سنبدأ الآن إن شاء الله بحرف الغين
مدينة غزة
غزة مدينة أطلق عليها الفرس اسم "هازاتو"، والعبرانيون اسم :غزة". وسماها العرب "غزة هاشم"، نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جدّ الرسول صلى الله عليه وسلم الذي مات فيها وهو راجع بتجارته إلى الحجاز. وتاريخ غزة مجيد، فقد صمدت لنوائب الزمان الكثيرة ونازلت الفاتحين ومازالت غزة هي غزة الصامدة في وجه الصهاينة
كانت غزة قاعدة اللواء الجنوبي لفلسطين في عهد الانتداب البريطاني، وأصبحت عاصمة لقطاع غزة بعد عام 1948، أقام فيها الحاكم الإداري العام لقطاع غزة خلال الفترة بين 1948 و 1967، وضمت مختلف الدوائر الرسمية. في عام 1967 احتل الصهيونيون غزة وأخضعوها لحكمهم.
الموقع الجغرافي والتاريخي
تقع مدينةغزة في الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر المتوسط وقد جاء موقعها عند التقاء إقليمين جغرافيين متباينين، إقليم البحر المتوسط بمناخه المعتدل وأراضيه الخصبة ومياهه العذبة، والإقليم الصحراوي الجاف، وأراضيه ذات الرمال المتحركة، وهي بهذا تحتل موقعاً ذا أهمية كبيرة، فهي تقع على أبرز الطرق التجارية القديمة، حيث تتجمع فيها التجارة القادمة من الهند، وحضرموت واليمن ومكة، لتنتقل فيما بعد إلى دمشق وتدمر، وباقي مناطق الشام، وزادت أهميتها الاقتصادية فيما بعد، خصوصاً بعد إنشاء خط سكة حديد القنطرة- حيفا، ماراً بغزة، ويواصل هذا الخط طريقه إلى لبنان وسوريا وتركيا.
وغزة كلمة كنعانية عربية وقد قيل في معناها أقوال منها أن غزة تعني خص، فيقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: اغتز فلان بفلان أي اختصه من بين أصحابه، وقد قيل أيضاً أن غزة تعني القوة أو المنعة، وسماها الكنعانيون باسم هزاني، وسماها المصريون القدماء باسم غازاتو وغاداتو، وسماها الأشوريون عزاتي،وأعطيت عبر العصور المختلفة أسماء عديدة منها، أيوني ومينودا وقسطنديا إلا أن غزة احتفظت باسمها العربي التي ما زالت محتفظة به حتى الآن.
مدينة غزة قديمة قدم التاريخ فهي وليدة عصور متتالية وقرون طويلة، تركت بصماتها فيها، وتركت هي أيضاً بصماتها على مدى السنين وتوالي الأيام، وكان من أقدم. من سكن غزة من القبائل الكنعانية كما سكنها منهم بطون المعنيين، وهم أول من ارتادها وغشي أسواقها من العرب الأوائل، ويذكر بعض المؤرخين أن المعينين هم أول من أسسوا مدينة غزة بعد اكتشاف أهمية موقعها، وأهمية الطرق المؤدية إليها، والخارجة منها وبعد المعينين أخذ السبأيون يؤمون غزة بقوافلهم التجارية، ومن أقدم من استوطن غزة العويون ثم الكنعانيون ثم العناقيون كما استوطنها المديانيون والأدوميون والعموريون والكنعانيون وغيرهم إلا أن الكنعانيين هم أول من سكنوها وحافظوا على وجودها وتركوا بصماتهم على تاريخها الطويل، وسجل التاريخ بأن الكنعانيين هم العرب الأوائل الذين يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة، وجاءت هجرتهم مد للموجات السامية التي أخذت طريقها إلى البلاد، ويذكر المؤرخون أن مدينة غزة يعود تاريخها إلى 4000- 3500 سنة قبل الميلاد.
وقد سميت فلسطين في ذلك الوقت بأراضي كنعان، كانت غزة تمثل الحد الجنوبي من أرض كنعان التي امتدت إلى الشمال في عكا وصيدا، وعلى طول الساحل أقيمت المدن الكنعانية المحاطة بالأسوار وشيدوا حضارة عظمى، عرفت التجارة والصناعة والتعدين، كما اخترعوا الحروف الهجائية، ووضعوا الشرائع والقوانين وعبد الكنعانيون الأصنام من أصنامهم بعل أو السيد هو الإله الذي اشتهرت به غزة عندما كانت عبادة الأوثان هي السائدة
وكان الكنعانيون ماهرين في فنون الحرب، وتميزوا بالجرأة لدرجة أنهم ثاروا على ملوك مصر مثل رعمسيس الثاني والمشهور باسم سيزو سترس أو رعمسيس الأكبر، وهو أعظم من ملك مصر بالحكمة والبطش مدة طويلة، وقاوم الكنعانيون الغزوة العبرية، مما أثار حفيظة الإسرائيليين، فتناولوهم كثيراً في أشعارهم لكثرة ما بطشوا بهم
ولقد كان لغزة شأن مع المصريين القدماء والفراعنة، حيث عبر الكثير من ملوك مصر الفراعنة، إما لفتحها أو للانطلاق منها لفتح الشام، وكانت ذات أهمية خاصة لهم، وكانت في عهد الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر المقر الرئيسي للجيش المصري المحتل لفلسطين، واتخذها تحتمس قاعدة لهجومه، ثم خضعت غزة لسيطرة الهكسوس بعد أن تمنعت عنهم مدة طويلة، عندما كانت تأخذ موقعاً عند تل العجول، حيث كان البحر قريباً من المدينة، والسفن ترسوا على شواطئها، واستوطنها الهكسوس استعداداً لهجومهم على مصر، وشهدت غزة نوعاً من الازدهار في عهدهم، قبل طردهم من قبل المصريين، وقد عثر على كثير من الآثار التي تدل على هذه الحقبة من تاريخ غزة، تضمن حلي ذهبية وكنوز ثمينة.
ثم خضعت مدينة غزة للفلسطينيين، وهم شعب جاء من البحر المتوسط، وأسسوا خمس ممالك، وكانت غزة إحداها، أما الأربعة الأخرى فهي عسقلان- اسدود- وجت وعفرون، وقد أطلق اسم فلسطين على أرض كنعان نسبة إلى هذه القبائل، وحارب الفلسطينيون الغزاة الإسرائيليين، وحالوا دون سيطرتهم على المدن الفلسطينية، وكان للفلسطينيين مراكب وعربات الخيول وبرعوا في صناعة المحاريث والآلات المنزلية، وكانت لهم ديانة، ومن أشهر هياكلهم الآلهة داجوان.
ثم تعرضت مدينة غزة لحكم الأشوريين، وكان ذلك في عهد ملكهم تبغلات بلازر الأول، ودارت معارك متعددة بين المصريين والأشوريين، حيث تحالف أهلها مع المصريين، ثم جاء الملك سرجت، وتمكن من إخضاعها، وأسر ملكها حانون عام 720 ق م، وقد سميت غزة آنذاك باسم مارنا أو سيدنا، وظلت خاضعة للأشوريين حتى عام 609 ق م، حيث أعادها الملك نيخو الثاني المصري إلى حظيرة المملكة المصرية بقوة السلاح.
وبعد ذلك خضعت غزة لحكم البابليين، وكان أول من هاجمها منهم الملك سرجون الأكادي، ثم ابنه كارام سين، إلا أن حكمهم لم يدم طويلاً فتمكن المصريين من استرداد المدينة ولكنهم تراجعوا تحت ضغط البابليين، وخضعت غزة مرة ثانية للبابليين.
في عام 535 ق.م خضعت غزة لحكم الفرس في عهد ملكهم قنبيز، واتخذوها موقعاً حربياً ومنطلقا لتحركاتهم نحو مصر، ومنحت غزة إدارة مستقلة ضمن التشكيلات الإدارية التي أحدثتها الفرس على فلسطين، ثم خضعت غزة للحكم اليوناني في عهد الإسكندر الأكبر المقدوني عام 332 ق م. بعد أن حاصرها مدة طويلة، لأنها استعصت عليه، وأصبحت مدينة عظيمة، وشجع عدد من اليونانيين الإقامة فيها والاختلاط بأهلها، وانتشرت اللغة اليونانية في البلاد، وأصبحت لغة البلاد الرسمية، ولغة العلم والمدارس، ثم خضعت المدينة لحكم الرومان عام 96ق م، وكانت غزة تدار رأساً من إمبراطور الرومان عن طريق مندوب سامي، وقد أقام الرومان مصانع لسك النقود في غزة، وكانت هذه النقود تحمل اسم غزة على وجه، والحرف M على الوجه الآخر، إشارة إلى الصنم المعبود مارنا، وحملت بعض النقود صور انطوينوس وعلى الوجه الآخر صنم الحظ تيخافون، وظهرت صور أخرى على أنواع العملة المسكوكة في غزة، وازدهرت التجارة والعمران في عهد الرومان الذين أعادوا بناءها.
وتشير كتب التاريخ إلى صلابة شعب غزة وتمسكه الدائم بما ورثه، وحفاظه على قوميته وكرهه للغزاة، وكانت غزة في العهد القديم من معاقل الوثنية، حيث كان يوجد فيها ثماني هياكل وثنيه، عدا الأصنام الكثيرة التي كانت موجود في البيوت والقصور، بالإضافة إلى الاله داجون، وهو من الآلهة التي عبدها سكان غزة في العهود الغابرة ولا سيما عهد الفلسطينيين، وعند ظهور المسيحية بلغ العداء أشده بين الوثنيين والمسيحيين عام 395 ق.م عندما تولى الأسقفية فيها بروفيريوس الذي واصل جهوده لنشر المسيحية بعد أن حصل على تأييد الإمبراطورة افدوكسيا التي أقرت بإغلاق المعابد الوطنية، وفعلاً تم إغلاق وهدم المعابد في عملية استغرقت 10 أيام.
وفي عام 634 ق.م فتحت مدينة غزة من قبل العرب المسيحيين على يد القائد أبي أمامة الباهلي بعد معركة الدمثية - داثن.
وأقام العرب المسيحيون في غزة الحصون التي أنشأوها على السواحل، وكانوا يسمونها الرباطات، وأنشئ في غزة العديد منها، والرباط نوع من مراكز المراقبة.
وفي عام 1100م ثم احتلال مدينة غزة من قبل الصليبيين بقيادة جودفري، وقد حاول الصليبيون طمس أهمية غزة التجارية، إذ جعلوا عسقلان المركز الرئيسي للنصرانية في فلسطين، ولم يعتنوا بها من الناحية العسكرية، واستمر ذلك حتى عام 1149 عندما أمر الملك الصليبي بلدوين الثالث بإعادة تحصين غزة، فهدم أسوارها القديمة وبني فيها سوراً جديداً عادت غزة للحكم الإسلامي عام 1187م بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في موقعه حطين، ثم عادت غزة ثانية إلى حكم الصليبيين، إلا أن القائد بيبرس تمكن من هزيمة الصليبيين في معركة غزة الثانية، والتي كانت لها أكبر الأثر في طرد الصليبيين من فلسطين، حتى أن بعض المؤرخين أطلقوا عليها حطين الثانية.
ثم تعرضت غزة للغزو المغولي المدمر إلا أن المسلمين تمكنوا من هزيمتهم على يد القائد ركن الدين بيبرس عام 1260م في موقعة عين جالوت، وتم طرد المغول نهائياً من فلسطين.
وهكذا فإن غزة كانت في عهد المماليك محطة للسلاطين يمرون منها في كل غزوة ضد الصليبيين، أو المغول، فأصبحت من أهم مراكز البريد، وقد زارها سلاطين المماليك والكثير من الرحالة.
ثم خضعت غزة للحكم العثماني بعد انتصار العثمانيين على المماليك، في موقعه مرج دابق عام 1516م، ولعبت دوراً هاما إبان الحكم العثماني وكانت في أغلب الأوقات سنجقاً أو لواء في ولاية الشام.
