عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 06 / 2008, 13 : 06 PM   رقم المشاركة : [2]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: قصص بقلم الطفلة: ألوان ياسر معروف

[frame="9 90"]
الحرامي
[align=justify]
إنهُ الخريف.. أوراقُ الأشجار بدأت تصفرّ، ولن تلبث أن تتساقط. إلاّ شجرة واحدة باركَها الله، فأوراقها لا تتساقط أبداً، إنها شجرة الزيتون.‏

ها قد أتى موسم قطاف الزيتون، والفلاحون كلهم مشغولون في حقولهم.‏
كنّا أنا وأختي وأبناء عمي على شرفة منزلنا المطلة على حقلنا، نلعب ونضحك. خرجَ والدي وجلسَ معنا، وأخذ يتأمّل الطبيعة والفلاحين المشغولين بالقطاف، بعضهم على الأشجار يقطفون الزيتون، ويلقونه على الأرض، وآخرون يلتقطونه ويعبئونه في سلالٍ خاصة.‏
الشمس في السماء تعلن انتصاف النهار، وجاءَ وقت الغداء والاستراحة. جلسَ الفلاحون في حقلنا تحتَ إحدى شجرات الزيتون، وفردوا ما لديهم من طعام، كانت أصواتنا تملأ المكان. فجأةً صاحَ والدي وهوَ ينظر إلى الجهة البعيدة من الحقل: حرامي.. حرامي وخرجَ مسرعاً من المنزل.‏
دهشنا نحنُ الأربعة وشعرنا بخوف شديد، وخفضنا أصواتنا ورؤوسنا حتى لا يسمعنا ولا يرانا الحرامي.‏
قلتُ لرفاقي: رأيتُ الحرامي في الأفلام يرتدي رداءً أسودَ طويلاً.‏
قالَ ابنُ عمي: وأنا رأيتهُ أيضاً. عيناهُ كبيرتان جداً، ومخيفتان.‏
قلتُ مرّة أخرى: أتعرفون أنّ عينيّ اللص‏
لا تشبهان عيوننا نحن البشر؟... فلونهما أحمر عجيب، والشرر يتطاير منهما.‏
قالت أختي برعب: أما أذناه فطويلتان كأذني الوطواط، ويستطيعُ أن يسمع بهما حتى صوت تنفّس الأطفال وهم نائمون.‏
شعرتُ عندها بجسمي يرتجف، وقلبي يدقّ بسرعة، وتلفّتُ حولي خائفة. قلتُ بصوتٍ مرتعشٍ خفيض:‏
وللصّ أسنان طويلة كأسنان الحمار، وفمهُ كبير كفم الضبع.‏
قالَ ابن عمّي: يا إلهي!.. ربما يستطيع أن يأكل شخصاً أيضاً كما يفعل الضبع.‏
عندها تذكَرتُ والدي الذي تركَنا لحظة، وذهبَ يطارد ذلك الحرامي بلا سلاح. خفتُ عليهِ كثيراً، وبدأتُ أبكي. لكن، والدي أطل أمامنا، فركضتُ إليهِ. حضنني وسألني عن سبب بكائي، فأخبرتهُ. ثمّ سألتهُ عن الحرامي وما حدثَ لهُ. فأخبرني أنّهُ لم يستطع اللحاق بهِ، لكنهُ عرفَ مَن هوَ. وطلبَ مني ألاَّ أخاف، ووعدني أن أرى الحرامي قريباً.‏
ارتدى والدي ملابسهُ، وذهبَ إلى مخفر الشرطة.‏
مرّت ساعتان على غيابه، قبلَ أن يحضر عناصر الشرطة وبصحبتهم رجل مقيّد. نادانا والدي، وقال:‏
ألا تريدون أن تروا الحرامي؟‏
هتفنا بخوف: نعم.‏
قال: هاهوَ... إنّهُ أمامكم.‏
نظرنا إلى بعضنا مدهوشين، فلقد وقفَ أمامنا رجل عادي ككل الناس، أهذا ممكن؟ أهذا هوَ الوحش الذي توقّعنا أن نراه؟.. إنّهُ بشر مثلنا، وهوَ الآن يبكي ويتوسّل إلى والدي أن يسامحهُ.‏
نظرَ إلينا والدي ليعرف رأينا في الموضوع.‏
لاحظنا كم بدا اللص ضعيفاً، وتأكّدنا أننا أقوى منهُ، لأنّ بيدنا نحنُ أن نسامحهُ بينما هوَ يبكي ذليلاً.‏
قلتُ لوالدي: سامحهُ. أرجوك أن تسامحهُ هذهِ المرّة، فرّبما يكفّ عن السرقة مقابل معروفكَ.‏


عندما ذهب اللص في حال سبيله، شعرنا ـ نحن الأولاد ـ بسعادة كبيرة لاكتشافنا أنّ الحرامي رجل عادي مثلنا، وبدأنا نضحك من كل قلوبنا عندما تذكّرنا كم كنا خائفين منهُ.
بقلم الطفلة: ألوان ياسر معروف
قصص للأطفال ـ من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق


[/align]
[/frame]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس