموا في نشر الثقافة والوعي بين أبناء صفد/ مما كان له أثر إيجابي في كفاحهم الاستعمارين البريطاني والصهيوني في فلسطين
يتبع
بلدة صوريف
صوريف بلدة عربية تقع شمال الشمال الغربي من مدينة الخليل وشمال غرب حلحول وجنوب غرب بيت لحم.
وتربطها طريق فرعية معبدة فرعية بطريق الخليل – القدس، وطرق فرعية أخرى بالقرى المجاورة مثل خاراس ونوبا وبيت أولا وجبعة وبيت أومر.
نشأت صوريف فوق رقعة جبلية ترتفع نحو 575 – 600م عن سطح البحر. وتنحدر أراضيها من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي. وتمر من أطراف صوريف بعض المجاري العليا للأودية المنحدرة نحو الشمال الغربي في اتجاه باب الواد.
تتألف صوريف من مساكن مبنية بالحجر أو بالإسمنت أو بالطين، وهي مكتظة، وتفصل بينها أزقة ضيقة، ويتخذ مخططها شكل المستطيل الذي يمتد من الغرب إلى الشرق.
يتجه الامتداد العمراني لصوريف بمحاذاة الطريق المؤدية إلى بيت اومر وطريق الخليل – القدس، أي أنه يزحف نحو الشرق والشمال الشرقي. وقد اتسعت مساحة البلدة من 54 دونماً في عام 1945 إلى نحو 150 دونماً في عام 1980. ويشرب الأهالي من مياه الأمطار ومياه الينابيع القريبة من البلدة.
لبلدة صوريف أراض مساحتها 38,876 دونماً، منها 18 دونماً للطرق والأودية. وتزرع الحبوب والخضر في الأراضي المنخفضة وبطون الأودية، في حين تزرع الأشجار المثمرة في التلال وسفوح المنحدرات. وتشغل أشجار الزيتون أكبر مساحة بين الأراضي المخصصة لزراعة الأشجار المثمرة، تتلوها أشجار التين والعنب واللوز والمشمش والإجاص وغيرها. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار، أما مياه الينابيع فهي قليلة. وكانت البلدة تعتمد قبل عام 1948 على مياه نبع غزير في الشرب والري، ولكن الصهيونيون بحسب اتفاقية الهدنة عام 1949، احتلوا جزءاً من أراضي البلدة فيه هذا النبع الغزير، وحرموا الأهالي الاستفادة من جزء هام من أراضيهم ومياههم . كذلك انكمشت حرفة الرعي وتربية المواشي بعد عام 1948 بسبب فقدان جزء من المراعي الطبيعية في أراضي صوريف. ويعمل بعض السكان في صناعة المزاود والبسط ومنتجات الألبان. ويعمل قليل منهم في التجارة
نما عدد سكان صوريف من 1,265 نسمة عام 1922 إلى 1,640 نسمة عام 1931، وكانوا يقيمون في 344 بيتاً. وقدر عددهم في عام 1945 بنحو 2,190 نسمة. وفي تعداد 1961 وصل عدد سكان صوريف إلى 2,827 نسمة. ويقدر عددهم عام 1981 بنحو 5,000 نسمة
سنبدأ الآن إن شاء الله بحرف الطاء
مدينة طبرية
تقع مدينة طبريا في الجزء الشمالي الشرقي من فلسطين وهي مركز قضاء طبرية والمدينة قائمة على شاطئ بحيرة
طبريا الغربي، عند أقدام الجليل الشرقي على بعد 20 كم جنوب مصب نهر الأردن , وقد مكن الموقع الجغرافي لطبريا من احتلالها مركزاً هاماً منذ أن أنشئت سواء من الناحية العسكرية أو التجارية بل والسياحية، فطبريا تقع على الطريق التجاري الذي يبدأ من دمشق وطبريا واللجون وقلنسوة واللد واسدود وغزة ورفح وسيناء فمصر، وكانت العملة الطبرانية هي العملة المتداولة عند عرب الجاهلية، واستمرت حتى جاء خالد بن الوليد وأمر بضرب النقود الإسلامية وكذلك وجود الحمامات في العهد الروماني زاد من أهمية موقع طبريا .
وقد أطلق الحاكم الروماني هيروديوس انتيباس اسم طبريا على المدينة إكراما للامبراطور الروماني طيباريوس بعد أن بنيت هذه المدينة في عهده في القرن الأول الميلادي.
تاريخ طبرية ومقومات الموقع
بعد بناء مدينة طبريا ، لاقت ازدهاراً هذه المدينة خصوصاً بعد اهتمام هيدوروس بها، حيث رأى فيها الموقع الدفاعي الوحيد حول البحيرة وهذا هو السبب هو الذي دفع هيرودس ببناء قلعة قرب شاطئ البحيرة، بالإضافة الى ذلك قرب طبريا من الحمامات الرومانية التي اهتم بها الرومان كثيراً ، حيث أضفى رونقاً على أهمية المدينة بعد إنشائها .
في عام 13هـ-634م سيطر المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة على المدينة وأصبحت عاصمة لجند الأردن وسكنت من قبل عدد من القبائل العربية.
أثناء الحملات الصليبية قام تنكرد باحتلال المدينة بأمر من غودفري وبعد أن هرب سكانها المسلمون منها، قام بتحصينها حتى تكون مركزاً لإماراته، وفي عام 583هـ-1187م، تمكن صلاح الدين الأيوبي من استعادة المدينة بعد انتصاره على الصليبيين في موقعة حطين إلا أن الصليبيين تمكنوا من السيطرة على المدينة مرة أخرى بعد أن سلمها لهم الملك الصالح اسماعيل والى دمشق مقابل وقوفهم معه ضد ملك مصر الصالح أيوب والناصر داوود في الأردن عام 1240م.
وفي عام 1247 تمكن المسلمون من استرداد المدينة إلا أنها فقدت الكثير من عمرانها وأهميتها بفعل التدمير الهائل التي لحق بها من جراء الغزوات الصليبية والمغولية، وهذا جعل المدينة تشرف على الاندثار لتحل محلها بيسان وحطين.
في عام 1517م، تمكن العثمانيون من السيطرة على المدينة ثم حكمت من قبل ظاهر العمر وإلى صيدا عام 1730، وقد أصبحت طبريا في العهد العثماني مركزاً لقضاء طبريا أحد الأقضية الأربعة التي يتكون منها قضاء عكا.
اندثرت أهمية مدينة طبريا بعد ذلك، وفي عام 1799 استولى عليها نابليون بونابرت أثناء حملته على مصر والشام، ثم خضعت للحكم المصري بعد ذلك، وازدهرت فأصلحت حماماتها وبدأت تستقبل من الزائرين من خارج البلاد للاستشفاء بمياهها المعدنية ثم حل بالمدينة دمار هائل بسبب الزلزال الذي أصاب المدينة في مطلع عام 1837 وكانت طبريا تعرضت لسلسلة من الزلازل في أعوام 1204-1212-1402-1546-1656-1666-1759-1837-189.
وبعد وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وجه اليهود أنظارهم الى طبريا حيث بدأت أفواج اليهود بالتوافد والاستقرار فيها .
بلغ عدد سكان مدينة طبريا حسب تعداد 1922 نحو 6950 نسمة منهم 64% من اليهود ارتفع عدد السكان حسب تعداد 1931 إلى 8601 نسمة إلا أن نسبة اليهود قد انخفضت لتصل إلى 47% من مجموع السكان.
وقد قدر عدد سكانها عام 1945 بـ 11310 نسمة نصفهم تقريباً من اليهود، ونلاحظ هنا تزايد عدد اليهود في مدينة طبريا وهذا يرجع إلى أن مدينة طبريا تعتبر من أولى المناطق التي تدفقت عليها موجات الهجرة اليهودية لدرجة أن نسبتها بلغت في الفترة من 1922 –1931 إلى 6% سنوياً من مجموع السكان.
وفي عام 1948 وبعد النكبة انخفض عدد سكان المدينة ليصل إلى 5522، حيث وصل عدد سكانها من اليهود إلى 23000 نسمة عام 1971.
وقد مارست طبريا العديد من الوظائف الاقتصادية منها :
الزراعة : التي اعتمد عليها السكان منذ القدم فزرعت الحبوب والحمضيات والموز والخضراوات مستفيدة من وفرة المياه وخصوبة التربة إلا أن النشاط الأهم هو:
صيد الأسماك: وتشكل بحيرة طبريا إحدى البيئات الرئيسية للأسماك في فلسطين، حيث تتمثل أسماكها إلى فئة اسماك المياه العذبة، تصل مساحته البحيرة الى 168.6 كيلومتر مربع، وأشهر أنواع السمك في البحيرة، البلطي ، الشبوط، الذيللي الأخضر ، البلطي الجليلي والكركور الأحمر، وأهم مراكز الصيد هي الشواطئ الشمالية الغربية والشواطئ الشرقية للبحيرة وكان معظم الصيادين من العرب الفلسطينيين الذين بلغ عددهم حوالي 200 صياد.
السياحة: ولبحيرة طبريا أهمية سياحية، فهي توفر بيئة تجذب السياح، حيث جمال الطبيعية من السهول الخضراء والأودية الخانقية والجروف والمنحدرات الجبلية، وتعتبر مدينة طبريا دافئة بمناخها الشتوي وقرب حماماتها منها ويأتون إليها للإستشفاء
النشاط الثقافي :
بلغ عدد المدارس في طبريا في العام الدراسي 1942/ 1943 سبع مدارس للبنين، ثم أنشئت مدرسة في حطين وأخرى للبنات في سمخ.
وقد تميزت مدينة طبرية بارتفاع المستوى التعليمي فيها، حيث انخفضت نسبة الأمية فيها الى52% ، وهذا ناتج عن كثرة المدارس الخاصة بالأطباء إلى المدارس الحكومية السالفة الذكر
معالم المدينة
توجد في المدينة الكثير من المعالم التاريخية التي تظهر عراقة المدينة، ففيها آثار المساجد والكنائس والمعابد بالإضافة إلى الآثار المعمارية مثل السرايا والقباب والعيون وغير ذلك، ومن أبرز معالمها :
1. الجامع الكبير: بناه ظاهر العمر الزيداني في القرن الثاني عشر الميلادي، ويعرف بالجامع الزيداني والجامع الفوقاني، يقع في الحي الشمالي من طبريا.
2. جامع الجسر: ويقع في الحارة الغربية على ساحل البحيرة، وهناك أسوار المدينة القديمة وغيرها من الآثار الرومانية .
3. الحمامات الدافئة من أبرز معالم المدينة والتي يفد إليها الكثير من الزوار للاستشفاء بمياهها المعدنية.
وكانت مدينة طبريا قبل عام 1984 تنقسم إلى :
1. الشريط الساحلي ويضم محطة الزوارق وجامع الزيداني من المسلخ والحمامات المعدنية.
2. القسم الأوسط ويضم المستشفى الرئيسي ومستشفيات الإرساليات ومبنى الحكومة القديم والسوق التجارية الرئيسية.
3. القسم الغربي: وفيه أرض المقاطع التي استخدمت لقطع الحجارة والأراضي الزراعية.
وبعد عام 1948 تغيرت معالم المدينة خصوصاً المنطقة الشمالية، حيث قامت سلطات الاحتلال بهدم الأحياء العربية و أقامت مستعمرة كريات شمونة وأقامت الحدائق والمتنزهات العامة والفنادق السياحية والمباني الحديثة و أنشأت حياً سكنياً جديداً على المرتفعات الغربية المطلة على حمامات طبرية الممتعة .
المدينة اليوم :
لقد تغيرت ملامح المدينة بعد أن هدمت سلطات الاحتلال الأحياء العربية ليحل محلها الحدائق والمتنزهات والمباني الحديثة.
وكان قضاء طبرة يضم 26 قرية هي قرى : الدلهيمة – كفر كما ، كفر سبت، خربة الوعرة السوداء ، لوبيا، معذره، المغايره ، المنصورة ، المجدل ، المنار ، ناصر الدين، نميرن، غور أبو شوشة ، حدثا ، الحمة ، الشملية السمراء ، الطابعة، الشجرة ، العبيدية عولم ، ياقوق ، نقيب ، حدثا ، سمخ ، عيلبون .
وقد أقيمت المستعمرات التي أحاطت بالمدينة بعد أن طرد سكانها بعد حرب 1948.أهمها كنيرت , ويفنيئل , وروش بينا , وجسر بنات يعقوب .
يتبع
بلدة طمُّون
طمون بلدة عربية في فلسطين، تقع على بعد 23كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس، و3كم إلى الشرق من طريق نابلس _ طوباس المعبدة، ونحو 5كم إلى الشمال من طريق وادي الفارعة المؤدية إلى نابلس ووادي الأردن.
نشأت طَمُّون في الجزء العلوي من المنحدرات الشرقية لجبال نابلس على الأقدام الشمالية الغربية لجبل طمون، بين المجرى الأعلى لكل من وادي الحيّة ووادي الشعب اللذين يرفدان وادي الفارعة. وترتفع طمون 375م عن سطح البحر، وتشرف على سهل البقيعة الممتد إلى الشرق والجنوب الشرقي منها.
بنيت معظم مساكن طمون من الحجر والإسمنت واتخذ مخططها شكل النجمة، إذ تمتد مبانيها في محاور شرقية وجنوبية وشمالية وغربية متفرعة من البلدة القديمة، وأكبرها هو المحور الممتد في محاذاة الطريق المؤدية إلى نابلس. شارعها الرئيس في وسطها معبد، أما طرقها الفرعية الأخرى فترابية. وقد ازدادت رقعتها من 158 دونماً في عام 1945 إلى أكثر من 500 دونم في عام 1980. وتوجد المحلات التجارية على جانبي شارعها الرئيس. وفيها مدرستان ثانويتان للذكور والإناث عدا المدارس الابتدائية والإعدادية. ويوجد فيها جامع وعيادة صحية، ولكنها تفتقر إلى شبكة مياه وإلى الكهرباء ومساكنها تضاء بمولدات كهرباء فرعية، ويشرف مجلس بلدي على إدارتها وتوفير الخدمات اللازمة لها. ويشرب سكانها من مياه الأمطار التي تخزن في آبار جمع خاصة، وإذا نفذ ماؤها فإن الأهالي ينقلون المياه من وادي الفارعة الذي يبعد عنهم نحو 3كم.
لطمون أراض واسعة تبلغ مساحتها نحو 98ألف دونم. وتستثمر هذه المساحة الواسعة من أراضي طمون في زراعة الحبوب بجميع أنواعها، وقليل من الخضر والأشجار المثمرة ، وتشغل أشجار الزيتون واللوز أكبر مساحة بين الأراضي ذات الأشجار المثمرة وتتركز في الجهتين الجنوبية والغربية من طمون. وتستغل مساحات من أراضي طمون في رعي قطعان كثيرة من الماشية.
وتعتمد الزراعة والمراعي الطبيعية على مياه الأمطار وقد أقيمت بعض الخزانات لجمع مياه الأمطار واستعمال كميات محدودة منها لري الأشجار .
وتشتهر طَمُّون بصناعة منتجات الألبان والمفارش والبسط وبيوت الشعر والخِرَجَة والأكياس والحبال والمكانس.
بلغ عدد سكان طمون نحو 1,345 نسمة في عام 1922، وارتفع عددهم إلى 1,699 نسمة في عام 1931 وقدر عددهم في عام 1945 نحو 2,070 نسمة ويقدر عددهم عام 1980 ما بين 7 و 8 آلاف نسمة
يتبع
بلدة طوباس
طوباس بلدة عربية تقع على بعد 20كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس. وتربطها بها طريق معبدة تتفرع عند وادي الباذان، من طريق نابلس – جسر دامية الرئيسة على نهر الأردن. ويعود اسمها الحالي إلى اسم بلدة قديمة قامت أيام الكنعانيين تدعى "تاباص"، وعرفت باسم "تيبس" أيام الرومان. ويقدر ارتفاع البلدة بين 350 و 400 م فوق سطح البحر، وهي تقوم على الطرف الغربي من سهل فسيح , تحف به من الغرب تلال يراوح ارتفاعها بين 380م في الجنوب الغربي من البلدة و 550 إلى الغرب منها مباشرة. وينفرج ذلك السهل إلى الشرق والشمال والجنوب من البلدة. ويجري إلى الشمال من البلدة وادي الحامد.
تبلغ مساحة البلدة ذاتها قرابة 200دونم. وبذلك تعد أكبر بلدان قضاء نابلس. وتبلغ مساحة أراضيها 313,123 دونماً ، فهي أكبر بلدة من حيث المساحة في فلسطين كلها، باستثناء أراضي عرب الجهالين والكعابنة مجتمعة. وتحيط بها أراضي قرى تياسير والمغير ورابا وعقابة وسيريس وطلوزة وطمون. وقد توسعت البلدة عمرانياً باتجاه شمالي غربي وجنوبي شرقي، إلى الغرب من الطريق التي تصل بين البلدة وطريق نابلس. ويتوسط البلدة جامع كبير تتفرع منه شوارع ثانوية إلى أقسام البلدة الأخرى. والتوسع العمراني أقرب إلى السفوح الجبلية الغربية منه إلى المنطقة السهلية التي تحيط بالقرية من الجهات الأخرى، والتي تركت للاستثمار الزراعي. وتعد مياه الأأمطار أهم المصادر المائية في طوباس، ويقوم الأهالي بتجميعها في الآبار، كذلك يمد نبع عين الفارعة القرية بماء الشرب.
يعتمد أهل طوباس في معيشتهم على الزراعة، فهم يزرعون الحبوب والقطاني وبعض الخضر. أما الأراضي المزروعة أشجاراً مثمرة فصغيرة المساحة لا تزيد على 2,700 دونم للزيتون ، و 1,086 دونماً للعنب واللوز والتين. ويعتمد سكان القرية أيضاً على تربية الماشية، ولا سيما الأبقار والأغنام. وقد قدرت أعداد الماشية بنحو 5,000 رأس من الأبقار و 11.000 رأس غنم . ويستفيد أهل البلدة من لحوم هذه الماشية وصوفها ولبنها وجبنها.
تبلغ مساحة مراعي طوباس 39,000 دونم ، وتعد طوباس مركزاً تجارياً صغيراً للقرى المجاورة لها، إذ يبيع أهلها الأقمشة وبعض المواد الغذائية سكان تلك القرى. كما يقومون بصنع الفحم من أخشاب الأحراج المجاورة لهم.
قدر عدد سكان بلدة طوباس في عام 1945 بنحو 5,540 نسمة، وفي حين بلغ هذا العدد 5,709 نسمات في عام 1961، وقدر عددهم في عام 1979 بنحو 10,000 نسمة. وقد أعلنت طوباس في عام 1965 مركزاً لقضاء باسمها في الضفة الغربية.