وفي عام 1799م، احتلها نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام، كما دخلت تحت الحكم المصري عام 1831 بعد أن أرسل محمد على إلى مصر حملة إلى بلاد الشام بقيادة ابنه إبراهيم باشا وانسحب عام 1841م.
وفي عام 1917م دخلت غزة تحت الحكم البريطاني، واستمرت كذلك حتى عام 1948 حيث خضعت للإدارة المصرية، وفي عام 1956 وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي نتيجة العدوان الثلاثي وعادت عام 1957 الى الإدارة المصرية وفي عام 1967 وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب حرب الخامس من حزيران 1967، وفي عام 1994 غادر جنود الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة لتتولى إدارة المدينة السلطة الوطنية الفلسطينية إثر اتفاقات أوسلو.
وطوال هذا التاريخ الطويل كانت غزة جزءاً من الوطن الفلسطيني، شاركت في جميع الثورات ضد البريطانيين واليهود أعوام 1929، 1936، 1948، ثم تعرضت لعدوان 1956 و1967 وقد تعرض أهالي مدينة غزة لممارسات المحتلين من قتل وتشريد ونسف للمنازل.
السكان والنشاط الاقتصادي:
تعرض سكان غزة إلى التذبذب بين الزيادة والنقصان، حيث قدر عدد سكان مدينة غزة عام 1840م نحو 2000 نسمة، وأصبح العدد في مطلع القرن العشرين26000 نسمة وقبل الحرب العالمية الأولى وصل إلى 32000 نسمة، انخفض بشكل حاد بعد الحرب ليصل إلى 4000 نسمة، ثم عاد للارتفاع ليصل إلى 17000 نسمة عام 1927، و19,695 نسمة عام 1938 ووصل إلى 40000 نسمة عام 1947، ثم ارتفع بشكل كبير بعد عام 1946 بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين فوصل عدد سكان مدينة غزة إلى 102,431 نسمة عام 1954 وتوالت بعد ذلك الزيادات السكانية لمدينة غزة.
وقد مارس سكان مدينة غزة العديد من الأنشطة أهمها:
الزارعة: وقد حاولت مدينة غزة أن تنهض باقتصادها الزراعي لدرجة أنها كانت تصدر كميات كبيرة من إنتاجها كالشعير التي صدرت منه 18616 طناً عام 1930 على الرغم من عدم تشجيع حكومة الانتداب البريطاني لهذا المحصول.
وكانت غزة مشهورة بزيتها وزيتونها، وكان زيتها يصدر إلى الخارج وإلى سائر المدن الفلسطينية بكميات كبيرة، حيث انتشرت غابات الزيتون حول مدينة غزة إلا أن الجيش التركي قطع حوالي 95% من أشجار الزيتون لاستعمال حطبها للوقود بدلاً من الفحم الحجري في تسيير القطارات.
ولذلك أصبحت غزة من أقل المدن إنتاجاً للزيتون وزيته، وبالإضافة إلى الزيتون كان هناك أشجار النخيل والكروم والبساتين والخضراوات.
الصناعة: واشتهرت مدينة غزة بالعديد من الصناعات، أهمها صناعة النسيج، حيث كانت تنسج الصوف وقد وجد في غزة عام 1943 44 نولاً تنسج البسط والعباءات و 20 نولاً لنسج الأقمشة القطنية والحريرية المستعملة في الأبنية البلدية والريفية، وقد لعبت هذه الصناعة دوراً كبيراً أثناء الحرب العالمية الثانية وانصراف المواطنين إلى الصناعات المحلية.
وبالإضافة إلى صناعة النسيج كان هناك صناعة الفخار، حيث كان يصدر فخارها إلى سائر المدن الفلسطينية، وصناعة الجلود والدباغة، واستخراج الكبريت من منطقة المشبه على بعد 6 كم جنوب شرق غزة، حيث ثم استخراج 422 طناً عام 1936، إلا أن المصنع توقف أثناء الحرب العالمية الثانية، ولم يعمل منذ ذلك التاريخ، وهناك صناعات أخرى مثل صنع الملابس والحلويات وغيرها.
أما بعد عام 1946م فقد تطور النشاط الاقتصادي كماً ونوعاً، ففي مجال الزراعة أصبحت الحمضيات هي القطاع الأهم الذي يحقق دخلاً، حيث وصلت المساحة المزروعة بالحمضيات عام 1966 حوالي 70000 دونم، وقد مارست إسرائيل ضغوطاً على هذا المحصول بعد احتلالها للمدينة عام 1967م، فبعد أن وصل الإنتاج عام 1975-1976 إلى 237.100 طن انخفض ليصبح 153000 طن عام 1983، وذلك بسبب الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في قطع الأشجار وعدم السماح بزراعة مساحات جديدة من أشجار الحمضيات، حيث لم تشهد سنوات الاحتلال أي نشاط صناعي، كما أنها عملت على إجهاض أي محاولة لتطوير الصناعات المحلية.
كما اعتمد قطاع من سكان غزة على الصيد رغم القوانين المجحفة التي اتخذتها اسرائيل للحد من ممارسة هذه المهنة من قبل سكان غزة.
النشاط الثقافي في مدينة غزة:
كان في غزة في نهاية الانتداب البريطاني ست مدارس حكومية، اثنتان منها للبنات وأربع للبنين، بالإضافة إلى التعليم الأهلي مثل كلية غزة التي تأسست عام 1942 على يد الأخوين شفيق ووديع ترزي، وكان لها دور فعال في بعث وتنشيط الحركة الثقافية، حيث عمدت الكلية إلى إقامة مهرجان ثقافي سنوي، تقدم فيه الإبداعات مثل الشعر والخطابة والتمثيل وفي الفترة من 1948-1967 شهد التعليم إقبالاً كبيراً من أبناء قطاع غزة، حيث ذهب أبناء غزة بالآلاف إلى الجامعات وتخرج منهم العديد من المهندسين والأطباء والأكاديميين الذين انتشروا في العالم العربي، وكانوا مصدر دخل للقطاع إلا أنه بعد احتلال قطاع غزة، فإن الأوضاع التعليمية شهدت نوعاً من التردي، نظراً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، حيث عملت السلطات الإسرائيلية على تشويه وتخريب المناهج الدراسية، واعتقال المعلمين والطلاب، وعدم دعم المدارس بالمدرسين الأكفاء، بالإضافة إلى المعاناة المادية التي تعانيها مؤسسات التعليم والتي أثرت على سير العملية التعليم، كعدم توفر المباني والمختبرات والتجهيزات - ..الخ.
أما عن الحركة الثقافية، فقد اعتمد سكان غزة على الصحف اليومية التي كانت تصدر من يافا والقدس، والتي كان لها الدور الإعلامي الهام والرئيس، خاصةً في مراحل الثورات وتحريك الجماهير وتعبئتها، ومن هذه الصحف جريدة الدفاع – جريدة القدس- جريدة الوحدة، ومجلة الحقوق، وحقوق الحق، وصحيفة الوطن العربي.
وبالإضافة إلى الصحافة كان هناك مجموعة من الأندية التي كان لها دور في الحركة الثقافية في مدينة غزة مثل:
النادي الرياضي: الذي تأسس عام 1934 على يد رشاد الشوا، والنادي القومي الذي أسسه فائق بسيسو عام 1936، ونادي الشباب العربي الذي تأسس عام 1942 على يد منير الريس، والنادي الشعبي الذي أسسه جمال الصوراني عام 1946، والنادي الأرثوذكسي العربي الذي أسسه اسكندر فرح عام 1944، أما جمعيات المرأة فيوجد العديد منها، فقدت تأسست جمعية الاتحاد النسائي العربي بغزة عام 1946 وجمعية النهضة النسائية وجمعية التقدم النسائي، وكانت لهذه الجمعيات دور كبير في توعية المرأة، بالإضافة إلى الاشتراك في المظاهرات والأنشطة السياسة.
كما توجد في غزة جمعية الشبان المسيحية التي تقوم بالكثير من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية.
معالم المدينة
تضم مدينة غزة عدة أحياء وهي:
حي الدرج -وحي الزيتون- وحي الشجاعية -وحي التفاح - وحي الرمال- وتنشر فيها العديد من المعالم الأثرية والعمرانية مثل:
1. الجامع العمري الكبير في حي الدرج، وهي من الجوامع العظمي في فلسطين، ضخم البناء، كبير القيمة الأثرية.
2. جامع السيد هاشم، ويقع في حي الدرج، ومدفون فيه هاشم بن عبد مناف جد الرسول عليه الصلاة والسلام، أنشئ في عهد المماليك.
3. جامع ابن عثمان ويقع في حي الشجاعية، ويأتي بعد الجامع العمري الكبير، من حيث الحجم ومتانة البناء.
4. جامع كاتب الولاية، ويقع في حي الزيتون. 5. جامع الشمعة، ويقع في حارة الزيتون.6. جامع ابن مروان، ويقع في حي التفاح. 7. جامع المحكمة، ويقع في حي الشجاعية. 8. جامع الشيخ عبد الله الأيبكي، ويقع في حي التفاح.
ومن المعالم المسيحية:
كنيسة الروم الأرثوذكسي بنيت عام 425م 2 كنيسة اللاتين بنيت عام 1879م 3 كنيسة البروتستانت بنيت عام 1887 جميعها تقع في حي الزيتون.
أما من حيث المعالم الأثرية فهناك:
تل العجول ويقع جنوب غرب غزة وهو موضع مدينة غزة قديماً ميناء غزة ميوى أقيمت في العهد الرومان. خربة أم التوت. تل النفيد أو تل الصنم وعثر فيها على الكثير من الآثار التي تدل على النشاط العربي القديم ومن المعالم العمرانية قيصرية غزة- سوق الذهب. حمام السمرة.
يتبع
سنبدأ الآن إن شاء الله بحرف القاف
بلدة قَبَاطِيَة
قباطية بلدة عربية تقع على بعد 10 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين. وتحتل موضعاً يرتفع 240م عن سطح البحر في بطن ضيق تحيط به شعبتان جبليتان. وقباطية من أكبر المراكز السكانية التابعة لمدينة جنين. ويقدر عدد سكانها في عام 1945 بنحو 3,670 نسمة، وهو حجم سكاني مقارب لحجم مدينة جنين في ذلك الوقت. وأما العدد الحالي للسكان فيقدر بأكثر من 5,000 نسمة وتضم البلدة في المناطق التابعة لها أراضي تبلغ مساحتها قرابة 50,550 دونماً. ولم يكن بين سكانها أي مستوطن صهيوني.
وكانت أراضيها كلهاعربية خالصة. وتقدر الأراضي المستغلة في الزراعة بنحو 31 ألف دونم. وتقدر الأراضي الغير مستغلة زراعياً نحو 19 ألف دونم وأما مساحة البلدة العمرانية فكانت قرابة 113 دونماً. وتقدر مساحتها حالياً بأكثر من 200دونم.
تشتهر قباطية بمنتجاتها الزراعية وأهمها الحبوب كالقمح والعدس والسمسم، والأشجار المثمرة كالزيتون والفواكه. وتشكل الزراعة عصب الاقتصاد لمعظم سكان البلدة.
وتساهم تربية المواشي ومنتجات ألبانها في اقتصاد البلدة وإن بشكل بسيط وتعدّ مدينة جنين السوق الرئيسة التي تباع فيها معظم منتجات البلدة. وبالإضافة إلى الاقتصاد الزراعي تشتهر البلدة بالمحاجر والكسارات ومواد البناء.
وتستخدم الأحجار المنتجة من محاجر قباطية على نطاق واسع في عمليات البناء لجودتها. وتتعدى شهرتها منطقة جنين إلى كثير من المدن في الضفتين الغربية والشرقية. وما زالت بعض القوى العاملة بالبلدة تعتمد في حياتها المعيشية على هذا النوع من النشاط الاقتصادي.