يتبع
مدينة طولكرم
أصل اسمها طور كرم وتعنى جبل الكرم، وبالفعل هذا ما تشتهر به طولكرم وظلت تعرف بهذا الاسم حتى القرن الثاني عشر الهجري السابع عشر الميلادي حتى حرف الاسم إلى طولكرم.
واعتقد ابن خلدون أن طولكرم هي أجنادين التي وقعت على أرضها معركة أجنادين المشهورة بين المسلمين والروم عام 637م.
الوضع الطبيعي
الموقع والأرض : تقع مدينة طولكرم في الجزء الشرقي من منتصف السهل الساحلي لفلسطين وتبعد نحو 15 كم عن شاطئ البحر ، حيث يلتقي السهل بأقدام الجبال (جبال نابلس) وكان لهذا الموقع أهمية تجارية وعسكرية كان له اثر كبير في نمو المدينة فهي ملتقى الطرق التجارية وممراً للغزوات الحربية بين مصر والشام. وقد أعطيت خاصية الموقع هذه خاصية دفاعية مميزة، كما أنها مركزاً للمواصلات البرية بين الساحل والداخل وبين الشمال والجنوب، وسهل الوصول إليها شبكة من الطرق المعبدة وخط السكة الحديدية المار منها، كما تميز هذا الموقع بخصوبة التربة ووفرة المياه سواء أكان مطرياً أو جوفياً، وهذه الظروف ساعدت بشكل كبير على نمو المدينة وتطورها.
وتدل الآثار على ان طولكرم مدينة قديمة، ويرجع استيطان المدينة إلى عصر الرومان وبالتحديد القرن الثالث الميلادي، حيث عرفت باسم بيرات سوريتا، وتعنى بئر كرم مختار بل تشير بعض المصادر إلى ان استيطان المدينة اقدم من ذلك إذ يعود إلى زمن الكنعانيين ويستدل على ذلك ما عثر عليه من اثار في القرى المجاورة مثل قرى جت كرم مجدليون، جلجال وغيرها...
لا يوجد تاريخ محدد لبداية استيطان المدينة وأن ما عثر عليه من آثار حتى الآن يثبت أن المدينة كانت قائمة إبان حكم الرومان لبلاد الشام في القرن الثالث الميلادي وتشير المصادر التاريخية الإسلامية إلى استيطان طولكرم قبل ذلك من جانب الكنعانيين، ويستدل على ذلك من كتابات الفراعنة وقد ورد ذكر طولكرم في العهد المملوكي، ففي القرن الثالث عشر الميلادي اقطع الظاهر بيبرس سلطان المماليك طولكرم مناصفة لقائديه الأمير بدر الدين بيبليك الخازندار والأمير بدر الدين الشمس الصالحي.
وظلت طولكرم قرية صغيرة مساحة وسكاناً حتى الثلاثينات من هذا القرن، وكانت عاصمة بني صعب عام 1892 من قبل العثمانيين، وساعد خط سكة الحديد الممتد من الساحل غرباً ونحو الداخل وسوريا شرقاً على نمو المدينة وطورها، وفي أعقاب حرب 1948 هاجر الآلاف من المواطنين والتجار إلى مدينة طولكرم واستقروا في مخيم نور شمس المجاور، وظلت مدينة طولكرم خلال الفترة 1948 – 1967 مركز لقضاء "لواء طولكرم" تتبعها إداريا (42) قرية، وبعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية خلال حرب حزيران عام 1967 نزح قسم كبير من سكان مدينة طولكرم وقسم كبير من سكانها فيها في مدينة طولكرم.
السكان والنشاط الاقتصادي:
تشير بعض المصادر إلى ان اصل سكان مدينة طولكرم هم من بنو بهراء من قبيلة قضاعة، وهي إحدى القبائل العربية التي نزلت مدينة طولكرم قبل الإسلام، ومن المنتسبين لهذه الجماعة المقداد بن الأسود أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمرت مدينة طولكرم كقرية صغيرة ذات أهمية حتى القرن التاسع عشر عندما أصبحت مركزاً لبنى صعب.
وقد ظلت أراضى المدينة طوال تاريخها عربية خالصة، إذ لم تشر المصادر التاريخية والسجلات العثمانية على تواجد اليهود إلا في نهاية القرن السابع عشر عندما بدأت الشركات اليهودية توجه اهتماماً للسيطرة على الأراضي الزراعية الخصبة، مستغلة فترة الانتداب البريطاني فيما بعد، إلا أن عدد اليهود لم يتجاوز 23 شخصاً في طولكرم حتى عام 1922 من أصل مجموع السكان البالغ عددهم 3349 ثم أخذ في الانخفاض حتى وصل إلى 18 عام 1931من اصل سكان المدينة البالغ 4827 شخصاً، ثم 19 يهودياً عام 1945 من أصل سكان المدينة البالغ عددهم 8090 نسمة .
و أن عدد سكان مدينة طولكرم قد تأثر بالظروف السياسية قبل حرب 1948 الذي تسببت في هجره عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين إلى طولكرم، ما أدى إلى ارتفاع عدد السكان بشكل كبير، ثم انخفض العدد بشكل كبير في عام 1967 في أعقاب حرب الخامس من حزيران ليصل إلى 15177 نسمة ثم عاد للارتفاع ليصل إلى 30000 عام 1981.
ويمارس السكان عدداً من الأنشطة الاقتصادية أهمها:
الزراعة:
وهي من أهم الحرف التي يمارسها سكان طولكرم على مر تاريخها وقد بلغت مساحة الأراضي الزراعية في قضاء طولكرم 342350 دونماً، وقد أخذت الأشجار المثمرة نصيب الأسد من المساحة المزروعة، إذ بلغت نسبة مساحتها 77.4% من جملة الأراضي الزراعية في قضاء طولكرم، ثم جاءت المحاصيل الحقلية لتشغل 17.2%، وهي بهذا تحتل المركز الثاني من حيث نسبة المساحة المزروعة في قضاء طولكرم أما الخضراوات فقد شكلت المساحة المزروعة بها 4.5% من نسبة المساحة المزروعة وذلك عام 1984 أما في مدينة طولكرم فقد بلغت مساحة الأراضي الزراعية 4146 دونماً.
شغلت الأشجار المثمرة الجزء الأكبر من المساحة الزراعية حيث بلغت مساحتها 3637 دونماً عام 1985 ، أي ما يعادل 63% من جملة مساحة الأراضي الزراعية بالمدينة، ثم تأتي المحاصيل الحقلية التي احتلت ما مساحته 1014 دونماً أو ما يعادل 24.5%، أما الخضراوات فقد بلغت مساحتها 725 دونماً.
تنتج المحاصيل الزراعية النباتية في قضاء طولكرم
كما اهتم السكان بتربية الحيوان، ويشير الجدول التالي إلى تطور حجم الثروة الحيوانية في طولكرم
كما يقوم السكان في طولكرم بتربية الدواجن، حيث شكل إنتاج الدواجن في مدينة طولكرم 31.9% من كمية إنتاج الضفة الغربية.
الصناعة :
بلغت نسبة العاملين في النشاط الصناعي الحر في مدينة طولكرم 15.6% وهذه نسبة قليلة إذا ما قورنت بنسبة العاملين في النشاط الزراعي إذ لا يوجد في طولكرم والقرى المحيطة بها أي نشاط صناعي بمعنى الكلمة إلا بعض الصناعات الحرفية والورش الفنية، ومن أهمها:
الصناعات الزراعية مثل عصر الزيتون ، طحن الحبوب ، وصناعة الألبسة، وورش النجارة والحدادة.
التجارة:
يوجد في طولكرم العديد من المحلات التجارية المليئة بالبضائع المختلفة لخدمة العديد من أبناء المدينة والقرى المحيطة بها الذين يتوافدون عليها لقضاء مصالحهم لان مدينة طولكرم تمثل مركزاً لهذه القرى، حيث تتواجد فيها الخدمات المختلفة مثل الخدمات الصحية والاجتماعية .
الوظيفة التعليمية
اشتهرت طولكرم كغيرها من المدن الفلسطينية بتعليم العلوم الدينية في الكتاتيب زمن الحكم العثماني، وفيما بعد ظهرت فيها المدارس التي قامت بتخريج العديد من الشعراء والأدباء ووجدت فيها المكتبات المحلية وما تحويه من كتب ومخطوطات تم العثور عليها حديثاً.
وأول مدرسة تأسست في طولكرم هي مدرسة طولكرم الابتدائية وفي نهاية الانتداب البريطاني كان يوجد في طولكرم مدرستين للبنين، واحدة ابتدائية والأخرى قانونية، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية للبنات، كما أن هناك مدرسة الخضوري الزراعية وقد ازداد فيما بعد عدد المدارس
ومن معالم المدينة
على الرغم من التاريخ القصير الذي عاشته المدينة إلا انه نجم عن ذلك تواجد بعض المواقع الأثرية الهامة بجوار المدينة أهمها:
1. برج العطوط ويعرف أحيانا باسم البرج الأحمر كما يعرف باسم خربة البرج يقع على بعد 9 كم غرب مدينة طولكرم.
2. خربة أم الصور وهي بقايا لقرية صوران الرومانية وتبعد هذه الخربة عن خربة البرج بنحو 3 كم إلى الجنوب الغربي .
3. خربة بورين تبعد نحو 4 كم إلى الغرب من مدينة طولكرم.
4. نور شمس: تبعد 3 كم إلى الشرق من مدينة طولكرم وشهدت معركة في 22 حزيران من عام 1936.