ومع تزايد حفر الآبار في مناطقها الزراعية استطاعت البلدة تحويل جزء من أراضيها من الزراعة البعلية المعتمدة على المطر والانتاج الفصلي إلى الزراعة المروية المعتمدة على مياه الري. وقد تطورت الزراعة المروية في المنطقة المحيطة بها حتى أصبحت تؤلف مصدراً مهماً لإنتاج الخضر على مدار العام. وتتركز معظم الأراضي الزراعية المروية في المنطقة القريبة من البلدة ويطلق عليها اسم جنزور. وتصدر منتجات هذه المنطقة إلى جميع أسواق الضفة الغربية وكانت صادرات هذه المناطق من الخضر قبل الاحتلال الإسرائيلي تصل إلى أسواق الخليج العربي وسورية ولبنان. وقد تعرضت الزراعة المروية في السنوات الأخيرة إلى التدهور بسبب الانخفاض الشديد في مستوى المياه الباطنية في المنطقة فتقلصّت الأرض الزراعية المروية فيها.
تعرضت البلدة كغيرها من بلدان قرى الضفة الغربية للتفريغ السكاني فهاجرت أعداد كبيرة من شبابها وأهاليها إلى الضفة الشرقية والدول الخليجية. هاجر كذلك عدد قليل منهم إلى مدينة جنين واستقروا فيها لمزاولة أعمال أخرى أهمها التجارة. ورغم أنه لا تتوافر إحصاءات رسمية عن حجم الهجرة من البلدةيمكن القول إن مئات من سكانها هجروها. وقد زادت الهجرة من البلدة في أعقاب احتلال العدو الصهيوني للضفة الغربية وما نجم عنه من اضطهاد وتعذيب للسكان.
ويقع النصب التذكاري لشهداء الجيش العراقي في حرب 1948 على بعد كيلومترين من البلدة عند تقاطع طريق جنين- نابلس والطريق المتفرع منه إلى البلدة.
يتبع
مدينة القدس
مدينة القدس العربية، من المدن المعروفة منذ أقدم عهود التاريخ ، وقد سمًيت أسماء متعددة على مرً العصور
أ- الوضع الطبيعي :
أقيمت نواتها الأولى في بقعة جبلية هي جزء من جبال القدس التي تمثل السلسلة الوسطى في العمود الفقري للأرض الفلسطينية ، وتقع القدس على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالاً ، وترتفع نحو 750 م عن سطح البحر المتوسط ونحو 150 ,1 م عن سطح البحر الميت ، و القدس ذات موقع جغرافي هام لأن نشأتها على هضبة القدس و الخليل وفوق القمم الجبلية التي تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً و البحر المتوسط غرباً جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات ، وهي حلقة في سلسلة تمتد من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية ، وترتبط بطرق رئيسة تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، وهناك طرق عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسة لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني ، ومن بينها طريق القدس - أريحا وطريق القدس - يافا ، وتبتعد القدس مسافة 22 كم عن البحر و52 كم عن البحر المتوسط ، وأطول الطرق المعبدة التي تربط بين القدس وكل من العواصم العربية المجاورة هي التالية: القدس - عمان 88 كم ، القدس - دمشق 290 كم ، القدس - بيروت 388 كم ، القدس - القاهرة 528 كم ، وهناك خط للسكة الحديدية يربط القدس بيافا وترتبط القدس بالعالم الخارجي جواً عن طريق مطار قلندية الواقع إلى الشمال منها ( رَ : الطرق )0
ترجع أهمية موقع القدس الجغرافي إلى أنه يجمع بين ميزة الانغلاق وما يعطيه من حماية المدينة وميزة الانفتاح وما يعطيه من إمكان الاتصال بالمناطق و الأقطار المجاورة وترجع هذه الأهمية أيضاً إلى مركزية موقع القدس بالنسبة إلى فلسطين و العالم الخارجي، وهذا كله يؤكد أهميته الدينية و العسكرية و التجارية و السياسة ، فقد أختير موقع القدس بما يجمع من صفات الانغلاق والانفتاح ليكون نقطة نشوء الديانتين اليهودية و المسيحية ومركز إشعاع لهما ، وجاء الإسلام بعدئذ ليربط بين مكة و القدس روحياً ومادياً 0
وفي المجال العسكري أكتسب موقع القدس الجغرافي أهمية خاصة نظراً للحماية الطبيعية التي تزيد في الدفاع عنه ،وعندما كانت الحملات العسكرية تنجح في احتلال القدس كان ذلك النجاح إيذاناً باحتلال سائر فلسطين و المناطق المجاورة لها لأن القدس بموقعها المركزي الذي يسيطر على كثير من الطرق التجارية ، تتحكم في الاتصال بالمناطق المجاورة 0
ولا يقل موضع المدينة أهمية عن موقعها ، فهو موضع ديني دفاعي يجمع بين طهارة المكان وسهولة الدفاع عنه ،وقد تعاقبت كثير من الأمم على هذا المكان منذ بداية التاريخ حتى اليوم وشهد موضع المدينة حروباً كثيرة أدت إلى تعاقب البناء و الهدم بما لا يقل عن 18 مرة خلال تاريخه.
كانت نشأة النواة الأولى لمدينة القدس على تلال الضهور ( الطور - تل أوفل ) المطلة على قرية سلوان إلى الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى ، وقد أختير هذا الموضع الدفاعي لتوفير أسباب الحماية و الأمن لهذه المدينة الناشئة ، وساعدت مياه عين أم الدرج في الجانب الشرقي من الضهور على توفير المياه للسكان ، ويحيط وادي جهنم ( قدرون ) بالمدينة القديمة من الناحية الشرقية في حين يحيط وادي الربابة (هنًوم ) بها من الجهة الجنوبية ووادي الزبل من الجهة الغربية ، وقد كونت هذه الأودية الثلاثة خطوطاً دفاعية طبيعية جعلت اقتحام القدس القديمة أمراً صعباً إلا من الجهتين الشمالية و الشمالية الغربية وقد لاحظ جميع المؤرخين أن جميع الجيوش التي فتحت القدس وحديثاً دخلتها من الشمال 0
هُجرت النواة الأولى للمدينة بمرور الزمن وحلت نواة رئيسة تقوم على تلال أخرى غير تلال الضهور ( الطور ) مثل مرتفع بيت الزيتون (بزيتا ) في الشمال الشرقي للمدينة بين باب الساهرة وباب حطة ، ومرتفع ساحة الحرم (موريا ) في الشرق ،ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي ، وهي المرتفعات التي تقع داخل السور فيما يعرف اليوم بالقدس القديمة 0 وقد بنى السلطان العثماني سليمان القانوني عم 1542 م سوراً عظيما يحيط بالقدس القديمة ويبلغ محيطه نحو 4 كم وله سبعة أبواب هي :
1- باب الخليل 0
2- الباب الجديد ، أو باب عبد الحميد0
3- باب العمود ، أو باب النصر 0
4- باب ستنا مريم 0
5- باب المغاربة 0
6- باب النبي داود 0
7- باب الساهرة 0
ولم يعد موضع المدينة القديمة يستوعب السكان و المباني السكنية داخل السور نتيجة نمو عدد السكان بصورة مستمرة ، فامتد العمران خارج السور في جميع الجهات و أنشئت الأحياء الحديثة فيما عرف بالقدس الجديدة إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة وكانت في القديم قرى تابعة لها ، ولا يسير نمو المدينة عمرانيا في كل الجهات على السواء لأن طبيعة الموضع الذي يتفاوت طبوغرافياً تتحكم في امتدادها ، وقد التحمت قرى مثل شعفاط وبيت حنينا وسلوان وعين كارم بالمدينة و أصبحت ضواحي لها ، وزحف العمران على بعض الجبال المجاورة و أقيمت عليها أحياء جميلة مثل حي المشارف على جبل المشارف شمالي المدينة وحي القطمون على جبل القطمون ،وحي المكبر على جبل المكبر جنوبي المدينة 0
ينتمي مناخ القدس إلى إقليم البحر المتوسط ويتأثر بالعامل الطبوغرافي وبعامل القرب من البحر المتوسط ، ويراوح معدل الحرارة الشهري ما بين 9,7 في شهر كانون ، ويراوح المتوسط الشهري للرطوبة النسبية في القدس ما بين 38 % في شهر نيسان و 72 % في شهر كانون الثاني ، يبلغ معدل كمية الأمطار التي تهطل على القدس في السنة 551 مم يساهم شهر كانون الثاني فيها بنحو 153 مم وشهر شباط بنحو 143 مم أي أن أكثر من نصف كمية الأمطار السنوية تهطل خلال هذين الشهرين 0 ويتركز نحو 70% من الأمطار السنوية في فصل الشتاء الحقيقي ( كانون الأول وكانون الثاني وشباط ) ، ويتفاوت توزيع كمية الأمطار مكاناً وزماناَ داخل مدينة القدس ، فكمية الأمطار التي تهطل على الأجزاء الغربية التي تقع في مواجهة الرياح الماطرة أكثر من تلك التي تنزل على الأجزاء الشرقية 0 ثم إن العامل الطبوغرافي يؤثر في تفاوت توزيع الأمطار فنصيب الضواحي القائمة على التلال من المطر يتفاوت حسب مستوى ارتفاع هذه التلال عن سطح البحر ، ولا تهطل الأمطار على القدس صيفاً ولكنها تتوزع على بقية الفصول بصورة غير متساوية ، ولا يزيد عدد الأيام المطيرة على 60 يوماً في السنة ، مما يؤكد طبيعة التركيز الواضحة في توزيع الأمطار ، ويتميز نظام هطول الأمطار على القدس بعدم انتظامه 0 فالفترات الممتدة من عام 1854 م إلى عام 1873 م ومن عام 1924 م إلى عام 1936 م فترات جفاف ، وكان 1950 / 1951 م من أكثر الأعوام جفافاً منذ بداية رصد كميات الأمطار في القدس عام 1846 م حتى الوقت الحاضر ( رَ : الجفاف).
ب - القدس عبر التاريخ :
القدس هي المدينة التي يقدسها أتباع الديانات الثلاث : اليهود و النصارى و المسلمون 0 فهي لهم ومصدر وحي ورمز لمطامحهم 0 تتجلى أحداثها التاريخية في الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها.