5. ابيجابل موقع قديم شقف فخار على وجه الأرض، صخور منحوتة.
6. بير العبد، شقف فخار على سطح الأرض وحجارة ، بئر مبنية بالحجارة .
7. تل الشقاف تل أنقاض حجارة وشقف فخار على سطح الأرض، صهريج، جدار مبني بالدبش سقف تاج عمود من الحجز الكلسي.
8. تل مسعود، شقف فخار على كثبان الرمال .
9. خربة أبي بلة ( خربة اسكندر) أنقاض صهريج.
10. خربة جمين : أنقاض ممتدة ، جدران لثلاثة أبراج، صهاريج، محاجر قبايا جدران خطيرة.
11. خربة دير سرور اساسات أكوام حجارة ،صهاريج متعددة في الصخر.
12. خربة الخريجة، آثار أنقاض، صهاريج.
13. خربة الرزازة، أسس ، أكوام حجارة ، صهريج منقور في الصخر.
14. خربة الزعينة، شقف فخار صهاريج منقورة في الصخر ومبنية.
15. خربة القمقم أكوام حجارة .
16. خربة قيسومة آثار أنقاض .
17. دير سرور أنقاض مدينة، جدران حجارتها مدقوقة، تيجان أعمدة خزانات أراض مرصوفة بالفسيفساء صهاريج .
18. خربة مساعد فسيفساء شقف فخار حجارة .
19. رأس أبي لوقا مدافن منقورة في الصخر على جانب تل صغير .
20. ظهر أم الحية قبور ومغر منقورة في الصخر ( مغارة أبي سماحة) .
21. ظهر المناسف حجارة مبعثرة وصهاريج منقورة في الصخـر ويقـال لهـا أيضا "تل المناسف".
22. كفر سا أساسات صهاريج أكوام حجارة.
23. كفير، مدافن وصهاريج.
24. كلوديا أساسيات صهريج مبني بالدبش وحجارة أبنية مبعثرة، شقف فخار على سطح الأرض.
25. ميتة أبي زابورة آثار محلة شقف فخار وفسيفساء مدافن منقورة في الصخر إلى الشمال .
الخدمات العامة
إلى جانب الصيدليات وعيادات الأطباء والمشفى الحكومي الذي يضم 50 سريراً , توجد في طول كرم ثلاث جمعيات نسائية , هي جمعية الهلال الأحمر , والإتحاد النسائي , وجمعية دار اليتيم وهناك مراكز للأمومة والطفولة ونواد رياضية وثقافية ورياض أطفال , ومدارس محو أمية وغرفة تجارية وصناعية .
يتبع
بلدة الطيبة
الطيبة بلدة عربية في قضاء طولكرم، استولت (اسرائيل ) عليها بموجب اتفاقية رودس المعقودة في 3/4/1949,
تقع على بعد 5 كم جنوب طولكرم، وتجاورها طريق قلقيلية – طولكرم وسكة حديدها في الناحية الغربية منها. وقد نمت بسرعة بعد عام 1949، وأهَّلَها حجمها الكبير نسبياً لتصبح مركزاً رئيساً لقرى المثلث العربية التي تعاني الاحتلال منذ ذلك الوقت.
تقوم الطيبة على أرض تلية يتدرج ارتفاعها بين 100,75 م فوق سطح البحر .
تمتد أذرع من أقدام مرتفعات نابلس على شكل جبال تحيط بهذا التل من الشرق والشمال والجنوب. وينفتح أمامها من الناحية الغربية سهل منبسط، هو جزء من السهل الساحلي لفلسطين. ونظراً لأهمية هذا الموضع قامت عليه قرية "تبتا" في العهد الروماني، وتوجد اساسات أبنية القرية ومدافن منقورة في الصخر إلى اليوم.
تتكون أبنية الطيبة من الطوب والحجر والاسمنت وبعض المباني الحديثة (فيلات) ذات حدائق جميلة، أو عمارات سكنية ذات طوابق متعددة.
وتنقسم البلدة إلى حارتين رئيستين هما الطيبة الفوقا والطيبة التحتا.
تمتد المباني في الأولى على أقدام الجبال، في حين تمتد في الثانية فوق الأرض السهلية المنبسطة. ويتركز قلب البلدة في الوسط حيث يشتمل على السوق التجارية ومركز البلدية والمطاعم والمقاهي والسينما والعيادات الصحية والمحكمة الشرعية وبعض المدارس.
تبلغ مساحة الطيبة 281 دونماً، ويمتد عمرانها في اتجاه نحو قرية فرديسيا، على حساب الأرض الزراعية.
تضم البلدة الكثير من المرافق ومراكز الخدمات العامة، وتتوافر فيها شبكة مركزية للكهرباء والماء، ومراكز الخدمات الصحية وعيادات الأطباء ومراكز الخدمة الاجتماعية والنوادي الرياضية ومواقف السيارات والمحارف وغيرها.