1- أسم المدينة :
أقدم أسم لها " أوروشليم " ينسبها إلى الإله " شالم " أي إله السلام لدى الكنعانيين 0 وقد وردت باسم " روشا ليموم " في الكتابات المصرية المعروفة بنصوص اللعنة التي يرجع تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد وتذكر أسماء ملوك كنعانيين وعموريين من خصوم المصريين كانوا يحكمون دولة - المدينة ( أورشليم ) 0
وبين مراسلات تل العمارنة ست رسائل بعث بها " عبد - خيبا" ملك ( أورشليم في القرن الرابع عشر قبل الميلاد إلى فرعون مصر " إخناتون " الذي كانت فلسطين تحت سيادته ، وهو في هذه الرسائل يشكو من قلة عدد الحامية المصرية في المدينة ويحذر من غارات جماعات البدو (الخبيرو) أو ( العبيرو ) واستفحال خطرهم على البلاد ، وفي التوراة وردت كلمة أورشليم التي تلفظ بالعبرية " يروشالايم " أكثر من 680 مرة ، وهذه الكلمة مشتقة من التسمية الكنعانية الأصلية ، وتطلق التوراة كذلك على المدينة أسماء أخرى كثيرة هي "شاليم " و" مدينة الله " و" مدينة القدس " و" مدينة العدل " و" مدينة السلام " ، وتذكرها أحياناً باسم " يبوس " أو " مدينة اليبوسين " 0
2-يبوس :
أطلق على القدس هذا الاسم نسبة إلى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية 0 وهم سكان القدس الأصليون نزحوا من جزيرة العرب مع من نزح من القبائل الكنعانية حوالي سنة 2500 ق0م و احتلوا التلال المشرفة على المدينة القديمة 0 وقد ورد أسم يبوس في الكتابات المصرية الهيروغليفية باسم " يابثي " وهو تحريف للاسم الكنعاني وقد بنى اليبوسيون قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس سميت حصن يبوس الذي يعد أقدم بناء في مدينة القدس أقيمت حوله الأسوار وبرج عال في أحد أطرافه للسيطرة على المنطقة بيبوس للدفاع عنها وحمايتها من غارات العبرانيين و المصريين (رَ الفراعنة ) بزعامة ملكهم سالم اليبوسي 0 وعرف حصن يبوس فيما بعد بحصن صهيون ، ويعرف الجبل الذي أقيم عليه الحصن بالأكمة ، أو هضبة أوفل ، وأحياناً بجبل صهيون وقد أنشأ السلوقيون في موضع حصن يبوس قلعة منيعة عرفت باسم " قلعة عكرا " أو " أكرا " ومن الطبيعي أن يختار اليبوسيون هذا الموضع لبناء حصنهم لأنه يتمتع بميزات استراتيجية طبيعية 0 فقد حبت الطبيعة هذا الموقع بأهم ما يحتاج إليه السكان ، وهو الماء ففي جوار الحصن شرقاً نبع غزير في وادي قدرون عرف باسم جيحون ( نبع العذراء ) وقد حفر اليبوسيون نفقاً تحت الجبل لنقل مياه النبع إلى داخل الحصن 0 وهذا النفق نفسه هو الذي اكمله الملك حزقيا ( 715 - 676 ) ومد من اتجاهه الشمالي إلى جهة الغرب و أنشأ في نهايته الجنوبية بركة صارت تعرف ببركة سلوام (سلوان ) 0
بقي حصن يبوس بيد اليبوسيين بعد مجيء الموسويين زهاء قرون لعجز الأخريين عن اقتحامه حتى تولى ملكهم " داود " فجمع الموسويين كلهم وذهب معهم إلى يبوس وقال لهم : من يحتل حصن اليبوسيين يكون رأسا وقائداً ، فاقتحمه يوآب بعد مقاومة ييوسية ضارية فصار رأساً ، وقد كشفت التنقيبات الأثرية التي قامت بها الباحثة الإنكليزية كاثلين م كينون سنة 1961 في طبقات البرونزي القديم من أكمة أوفل بالقدس عن بقايا السور الأول الذي بناه اليبوسيون على جبل صهيون و أبرزت قسماً من أسس الأبنية و تمديدات جر المياه إلى الحصن من عين جيحون وكذلك كشفت الحفريات عن بعض القبور و أواني الخزف من العهد البرونزي القديم حتى العهد الحديث ( رَ: العصور القديمة ) 0
3-استيلاء اليهود على القدس :
وهكذا لم يستطع اليهود الاستيلاء على حصن صهيون إلا في عهد داود الذي أتخذ أورشليم عاصمة له و أطلق على الحصن أسم " مدينة داود " وكان أكثر سكان المدينة في عهده من اليبوسيين و الكنعانيين و العموريين و الفلسطينيين ، وقد ازدهرت المدينة في عهد خليفته سليمان الذي شيد الهيكل بمساعدة المعماريين الفينيقيين 0
4- الحكم الفارسي :
استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد داود حوالي سنة 1000 ق0م0 إلى أن فتحها نبوخذ نصر ( تختنصر ) في سنة 586 ق0م 0 ودمرها ونقل السكان اليهود إلى بابل ( رَ : السبي البابلي ) 0 وبعد أن استولى الفرس على سورية وفلسطين سمح الملك قورش سنة 538 ق0م 0 لمن أراد من الأسرى اليهود بالرجوع إلى أورشليم و أمر بإعادة بناء الهيكل 0
5- الاسكندر المقدوني :
ظلت البلاد تحت الحكم الفارسي إلى أن فتحها الإسكندر المقدوني سنة 332 ق0م0 وتأرجحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه بين البطالة و السلوقيين، وقد تأثر السكان في هذا العهد الهلينستي بالحضارة الإغريقية ، وقام الملك السلوقي أنطيوخوس الرابع حوالي سنة 165 ق0م0 بتدمير الهيكل و أرغم اليهود على أعتناق الوثنية اليونانية 0 وكانت نتيجة ذلك أن اندلعت ثورة المكابيين ونجح اليهود في نيل الاستقلال بأورشليم تحت حكم الحاسمونيين من سنة 135 ق0م حتى 76 ق0م 0
6-الرومان :
بعد فترة من الفوضى استولى الرومان على سوريا وفلسطين ودخل القائد الروماني بومبي أورشليم في سنة 63 ق0م 0 وقد سمح الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي ونصبوا في سنة 37 ق0م0 هيردوس الآدومي الذي اعتنق اليهودية ملكاً على الجليل وبلاد يهوذا فظل يحكمها باسم الرومان ، وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد تيتوس في سنة 70 م باحتلال أورشليم وحرق الهيكل وفتك باليهود ولما قامت ثورة اليهود من جديد بقيادة باركوخبا سنة 132 م أسرع الإمبراطور هادر يونس إلى إخمادها سنة 135 م 0 وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها أطلق عليها أسم " إليا كابيتولينا " ( إيليا هو أسم هادريان الأول ) 0 ولما أعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة أسم أورشليم وقامت والدته هيلانة ببناء الكنائس فيها، ويبدو أن تسمية ( إيليا ) بقيت متداولة بين الناس بدليل أنها وردت في عهد الأمان الذي أعطاه الخليفة عمر بن الخطاب السكان بعد الفتح إذ سماهم " أهل إيليا" 0
7-الفتح العربي :
احتلت مدينة بيت المقدس في الدعوة الإسلامية منذ البداية مكاناً هاماً 0 فقد أشير إليها عدة مرات في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي وكانت قبلة الإسلام الأولى وإليها كان إسراء النبي محمد عليه الصلاة و السلام ومنها كان عروجه ، بعد هزيمة الرومان في معركة اليرموك أصبح الطريق مفتوحا إلى بيت المقدس 0 وطلب أبو عبيده بن الجراح من الخليفة أن يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر شخصياً لتسلم المدينة
ذهب الخليفة عمر إلى بيت القدس سنة 15 هـ / 636 م وأعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم وبأن لا يسمح لليهود بالعيش بينهم 0 ومنح الخليفة عمر سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية ، ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده و ذهب إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة من أقذار وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم (رَ : إيلياء ، عهد ) 0 ومع عمر بن الخطاب ، و بعده ، وفد إلى القدس عدد كبير من الصحابة و التابعيين وأخذ العنصر العربي ينمو وينتشر بسرعة وعاد إلى المدينة طابعها العربي 0 وتميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني ، وأحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية 0
8- الأمويون و العباسيون :
بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة سنة 72 هـ 691 م ، و أقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى بعد ذلك بسنوات قلائل ( حوالي سنة 90 هــ) 0
وقد أولى خلفاء بني أمية المدينة المقدسة اهتماماً كبيراً، وبويع منهم فيها معاوية بن أبي سفيان سنة 40 هــ / 660م وسليمان بن عبد الملك سنة 96 هــ / 714 م ، وقاموا ببناء قصور لهم اكتشفت آثارها حديثاً في جنوب المسجد الأقصى وجنوبه الغربي ( رً : العصر الأموي ) ، وواصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس فزارها منهم المنصور (136- 158 هـ/754 - 775 م ) و المهدي ( 158 169 هـ / 775 785 م ) و المأمون ( 198 - 218 هـ/ 813 - 833 م ) عند عودته من زيارة مصر وقد جرت في عهد الخلفاء الثلاثة تعميرات وتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلازل المتكررة ( رَ : العصر العباسي ) وفي العصر العباسي وصف الحاج المسيحي برنا رد الحكيم أوضاع القدس وما حولها فقال : " إن المسلمين و المسيحيين فيها على تفاهم تام والأمن العام مستتب " .
9- الطولونيون والإخشيديون :
عندما بدأ الضعف يدب في السلطة المركزية ببغداد دخلت القدس وفلسطين في حوزة ألطولونيين ( سنة 265 -296 هـ/ 878 - 905 ) وتلاهم في حكمها الإخشيديون ( سنة 327 - 359 هــ/ 939 -969 م ) 0 وكان للقدس منزلة خاصة عند الإخشيديين بدليل أن ملوكهم جميعاً دفنوا فيها بناء على وصاياهم 0
10 - الفاطميون و السلاجقة :
وسنة 359 هـ / 969 م استولى الفاطميون على القدس 0 وقد تميز حكم الحاكم بأمر الله ( 386 -411 هــ/ 996 -1020 م ) بالتعصب الديني واضطهاد النصارى فهدم كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس و أوقع بالمسيحية شتى أنواع الاضطهاد 0 ولكن ذلك لم يصبهم وحدهم ، فلم يكن المسلمون من رعاياه أفضل حالاً بكثير ومما ذكر أن الفاطميين أسسوا قي العهد الحاكم دار علم في القدس لنشر الدعوة الفاطمية وأول مستشفى في المدينة ، ووضع السلاجقة حداً لحكم الفاطميين (463 - هـ / 1070م ) وعادت الخطبة في القدس للخليفة العباسي 0 وفي السنة 489 هـ/ 1096 م استولى الخليفة الفاطمي المستعلي على القدس لثلاث سنوات فقط 0
11- الاحتلال الصليبي :
أحتل الفرنجة القدس سنة 492 هـ / 1099 م واحتفلوا بانتصارهم بارتكاب مذبحة رهيبة خصوصا في منطقة الحرم الشريف 0 وذكر أن عدد ضحاياهم بلغ سبعين ألفاً ، الأمر الذي يتناقض تناقضا صارخاً مع المسلمين الأوائل ونهب الصليبيون ما كان في الصخرة و الأقصى من الكنوز ووضعوا صليبا في قبة الصخرة وحولوا الأقصى إلى مقر لفرسان الداوية وجعلوا القدس عاصمة لمملكتهم اللاتينية ونصبوا بطريركا لاتينيا للمدينة بدلاً من البطريرك الأرثوذكسي 0 وأقام الفرنجة عدداً من المباني الدينية الجديدة وعمروا كنيسة حنة وغيرهما ، وأقاموا نزلاً يتسع لألف شخص من الحجاج المسيحيين القادمين من الخارج ( رَ القدس ، مملكة 0 اللاتينية ) 0
لم يبقى حكم الصليبيين في القدس أكثر من 88 سنة فانهارت مملكتهم وقد حلت بهم الضربة القاصمة في معركة حطين 583 هـ / 1187 م 0 وبعدها دخل صلاح الدين الأيوبي القدس صلحا وسمح للفرنجة بمغادرتها بعد دفع جزية بسيطة عن كل شخص وامتازت معاملة صلاح الدين بالإنسانية فأعفى كثيرين من دفع الجزية وسمح للمسيحيين الشرقيين بالبقاء في المدينة 0
أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة ووضع فيها المصاحف وعين لها الأئمة ووضع في المنبر الذي كان قد أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه ودشن إنشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها مدرسة للشافعية (الصلاحية ) وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير ( البيمارستان) ، وأشرف بنفسه على تلك الإنشاءات ، بل شارك بيديه في بناء سور القدس وتحصينه وعقد في المدينة مجالس العالم ،تولى حكم القدس بعد صلاح الدين ابنه الملك الأفضل الذي وقف المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من الحرم على المغاربة حماية لمنطقة البراق المقدسة و أنشأ فيها مدرسة ،وممن حكم القدس من الأيوبيين بعد الأفضل الملك المعظم عيسى بن أحمد بن أيوب الذي أجرى تعميرات في كل من المسجد الأقصى و الصخرة و أنشأ ثلاث مدارس للحنفية ( وكان الحنفي الوحيد من الأسرة الأيوبية ) 0 ولكن المعظم عاد فدمر أسوار القدس خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها وخرب المدينة فاضطر أهلها إلى الهجرة في أسوأ الظروف ( رَ : العصر الأيوبي ) وتلا المعظم بعد فترة وجيزة أخوه الملك الكامل الذي عقد اتفاقاً مع الإمبراطور فردريك الثاني الفرنجة سلمه بموجبه القدس ما عدا الحرم الشريف ، وسلمت المدينة وسط مظاهر الحزن و السخط والاستنكار سنة 626 هــ / 1229 م 0 وبقيت في أيديهم حتى 637 هـ / 1239 م 0 عندما استردها الملك الناصرة داود أبن أخي الكامل 0 ولكن الناصر ما لبث أن سلمها مرة أخرى سنة 641 هـ / 1243 م 0 ثم عادت إلى الإسلام نهائيا سنة 642 هـ / 1244 م 0 عندما استردها الخوارزمية للملك نجم الدين أيوب ملك مصر0
12 - المماليك :
دخلت القدس في حوزة المماليك في سنة 651 هــ / 1253 م 0 وبقيت كذلك حتى 922 هـ / 1561 م ، وفي عصر المماليك حظيت المدينة باهتمام ملحوظ وقام سلاطينهم : الظاهر بيبـــرس ( ت 676 هـ / 1277 م ) وسيف الدين قـــلاوون ( حكم من 679 - 689 هـ / 1280 - 1290 م ) والناصر محمد بن قــلاوون (ت 741 هـ 1340 م ) و الأشرف قايتبــــــــاي ( حكم من 893 - 902 هـ / 1486 - 1497 م ) وغيرهم بزيارات عدة للقدس ، وأقامـــوا منشآت دينية ومدنية مختلفة فيها كانت آية في فن العمارة ، وأجروا تعميرات كثيرة في قبة الصخرة و المسجد الأقصى 0 ومن المنشآت التي أقامها المماليك زهاء خمسين مدرسة وسبعة ربط وعشرات الزوايا ( رَ الخوانق و الربط و الزوايا ) وفي سنة 777 هـ جعلوا القدس نيابة مستقلة تابعة للسلطان في القاهرة مباشرة بعد أن كانت تابعة لنيابة دمشق ( رَ : الإدارة ) 0 ومن آثار المماليك في القدس أنهم سحبوا المياه من عين العروب إلى الحرم الشريف 0 ومن أشهر المدارس التي أنشأوها المدرسة السلطانية الأشرفية و المدرسة التنكزية ، وغدت القدس زمن المماليك مركزاً من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي كله فكان يفد إليها الدارسون من مختلف الأقطار 0 وقد اكتشفت في الحرم القدسي سنة 1974 م وبعد وثائق مملوكية تلقي المزيد من الضوء على تاريخ المدينة
أما موارد المدينة الاقتصادية في هذا العهد فكان أهمها الأوقاف التي وقفها المحسنون و الأمراء و السلاطين عليها وعلى المنشآت التي أقاموها وكان بعض هذه الأوقاف في سوريا وتركيا ومصر من مصادر رزق الحجاج سكان القدس ولا سيما الحجاج المسيحيين 0 وأما الموارد الزراعية و التجارية فكانت قليلة 0
13 -العثمانيون :
وفي سنة 922 هـ / 1516 م 0 وضع السلطان سليم العثمان حداً لحكم المماليك في بلاد الشام إثر انتصاره في معركة مرج دابق وفي السنة التالية احتل القدس0 ولما توفي السلطان سليم خلفه أبنه سليمان القانوني 927 هـ / 1520 م ) الذي أهتم بالقدس اهتماما خاصا وأقام فيها منشآت كثيرة منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة أعوام ، وتكية خاصكي سلطان ، ومساجد و أسبلة ، وعمر كذلك قبة الصخرة 0
انتشرت زمن العثمانيين في القدس التكايا و الزوايا ومؤسسات الصوفية الأخرى 0 ولكن بدءا من القرن الهجري / الثامن عشر الميلادي أخذت مدارس القدس التي أنشأها المماليك و الأيوبيون تضمحل بسبب اضمحلال العقارات الموقوفة عليها 0 وقد وصلت حالة الشعب العلمية في هذا القرن إلى أدنى مستوى على الرغم من ظهور عدد من علماء الدين البارزين 0
وفي سنة 1831 - 1840 م كانت القدس تحت حكم إبراهيم بن محمد علي حاكم مصر الذي احتل سوريا كلها إثر خلاف نشب مع الدولة العثمانية 0 وقد شهدت فترة الحكم المصري شيئا من تحديث الإدارة العثمانية ونشر روح التسامح ولكن فرض التجنيد الإجباري و الضرائب الكثيرة وجمع السلاح من الأهالي وإزالة نفوذ المشايخ و العائلات الإقطاعية أدت إلى ثورة ضد هذا الحكم دعمتها الدولة العثمانية واستطاع المصريون إخمادها بصعوبة ولكن إبراهيم باشا اضطر إلى ترك البلاد سنة 1840 م تحت ضغط الدول العظمى، تميز الحكم العثماني منذ القرن التاسع عشر بالخلافات بين الطوائف المسيحية المختلفة ونزاعها على النفوذ على الأماكن المقدسة 0 وكان من نتائج هذه الخلافات حرب القرم سنة 1853 بين روسيا التي ادعت حماية الأرثوذكس وفرنسا وإنكلترا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية وبدأ التغلغل الاستعماري في البلاد وجر معه ازدياد الهجرة اليهودية وتفاقم عدد اليهود في القدس تدريجيا ً وفي سنة 1273 - هـ / 1856 م 0 بدأت تنشأ أحياء سكنية خارج سور البلدة القديمة ، ومدت أول سكة حديد بين يافا و القدس ، وبدأت طلائع البعثات الأثرية الأجنبية التي كان اليهود متغلغلين فيها إلى البلاد تحت ستار التنقيبات الأثرية ، وفي سنة 1917 دخلت فلسطين تحت الحكم البريطاني وبدأت بريطانيا تنفذ سياسة وعد بلفور بوضع البلاد ، والقدس في طليعتها ، في ظروف تمهد لسيطرة الصهيونيين على فلسطين كلها .
جــ - تطور المدينة :
1-السكان :
قدَر عدد سكان القدس في عام 1890 بنحو 000 ، 45 نسمة ، وفي عام 1896 بنحو 000 ، 50 نسمة وقدَر عددهم بنحو 000 ، 90 نسمة قبيل الحرب العالمية الأولى عام 1913 ، ولكن العدد انخفض إلى 000 ، 50 نسمة في نهاية الحرب ( 1917 ) ثم عاد فارتفع في عام 1920 إلى 000، 61 نسمة ، وإلى 000، 157 نسمة في نهاية 1944 0 وفي شهر تشرين الثاني 1947 وصل العدد إلى 500 ، 164 نسمة موزعين كما يلي :
600 ،63 عربي و 200 ،11 يهودي في البلدة القديمة داخل السور وفي الجزء العربي من البلدة الجديدة ،وهي مدينة القدس بدون ضواحيها ،أما إذا أضيف إليها سكان الضواحي الجديدة ، التي أقامها المهاجرون الصهيونيون في أعقاب تدفقهم على المنطقة ، فإن الصهيونيين يشكلون آنذاك أغلبية ،إذ أن تعدادهم في الجزء الصهيوني من البلدة الجديدة بلغ 000 ،88 يهودي ، في مقابل 1500 عربي فقط ، أي أن العرب شكلوا 85 % من سكان مدينة القدس ذاتها ، ولكن اليهود شكلوا 60% من المدينة محاطة بالتجمعات الصهيونية وقد شهدت فترة الانتداب البريطاني تدفق أعدادها كبيرة من المهاجرين الصهيونيين إلى فلسطين عامة و القدس خاصة ( رَ : الهجرة الصهيونية إلى فلسطين ) ونتج عن التزايد السريع لسكان القدس أن ضاقت المدينة بسكانها ففي أيار 1948 نحو 1، 21 كم2 منها 20 كم2 للقدس الجديدة ، انقسمت القدس بعد الحرب 1948 و اتفاقية الهدنة إلى المناطق التالية :
الفئة المساحة / كم2 النسبة المئوية
المنطقة العربية 4،2 48 ،11 %
المنطقة التي أحتلها الإسرائيليون 7،17 13 ،84 %
منطقة الأمم المتحدة والأرض المنزوعة السلاح 0،1 39 ، 4 %
المجموع 1،21 100 %
بلغ عدد القدس العربية حسب التعداد الرسمي لعام 1961 م نحو 000 ، 80 نسمة في حين كان عدد الصهيونيين في المنطقة التي احتلوها نحو 000 ,167 نسمة وبذلك وصل مجموع سكان مدينة القدس في ذلك العام إلى نحو 000 247 نسمة 0 وفي عام 1970 ، ونتيجة لنزوح بعض السكان العرب من القدس إلى الضفة الشرقية للأردن بعد حزيران 1967 أنخفض عدد السكان إلى قرابة 000 ، 73 نسمة ، وازداد عدد السكان الصهيونيين إلى قرابة 000 ،215 نسمة 0 وبذلك أصبح مجموع سكان المدينة المقدسة بقسميها نحو 000 ،288 نسمة 0 وتتوقع دوائر الإحصاء الإسرائيلية أن يكون عدد السكان الصهيونيين في مدينة القدس قد بلغ نحو 000 ، 250 نسمة بحلول عام 1982 ، لم تكتف ( إسرائيل ) باتخاذ القدس الجديدة عاصمة لها بعد عام 1948 بل أعلنت ضم القدس العربية إلى القدس الجديدة بُعيد احتلالها الضفة الغربية في عام 1967 وأصرت على أن تجعل القدس الموحدة عاصمة لها 0 وتقوم ( إسرائيل ) منذ ذلك الوقت بتنفيذ سياستها الرامية إلى إضفاء الصبغة اليهودية على المدينة المقدسة بحيث يصل عدد الصهيونيين فيها إلى 000 ، 320 تنفيذ مشروعها لتخطيط المدينة وإقامة القدس الكبرى ( رَ : القدس ، تهويد ) 0
2- العمران :
شهدت القدس تحسنا عمرانيا في عهد الرومان فبلغت مساحتها أكثر من كيلومترين مربعين 0 وكان الفتح العربي بداية التطور العمراني الكبير 0 ويعود في ذلك إلى الخليفة عمر بن الخطاب 0 ثم تابع الأمويون و العباسيون ومن جاء بعدهم تطوير القدس وتحسين أوضاعها العمرانية لتناسب أهميتها لتناسب أهميتها الدينية 0 وفي العهد العثماني أصبحت القدس مركزاً لمتصرفية ، كان المخطط الهيكلي للبلدة القديمة في هذا العهد يتألف من محورين رئيسين متعامدين ومشرين بأطرافهما إلى الإتجاهات الأصلية ، ويبدأ أحدهما من باب الخليل غربا إلى باب السلسلة المفتوحة على الحرم الشريف و الثاني من باب العمود وينتهي جنوبا قرب النبي داود 0 وهكذا قسم هذان المحوران القديمة إلى أربعة أحياء غير متساوية هي حي النصارى في الشمال الغربي حول كنيسة القيامة ويكمله حي الأردن في الرابع الجنوبي الغربي 0 وأما الحي اليهودي فيحتل الربع الجنوبي و الشرقي على حين يشغل حي المسلمين منطقة المسجد الأقصى في الشمال الشرقي وبنايات القدس القديمة متلاصقة تفصل بين مجموعاتها حارات أو شوارع موصوفة بالحجارة ومسقوفة بعقود تربط المباني على جانبيها 0 وتتصف الأبنية بسماكة جدرانها المشيدة من الحجر الكلسي 0 وأما سقوف المنازل فمبنية من الحجر الخالص بشكل أقواس أو قباب 0 وقد ظلت مساحات واسعة من البلدة القديمة خالية من العمران قروناً طويلة 0
بدأت المباني تمتد خارج السوار منذ أواخر القرن الماضي وأخذت المدينة تنمو في الاتجاه الشمالي الغربي ، ونحو الغرب في اتجاه مدينة يافا 0 وزحف القلب التجاري للمدينة المقدسة على طول امتداد طريق يافا ، بعد حرب 1948 وانفصال القدس عن القدس القديمة اتسعت المدينة القديمة بسرعة نحو الشمال و الشرق ، وامتدت الأحياء مع شرايين الطرق الرئيسة ، واستأثر طريق القدس - رام الله بالأحياء الراقية ( الشيخ جراح وشعفاط وبيت حنينا ) 0 على حين امتدت الأحياء الشعبية شرقا على طريق القدس - عمان وحنوبا عن طريق القدس - بيت لحم 0 وأما القلب التجاري فإنه تركز في شارعي باب العمود وصلاح الدين و أستعمل الحجر الكلسي المنحوت في المباني الحديثة فاكتست به الجدران من الخارج في حين بُطنت بالأسمنت من الداخل ، وأما السقوف فمن الأسمنت المسلح بالحديد وقد ساعد هذا على أتساع مساحة المسكن وانفراج نوافذه فتحولت الأقواس عن وظيفتها كدعائم تشد البنيان وترفع السقوف إلى مجرد زخارف تجمل البناء 0 وقد تعرض كثير من المباني في القدس القديمة للتدمير بعد عام 1967 على يد سلطة الاحتلال الإسرائيلي وكانت جريمتنا حرق المسجد الأقصى وإطلاق النار على المصلين فيه من أبشع الجرائم التي تعرضت لها الأماكن المقدسة الإسلامية ( رَ : الحرم المقدسي ، الشريف ، تهويد ) 0
أما القدس الجديدة فإن نموها أصبح مقصورا على الاتجاه نحو الغرب حيث امتدت الأحياء السكنية بعمارتها الضخمة التي بنيت لاستيعاب أكبر عدد من المهاجرين الصهيونيين 0 وخطط للمركز التجاري أن يزحف نحو الشمال الغربي في اتجاه حي روميما على حين خطط للدوائر الرسمية أن تكون امتداداً للحي التجاري نحو الجنوب حيث مساحات واسعة من الأرض التي تضم الجامعة العبرية و المكتبة العامة والمتحف و المؤسسات القديمة نسيبا شرقا و الأحياء الحديثة و الضواحي غربا وجنوبا بغرب 0 وهناك حزام أخضر من الأشجار و المنتزهات الملاعب بالضواحي من الجهة الغربية .
أعلنت سلطة الاحتلال الإسرائيلي بعد 1967 ضم القدس العربية إلى القدس الإسرائيلية في مدينة موحدة 0 وهذا الإعلان يخالف القوانين الدولية ويتحدى العالم وفور الإعلان عن توحيد المدينة المقدسة قامت هذه السلطة بتصميم مخطط هيكلي للمدينة الموحدة و العمل على تنفيذ مشروع القدس الكبرى 0
وبموجب هذا المشروع أصبحت القدس القديمة وما حولها من الأحياء و القرى العربية كوادي الجوز والثوري وسلوان و الطور و العيسوية وبيت حنينا وشعفاط وقلندية وبيت صفافا وشرفات وصور باهر و أبو ديس وجبل المكبر تابعة لبلدية القدس 0 وتهدف ( إسرائيل ) من وراء هذا المشروع إلى تهويد القدس واقتطاع مساحة من أراضي الضفة الغربية المحتلة لإسكان أكبر عدد من الصهيونيين فيها 0 وبذلك تعمل على تجزئة الضفة الغربية بإقامته هذا الإسفين الصهيون في قلب التجمعات السكنية العربية ، قامت ( إسرائيل) بإنشاء أحياء سكنية في المدينة المقدسة تضم مئات العمارات السكنية التي تعيش فيها آلاف العائلات الصهيونية 0 وتعد هذه الأحياء جزاء من مشروع القدس الكبرى الذي سيفقد القدس جمالها ويحولها إلى مدينة سكنية بعد أن كانت مدينة دينية سياحية ، وقد وصف البروفيسور برونسفي أحد كبار المهندسين الإيطاليين الأعمال التي تمت في بناء القدس بأنها انتحار جماعي نتيجة الفشل الذريع 0
د- التركيب الوظيفي للمدينة :
تتنوع الوظائف التي تقوم بها المدينة المقدسة 0 فهي تجمع بين الإدارية و الدينية و السياحية و التجارية و الزراعية وغيرها 0
1-الوظيفة الإدارية: أُتخذت القدس عاصمة سياسية وروحية منذ أقدم عهود التاريخ 0 وفي العهد العثماني كانت مركزاً لسنجق القدس ، واتخذت عاصمة لفلسطين في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين ومركزاً لقضاء القدس ، وبعد عام 1948 أصبحت القدس العربية العاصمة الروحية للأردن ومركزاً لمحافظة القدس في حين جعل الكيان الصهيوني القدس الجديدة عاصمة له ، وفي عام 1967 خضعت المدينة كلها للاحتلال الصهيوني الذي أعلنها عاصمة لكيانه 0
2-الوظيفة الدينية : مارست القدس وظيفتها الدينية منذ نشأتها عندما قام اليبوسيون ببناء معابدهم لممارسة شعائرهم الدينية 0 وفي عهد داود كان الإسرائيليون يمارسون ديانتهم اليهودية 0 وجاء بعده سليمان الذي شيد هيكله في القدس 0 وبعد أن تعرض الهيكل للخراب نشأت عند اليهود عادة مجيئهم إلى ما يدعون أنه بقايا آثار المكان كي يقوموا عند الحائط بالبكاء و النواح أثناء ترديد صلواتهم ، وفي عام 335 م جاءت إلى القدس الملكة هيلانة أم قسطنطين الإمبراطور الروماني وبنت كنيسة القيامة التي يحج إليها المسيحيون من مشارق الأرض ومغاربها ، وتنشر في سفح جبل الزيتون ( الطور ) وعلى قمته الكنائس والأديرة مثل كنيسة الجثمانية ومغارة الجثمانية وكنيسة الصعود وكنيسة مريم العذراء 0 وتمر بجبل الزيتون المواكب الدينية المسيحية أثناء احتفالات عيد الفصح المجيد التي من قرية بيت فاجة وتنتهي في كنيسة القيامة مروراً بطريق الآلام ، ويرجع اهتمام المسلمين بالصخرة المشرفة إلى علاقتها الوثيقة بالإسراء و المعراج وكون المسجد الأقصى القبلة الأولى في الإسلام ( رَ : الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين ) وفي عام 72 هـ / 691 م بنى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين ، ويقع المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية من رقعة الحرم الشريف وقد شرع في بنائه عبد الملك بن مروان وأتمه أبنه الوليد عام 86 هـ / 705 م 0
3-الوظيفة السياحية : المدينة المقدسة محط أنظار سكان العالم أجمع يؤمها السياح من مختلف الجهات لزيارة المقدسات 0 ولذا انتعشت في القدس منذ القدم صناعة الساحة التي تدر ربحا على العاملين فيها من سكان القدس سواء كانوا أصحاب فنادق أو مقاهي أو سيارات أو مطاعم أو مكاتب سفر وسياحة أو خدمات عامة 0 وكانت هذه الصناعة قبل عام 1976 تساهم بقسط وافر في الإدارات السياحية للأردن وهي اليوم مورد رئيس هام للاقتصاد الإسرائيلي ( رَ : السياحة ) 0
4- الوظيفة الصناعية : تقوم في القدس العربية صناعة خفيفة معظمها زراعي كطحن الحبوب وعصر الزيتون وصناعة الصابون وتعليب الخضر واستخراج زيت السمسم وصناعة خشب الزيتون و الصدف 0 وتعد الصناعة الأخيرة من الصناعات السياحية الناجحة 0 وهناك صناعات عربية أخرى مثل صناعات الغزل و النسيج و القاشاني و الخزف و الشمع وقلع الحجارة و البلاط و القرميد و الحلويات و المشروبات الروحية و المياه الغازية و المعجنات والأثاث و اللدائن ( البلاستيك ) و السجاير 0 وتشير الإحصاءات الأردنية لعام 1965 إلى أن عدد المؤسسات الصناعية التي يعمل في كل منها عشرة أشخاص فما يبلغ في القدس العربية 152 مؤسسة تضم نحو 5200 عامل ، ومعظم الصناعات الإسرائيلية خفيفة تتركز في منطقتي تل أرزا شمالي غرب القدس وجفعات شاؤل في غربيها 0 وقد اشتملت القدس في عام 1968 على 368 مؤسسة صناعية صهيونية ، أو 2،6 % من مجموع المؤسسات الصناعية في ( إسرائيل ) 0 وكانت هذه المؤسسات تضم 200،9 عامل ، أو 1،5 % من مجموع عمال الصناعة في ( إسرائيل ) 0
5- الوظيفة التجارية : استفادت القدس من موقعها الجغرافي الذي جعلها مركزاً تجاريا عبر العصور التاريخية 0 فهي تشتمل على أسواق كثيرة تغص بمختلف السلع التجارية 0 ومما يساعد على رواج الحركة التجارية في المدينة المقدسة سهولة اتصالها بالبحر المتوسط و الأجزاء الداخلية لإقليمها المحيط بها بالإضافة إلى اتصالها بالأردن و العراق وسوريا ولبنان وأقطار الجزيرة العربية 0 ولا شك أن الحركة السياحية ساهمت كثيراً في رواج التجارة داخل المدينة 0 ولا سيما أوقات الأعياد و المناسبات الدينية 0 ومن الطبيعي أن يدفع تزايد عدد سكان المدينة إلى المؤسسات التجارية و المصارف و الأسواق المختلفة لتلبية حاجات السكان الاستهلاكية في البضائع 0 ويزود إقليم القدس المدينة بحاجاتها من الخضر و الفواكه ، وتزود المدينة إقليم بكثير من المنتجات الصناعية والاستهلاكية.
6- الوظيفة الزراعية : لا تعد الزراعة مصدراً من مصادر الثروة لسكان القدس وإن كانت لا تزال مصدرا هاماً لدخل سكان بعض القرى التي ضمت داخل حدود القــــــدس ، وتعتمد الزراعة في منطقة القدس على الأمطار لقلة موارد المياه في المنطقة 0 وقد كانت الحبوب و المحصول الرئيس في الماضي 0 ولكن زراعة الأشجار المثمرة ، ولا سيما الزيتـون و العنب ، حلت محل الحبوب في السنوات الأخيرة بسبب ملاءمتها لطبيعة المنطقة الجبلية ولمردودها الاقتصادي الأفضل 0 وتتركز الزراعة على مصاطب المنحدرات الجبلية حيث تنجح زراعة الأشجار المثمرة و الحرجية ، وفي قيعان الأودية و المنخفضات حيث تنجح زراعة الحبوب والخضر ، ويباع معظم الإنتاج الزراعي في أسواق مدينة القدس 0
ظل توفير المياه للشرب والاستعمالات المنزلية و الزراعية والصناعية المشكلة الرئيسة بالنسبة إلى سكان المدينة المقدسة منذ القدم بسبب قلة الموارد المائية ، وتحصل القدس على المياه بوسائل كثيرة منها تجميع مياه الأمطار في صهاريج أعدت لهذا الغرض ونقل المياه من بعض الآبار و الينابيع القليلة حول المدينة 0 وعندما أراد استهلاك السكان من المياه أصبحت الحاجة ملحة لنقل المياه إلى القدس من مصادر بعيدة فنقلت في عهد الانتداب إلى المدينة في أنابيب من نبع رأس العين 0 وبعد عام 1948 حرمت القدس العربية من هذا المصدر المائي الهام فزودت بالمياه من برك سليمان وعين فارة 0 وبعد عام 1967 عادت المدينة المقدسة تستمد مياهها من نبع العين وعين فارة بالإضافة إلى مصادر أخرى في مستعمرة كفار أوريا بالقرب من القدس
يتبع
مدينة قريات آتا
مدينة قريات آتا هي مدينة يهودية من مدن قضاء حيفا اقيمت فوق الموقع العربي المسمى كفر عطا.وتقع على بعد 14كم شرق حيفا وتعد إحدى المدن التابعة لها. ويستفيد سكانها من قرب مدينتهم إلى حيفا في أعمالهم وتتصل هذه المدينة بطرق معبدةمن الدرجة الأولى بحيفا وعكا وشفا عمرو وصفد ونهاريا والناصرة والعفولة.