وتضم الطيبة المدارس المتنوعة لكلا الجنسين ومنها المدارس المهنية.
يحل سكان الطيبة أثناء مواسم الزراعة في موقعي غابة الطيبة القبلية وغابة الطيبة الشمالية الموجودين في السهل الغربي، ويشرفون منهما على أراضيهم الزراعية. وقد أقامت سلطات الاحتلال الصهيوني في عام 1951 مستعمرة "عزريل" فوق أراضي الطيبة الغربية.
تبلغ مساحة الأراضي التابعة للطيبة 40,625 دونماً، منها 1,011 دونماً للطرق والأودية، و 6,294 دونماً تسربت إلى الصهيونين. وتحيط الأرض الزراعية الخصبة بالطيبة، باستثناء الجهة الشمالية الشرقية. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار، التي ينتفع بها في الشرب أيضاً، بالإضافة إلى مياه الآبار. وأهم المحاصيل الزراعية الحبوب والبقول والخضر والقثاء والبطيخ والفستق والتين والعنب واللوز والزيتون والحمضيات. وزرع الزيتون في 3,165 دونماً معظمها في الجهات الشرقية والجنوبية والغربية من الطيبة، في حين زرعت أشجار الحمضيات في 1,878 دونماً أكثرها في الجهتين الغربية والشمالية منها. وهناك مزارع للدواجن وبعض مصانع الطوب في أطراف الطيبة.
نما عدد سكان الطيبة من 2,350 نسمة عام 1922، إلى 4,290 نسمة عام 1945. ويقدر عددهم في عام 1980 بنحو 16,000 نسمة. ويعود السكان العرب في أصولهم إلى عرب المرامرة وعرب البصة والمجدل الذين استقروا في الطيبة ومنهم من جاء من مصر والجزيرة العربية وبعض قرى نابلس وحيفا وبير السبع.
يتبع
بلدة طيرة
ب – طيرة حيفا (بلدة -) : وتسمى أحياناً "طيرةاللوز"، لكثرة أشجار اللوز فيها. وهي بلدة عربية تقع على مسافة 12كم جنوب حيفا. وتصلها بالطرق الساحلية الرئيسة، طريق فرعية طولها كيلومتران. وتوجد فيها محطة للسكة الحديدية.
تقع البلدة على السفوح الدنيا الغربية لجبل الكرمل، على ارتفاع قرابة 75م فوق سطح البحر، إلى الشمال مباشرة من التقاء وادي أبو الجع ووادي العين. وتوجد ضمن أراضي البلدة مجموعة ينابيع، منها عين السريس في الجنوب الغربي، والعين الشرقية وعين أم قصب في الشرق، وعين عبد الله في الشمال الشرقي.
والطيرة بلدة مكتظة، كان فيها 624 مسكناً حجرياً عام 1931، وبلغت مساحتها 224 دونماً عام 1945. وتشبه في شكلها العام الصليب المقلوب. وربما يعود ذلك إلى امتداد حافة جبل الكرمل من الشمال إلى الجنوب، وامتداد وادي العين بصورة عامة من الشرق إلى الغرب مع الانحناء نحو الجنوب في منطقة التقائه بوادي الجع. وللطيرة أراض مساحتها 45,262 دونماً مما يجعلها من بلدان قضاء حيفا العشر الأولى في مساحة أراضيها. تملّك الصهيونيون 14,48% من أراضي الطيرة. وهي أيضاً من بلدان القضاء العشرة الأولى من عدد السكان.
ففي عام 1922 كان فيها 2,346 نسمة من العرب، ارتفع عددهم إلى 3,191 نسمة عام 1931، وفيهم سكان الخرب المجاورة ومحطة سكة الحديد، وأصبحوا 5,270 نسمة عام 1945، أي بزيادة سنوية متوسطها 3,5% في هذه الأعوام.
كان في البلدة مدرستان ابتدائيتان، احداهما للبنين والأخرى للإناث.
اعتمد السكان في معيشتهم على زراعة الحبوب والمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة. حلت الطيرة في عام 1943 بالمرتبة الأولى في قضاء حيفا من حيث المساحة المزروعة زيتوناً (4,600 دونم أي 22,4% من مساحة الزيتون في القضاء)، والأولى أيضاً في إنتاج زيت الزيتون، وكان فيها في ذلك العام ثلاث معاصر زيتون آلية. وإلى جانب ذلك عمل السكان بتربية المواشي.
شرد الصهيونيون سكان البلدة ودمروها عام 1948. واسسوا عام 1949 مستعمرة "طيرة الكرمل" على أنقاض البلدة العربية.
وقد بلغ عدد سكانها 5,250 نسمة عام 1950، ارتفع إلى 13,300 نسمة عام 1970.
يتبع