تأسست عام 1925 مستعمرة ريفية فوق رقعة منبسطة من سهل عكا ترتفع قرابة 100م عن سطح البحر. وقد هجرها سكانها الصهيونيون أثناء ثورة 1929 وظلت مهجورة حتى عام 1943 عندما أعيد إعمارها وأقيم فيها واحد من أكبر مصانع النسيج في فلسطين.
ومنذ أوائل الستينات تدفق إلى المستعمرة صهيونيون مهاجرون من اليمن فزاد عدد سكانها من 2,300 نسمة عام 1948 إلى 23,450 نسمة عام 1961 و 37,000 نسمة عام 1966. ويعزي كبر حجمهاإلى تدفق المهاجرين الصهيونيين إليها من جهة، واندماج مستعمرةقريات بنيامين فيها وتأليفهما مدينة واحدة من جهة ثانية.
تزدهر الزراعة حول هذه المدينة لتوافر المياه الجوفية وخصب التربة وانبساط الأرض .وأهم منتجاتها الزراعية الحبوب والخضر والأشجار المثمرة ولا سيما أشجار الزيتون وقد تطورت الصناعة فيها بشكل ملموس ولا سيما صناعة المواد الغذائية(الحلويات).
يتبع
مدينة قريات أونو
مدينة صهيونية وتقع قريات أونو على بعد 8كم شرقي يافا. وتعد من المدن التابعة ليافا - تل أبيب، بل هي ضاحية لهما لقربها منهما. وتمر بجهاتها الأربع طرق معبّدة من الدرجة الأولى تمر عبر السهل الساحلي وتصلها بالمدن المجاورة.
تأسست عام 1939 كموشاف على أيدي مهاجرين صهيونيين من أقطار أروبية. وكان اسمها الأصلي كفار أونو نسبة إلى الموضع القديم"أونو" الذي يفترض أن يكون على بعد كيلومترات قليلة إلى الجنوب. وقد اقيمت فوق الأراضي التي سكنتها بعض العشائر البدوية. وأقامت الأربعون عائلة الصهيونية المؤسِسَة للمستعمرة في بادئ الأمر مع هذه العشائر التي تمتلك الأرض. ثم زاد عدد سكان المستعمرة بإقامة عائلات صهيونية أخرى كان يتم تهريب أفرادها إلى فلسطين آنذاك.
بلغ عدد سكانها الذين يرجع معظمهم في أصولهم إلى العراق نحو 377 نسمة عام 1948، وارتفع العدد إلى 6,530 نسمة عام 1951 و إلى 8,363 نسمة عام 1961 وإلى 13,000 عام 1965 وإلى 14,200 عام 1969 وإلى16,900 نسمة عام 1973. ويعمل كثير من سكانها في تل أبيب ، وبالرغم من ذلك فإن قريات أونو نفسها مركز صناعي نشيط يستوعب أعداداً كبيرة من الأيدي العاملة الصناعية. ولذا فوظائف قريات أونو هي الوظيفة الصناعية والوظيفة الزراعية. وأهم منتجاتها الزراعية الحمضيات وأصناف الخضر المتنوعة. وأما أبرز الصناعات فهي الصناعات الغذائية وصناعة الأدوات الكهربائية والآلات والمعادن.
يتبع
مدينة قريات بيالق
تقع مستعمرة قريات بيالق شمال شرق مدينة حيفا. وقد سميت باسم الشاعر العبري المعاصر حاييم نحمان بيالق (بياليك) وتأسست عام 1934 كجزء من منطقة سكنية تمتد شمالي المنطقة الصناعية لخليج حيفا. وموقعها هام لأنها مفترق طرق معبدة رئيسة تمر بسهل عكا وتتجه شمالاًنحوها وجنوباً نحو حيفا وشرقاً نحو قريات آتا وشفا عمرو والناصرة. وقد اقيمت فوق رقعة منبسطة من أراضي سهل عكا على يد 160 عائلة صهيونية مهاجرة من أقطار أوروبية ولا سيما ألمانيا.ثم انضم إلى سكانها الأوائل مهاجرون صهيونيون قدموامن أقطار أوروبية وإفريقية وآسيوية.
بلغ عدد سكانها عام 1944 نحو 900 نسمة. وفي عام 1950 أصبحت مدينة ذات بلدية تشرف على شؤون السكان والعمران. وفي الستينات توسعت المدينة عمرانياً وزاد عدد سكانها بسبب تدفق المهاجرين الصهيونيين إليها للاستيطان فيها. واتجه النمو العمراني للمدينة إلى الشمال على طول الجانب الشرقي لطريق حيفا – وعكا . وتتكون معظم مبانيها من طبقتين وتحيط بها الحدائق والشوارع المستقيمة.
نما عدد سكانها من 7,500 نسمة عام 1959 إلى 13,100 نسمة عام 1969، ووصل العدد إلى 20,700 نسمة عام 1973. وأنشئت في أقصى الجزء الشمالي من المدينة منطقة صناعية جديدة تعد جزءاً من المنطقة الصناعية الكبرى الممتدة شمالي حيفا . وأهم صناعاتها النسيج والأنابيب والمدافيء والمطاحن. وبالقرب منها مصفاة حيفا للنفظ ومطار حيفا. وتعد المدينة جزءاً من التجمع الحضري لمدينة حيفا.
يتبع
مدينة قريات شمونا
قريات شمونا مدينة صهيونية تأسست بتاريخ 16/9/1949 على أنقاض قرية الخالصة العربية اسمها مدينة الثمانية نسبة إلى ثمانية قتلى من الصهيونيين ماتوا عام 1920، على أيدي الثوار الفلسطينيين من أبناء قرية الخالصة العربية عندما هاجموا مستعمرة "كفار جلعادي". وتقع قريات شمونا في سهل الحولة في أقصى شمال فلسطين قرب الحدود مع لبنان على طريق روشبينا – المطلة، وهي من قضاء صفد.
بدأت نشأة المدينة بسيطة عندما أقيم في موضعها الحالي معسكر محلي لاستقبال المهاجرين الصهيونيين الجدد واسكانهم. وفي عام 1950 تحول هذا المعسكر المؤقت إلى مبان دائمة أقيمت فوق أرض السهل بمحاذاة أقدام الحافة الجبلية الغربية. واصبحت هذه المباني منذ ذلك الوقت بلدة صهيونية ذات مجلس بلدي.ويضم هذا الجزء القديم من المدينة بيوتاً صغيرة الحجم تحيط بها المزارع من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية.ولم يكن أمام المدينة من مجال للنمو إلا الجهة الغربية رغم وجود حافة جبلية ضيقة غير صالحة للزراعة.
خططت المدينة الجديدة الواقعة إلى الغرب من المدينة القديمة لتشتمل على مبان سكنية تمتد بمحاذاة الطريق الرئيسة المارة بالمدينة وتتسلق المنحدرات الجبلية الغربية لتصل إلى قمم هذه الحافة.
ونظراً لتزايد حجم البلدة الغربية وضيق رقعة الأرض التي تقوم عليها فقد اتخذ نموها شكلاً عمودياً بالإكثار من الطبقات في المباني السكنية وإذا كانت شبكة الشوارع في المدينة القديمة ذات مستطيل فإنها تتخذ شكلاً دائرياً أو شبه دائري في المدينة الجديدة.
تعد قريات شمونا المركز الحضري الرئيس الذي تتبعه مجموعة مستعمرات صهيونية في الإقليم الشمالي لسهل الحولة. ويمارس هذا المركز وظائف كثيرة في خدمة سكانه وسكان الإقليم المحيط به.
ففي مجال الوظيفة الزراعية يساهم عدد كبير من سكان قريات شمونا في العمل الزراعي التابعة للمستعمرات المجاورة. وأهم الغلات الزراعية التي تزرع في الإقليم بعد تجفيف بحيرة الحولة ومستنقعاتها الحبوب والخضر والفواكه والقطن والشوندر وعباد الشمس. وقد أقيم في المدينة مختبر زراعي يقدم خدماته للمزارعين في الإقليم.
وفي مجال الصناعة تعد قريات شمونا المركز الصناعي الأول في سهل الحولة الشمالي إذ يعمل عدد من السكان في استخراج الحديد من الصخور الممتدة في المرتفعات الغربية. وقد قامت في المدينة صناعات كثيرة أهمها الصناعات المعدنية وصقل المجوهرات والغزل والنسيج وحفظ الفواكه وتعبئتها ,إلى جانب وظيفتي الزراعة والصناعة تمارس المدينة وظائف هامة أخرى مثل الوظيفة الإدارية والوظيفة الثقافية والوظيفة التجارية وغيرها.
أثرت أهمية الإقليم التابع لهذه المدينة في سرعة نموها من ناحيتي السكان والعمران. فقد استقبلت قريات شمونا بعد تطور الإقليم وتجفيف بحيرة الحولة أعداداً متزايدة من السكان أضيفت إلى سكانها الأصليين فنما عددهم من 3,300 نسمة عام 1954 إلى 10,000 نسمة عام 1955 و 16,100 نسمة عام 1973. وتتعرض المدينة باستمرار لضربات المجاهدين الفدائيين الفلسطينيين.
يتبع
مدينة قريات طبعون
قريات طبعون مستعمرة زراعية على أنقاض قرية طبعون العربية تقع في الطرف الشمالي الغربي لسهل مرج بن عامر عند الفتحة الطبيعية التي تصله بسهل عكا. ولذ كان لموقعها الجغرافي أهمية كبيرة من الناحيتين الاستراتيجية والتجارية. وهي على الطريق التي تربط الناصرة بكل من حيفا وعكا وبالقرب من مفترق الطرق الرئيسة الذي تتفرع منه طرق كثيرة إلى حيفا في الشمال الغربي وشفا عمرو وعكا في الشمال والناصرة وطبرية في الشرق والعفولة وبيسان في الجنوب الشرقي والخضيرة وناتانيا في الجنوب الغربي. وتقع قرية طبعون العربية التي احتل اليهود أراضيها عام 1948 وشردوا سكانها إلى الشرق من مستعمرة طبعون .
تقوم المستعمرة على رقعة منبسطة من الأرض تشبه عنق الزجاجة وتنحصر بين أقدام مرتفعات الجليل الغربي الأدنى وأقدام جبل الكرمل.وتنحدر أراضي المستعمرة تدريجياً نحو الشمال الغربي حيث يمر من طرفيها الجنوبي والغربي نهر المقطع قادماً من سهل مرج بن عامر ليصب في خليج عكا.
تتوافر حول المستعمرة مقومات الزراعة الناجحة من خصب التربة وغنى المياه السطحية والجوفية وانبساط الأرض ووجود شبكة طرق رئيسة وبالإضافة إلى المزارع التي تنتج مختلف المحاصيل الزراعية أحيطت المستعمرة بغابات من البلوط والصنوبر جعلت منها بيئة سياحية جاذبة للسياح من الداخل والخارج.
تعد قريات طبعون مستعمرة موحدة بعد دمج مستعمرتي قريات أمل وطبعون. وتتألف المستعمرتان كلتاهما من 70 وحدة سكنية.وتعود بداية النشأة إلى عام 1937 عندما أقيمت ضاحية عمالية أطلق عليها اسم قريات أمل فما لبثت أن كبرت بعد الحرب العالمية الثانية واضطر سكانها إلى إقامة ضاحية ثانية إلى الشمال من ضاحيتهم سميت طبعون. وقد اعتمد السكان على الزراعة في الماضي مع اعتماد بعضهم على العمل في حيفا. واستخدمت طبعون بعد عام 1948 منتجعاً يقضي السكان عطلتهم فيه. وفي عام 1957 بلغ عدد سكان قريات أمل 4,000 نسمة وعدد سكان طبعون 4,850 نسمة.وتقرر في العام نفسه توحيد الضاحيتين فيما عرف بقريات طبعون.وبلغ عدد سكان المستعمرة الموحدة في عام 1965 نحو 9,950 نسمة وهم من أصل أوروبي وفي عام 1973 بلغ عددهم إلى 10,700 نسمة.
ويعد قطاع السياحة والتنزه أهم القطاعات الاقتصادية في المستعمرة لتوافر المقومات السياحية فيها من مناظر طبيعية جميلة إلى آثار كثيرة بينها وبين شفا عمرو. ويقع مشروع إسكان البدو إلى الشمال الغربي من قريات طبعون ويطلق عليه اسم بسمة طبعون.
يتبع
مدينة قريات غات
مستعمرة صهيونية من مستعمرات منطقة عسقلان أقيمت عام 1954 على أراضي قريتي الفالوجة وعراق المنشية العربيتين التابعتين لقضاء غزة. وتقع بجوار مستعمرة "جت"الصهيونية التي أقيمت على أراضي قرية عراق المنشية قبل عام 1948.
تمتد قريات غات فوق رقعة واسعة من أراضي شمالي بير السبع التي تتكون منها أقدام هضبة الخليل. ولذا يحدد موضعها خط الانقطاع بين البيئتين الجبلية شرقاً والسهلية الساحلية غرباً، والبيئتين الصحراوية جنوباً والمتوسطية (شبه الرطبة)شمالاً.وقد أكتسبت المستعمرة نتيجة لحيوية موقعها أهمية خاصة فنما عمرانها بسرعة خلال فترة قصيرة من الزمن.
تعد قريات غات عاصمة قطاع "لاخيش" الذي بلغ تعداد مستعمراته63 مستعمرة. وقد تم تحويل وادي عراق المنشية - الفالوجة من مجراه الأصلي إلى مجرى جديد آخر لتحاشي مروره بقريات غات. وربطت المستعمرة بشبكة مواصلات جديدة مع النقب والسهل الساحلي والمنطقة الوسطى من فلسطين فأضحت بوابة النقب الشماليةلأنها تتصل ببير السبع بطرق معبدة وخط سكة حديد يصبها أيضاً بميناء أسدود.
نما عدد سكانها من 18,000 نسمة عام 1965 إلى 21,000 نسمة عام 1973 معظمهم من الصهيونيين الذين قدموامن المجر والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وشمال إفريقيا . وتعد قريات غات مستعمرة صناعية وزراعية في آن واحد، ومن صناعاتها تكرير السكر وصقل الألماس ، والورق والادوات المنزلية والثلج والمواد الكيمائية، والأنسجة الصوفية والأجزاء الألكترونية واللدائن (البلاستيك) والمعلبات وتعبئة الحمضيات، وحلج القطن، والكمامات الواقية من الغازات.
وتستغل الأراضي المحيطة بالمستعمرة في زراعة المحاصيل الحقلية والشوندر السكري والقطن والحمضيات بالإضافة إلى المحاصيل العلفية. وفي المستعمرة محلات تجارية متنوعة ومدارس كثيرة لمختلف المراحل.
يتبع
مدينة قريات موتسكين
مستعمرة صهيونية تقع شمالي شرقي حيفا وترتبط بها بطرق معبدة رئيسة. وقد تاسست بتاريخ 9/10/1934 تخليداً لذكرى "ليوموتسكين: أحد زعماء الصهيونية في أوائل القرن العشرين.
وكانت وظيفتها الأساسية إسكان المستوطنين الصهيونيين ضمن مشروع المستعمرات السكنية الواقعة شمال منطقة خليج حيفا.
وكانت غالبية سكانها الأوائل من الصهيونيين المهاجرين من أروبا الشرقية.
تألفت من بيوت سكنية صغيرة تحيط بها الحدائق
شهدت المستعمرة فيما بعد تطوراً في نموها السكاني والعمراني إذ تدفقت إليها جموع المهاجرين الصهيونيين فزاد عدد سكانها من مئات قليلة في أواخرالثلاثينيات إلى 3,700 نسمة عام 1948 و 13,800 نسمة عام 1969 و 19,000 نسمة عام 1973.
وواكب نمو سكانها توسع أفقي وآخر عمودي في مبانيها فامتدت المعمور في جميع الجهات تقريباً، ولا سيما على طول الطرق، وشيدت العمارات العالية لاستيعاب آلاف العائلات ومن الطبيعي أن تتنوع وظائف المستعمرة من الوظيفة الزراعية إلى التجارية فالصناعية. ففي مجال الزراعة تمتلك المستعمرة 2,500 دونم من الأراضي الزراعية ذات التربة الخصيبة التي تنتج زراعة كثيفة فيها مختلف أصناف الحبوب والخضر والفواكه. وفي مجال التجارة تعد المستعمرة مركزاً تجارياً لمجموعة المستعمرات القريبة منها. وقد خطت خطوات واسعة نحو تطوير الصناعة، ولا سيما المشروعات الصناعية الصغيرة. وهي تنتج مصنوعات تعتمد على الخامات الزراعية المحلية. ويقوم معسكر للجيش على بعد 600م غربيها.
يتبع
مدينة قريات يم
مستعمرة صهيونية تقع بجوار الشاطئ على مسافة قريبة شمال شرقي حيفا وتكوّن مع المستعمرات المجاورة تجمعاً حضرياً لحيفا على غرار التجمع الحضري لتل أبيب وقد تأسست هذه المستعمرة عام 1946 على أيدي صهيونيين مهاجرين من أروبا.
وأقيمت فوق أرض منبسطة من سهل عكا. ومناخها معتدل وأمطارها تكفي لقيام زراعة ناجحة فالمياه السطحية والجوفية حولها متوافرة وتربتها الخصبة تصلح لزراعة الحبوب والخضر والأشجار المثمرة.
بلغ عدد سكانها عام 1948 نحو 650 نسمة وزاد إلى 10,350 نسمة عام 1961 و إلى 16,000 نسمة عام 1969 و إلى 22,000 نسمة عام 1973.
استفاد سكانها من قربها من حيفا وسهولة الاتصال بها فاتجه الكثيرون منهم إلى العمل فيها نهاراً في حين ظلت إقامتهم في قريات يم.
تطورت المنطقة الصناعية التي أنشئت داخل الحدود البلدية لقريات يم حتى أستوعبت في السنوات الأخيرة أعداداً أكبر من الأيدي العاملة. وتعد هذه المنطقة الصناعية جزءاً من المنطقة الصناعية الكبرى داخل التجمع الحضري لإقليم حيفا.
يتبع
بلدة قفين
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة طولكرم مسافة 22كم، وهي آخر أعمال قضاء طولكرم من جهة الشمال تصلها طريق معبدة طولها 3 كم بطريق يعبد - باقة الغربية - شويكة - طولكرم وكلمة (قفين) تعني حجارة وصخورا باللغة الآرامية، يصل إليها طريق محلي معبد يربطها بالطريق الرئيسي وطوله 1.8كم يحدها من الشمال برطعة وزبدة ومن الجنوب نزلة عيسى والنزلة الشرقية ومن الشرق أفراسين ومن الغرب خطوط الهدنة تقع على رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي والأوسط وتمتد أراضيها نحو الشمال الغربي إلى وادي خلة صالح وترتفع عن سطح البحر 125م والمساحة العمرانية للقرية 440 دونماً، ومساحة أراضيها حوالي 23755 دونم وقد خسرت البلدة معظم أراضيها إثر اتفاقية رودس للهدنة عام 1949م، يزرع في أراضيها الحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة وتشغل أشجار الزيتون أكبر مساحة بين الأشجار المثمرة والتي تحيط بالبلدة من جميع الجهات باستثناء الجهة الشرقية .
في القرية مدارس لجميع المراحل الدراسية وفيها مجلس قروي بالإضافة إلى عيادة صحية عامة
وبلغ عدد سكانها عام 1922حوالي 721 نسمة ارتفع إلى 1570 نسمة عام 1945م، وبلغ عدد سكانها عام 1961م بعد الاحتلال حوالي 2457 نسمة ارتفع إلى 5000 نسمة عام 1980م ويعود سكان القرية بأصولهم من بئر السبع وقرى عارورة ويالو والخليل .
يتبع
مدينة قَلْقِيلية
قلقيلية مدينة عربية من قضاء طولكرم تقع على مسافة 16كم إلى جنوب الجنوب الغربي من مدينة طولكرم ، يصل إليها طريق رئيسي يربطها بمدينة نابلس وتبعد عنها 30كم، وتتبع لبلدية قلقيلية 11 قرية وخربة وأكبر هذه القرى من حيث عدد السكان هي قرية عزون، تتميز المدينة بموقعها الجغرافي الهام لوقوعها في السهل الساحلي، وكانت قديماً محطة مرور القوافل التجارية وعقدة مواصلات هامة لطرق كثيرة تربطها بمدن فلسطين مثل طولكرم ونابلس وغزة والقدس والخليل وتبعد عن القدس مسافة 75كم وعن البحر المتوسط 14كم .
ترتفع عن سطح البحر 60م وتبلغ المساحة العمرانية للمدينة 2700 دونم فيها مجلس بلدي وهي مدينة كنعانية كانت تعرف باسم (قالقاليا) وعرفت في العهد الروماني باسم (كاليكيليا) كانت مساحة أراضيها قبل النكبة عام 1948م حوالي 27915 دونم وعلى أثر النكبة سلبت معظم أراضيها الزراعية ولا سيما الأراضي السهلية الساحلية سوى سبعة دونمات مزروعة بالبرتقال والعنب و3آلاف دونم من الأراضي الجبلية الجرداء، وقد أقامت دولة العدو عام 1948م العديد من المستوطنات على أراضي المدينة التي استولت عليها منها (مستوطنة إيال) ومستوطنة (نيفي يمين) يعمل معظم سكان قلقيلية في الزراعة وتتركز على زراعة الحبوب البعلية واللوزيات والخضراوات التي تزرع في المناطق الشرقية في حين تتركز الخضراوات المروية في المناطق الغربية والشمالية الغربية، ويهتم سكانها أيضاً بتربية المواشي، وأهم المنتوجات الصناعية صناعة المواد الغذائية ومنتجات الألبان وزيت الزيتون وصناعة الصابون والزجاج وبلغ عدد سكانها عام 1922حوالي 2803 نسمة ارتفع إلى 5850 نسمة عام 1945م، وبلغ عدد سكانها عام 1967 بعد الاحتلال حوالي 8900 نسمة ارتفع إلى 2000 نسمة عام 1980م.
في قلقيلية ثماني مدارس ومعهد شرعي و مسجدان ومركز طبي، يتوفر فيها المرافق والخدمات كشبكة المياه التي تصل معظم بيوتها وشبكة كهرباء، وفيها مجلس بلدي أقيم سنة 1965م على جميع الخدمات والمرافق العامة، وفيها مركز للقضاء يحمل اسمها.
في المدينة العديد من الجمعيات والنوادي الخيرية والنوادي للشباب وجمعيات تعاونية تشرف الجمعيات الخيرية على مركز لتأهيل الفتيات ومعهد للصم والبكم وروضة أطفال ومركز لمحو الأمية، ويوجد فيها لجنة زكاة تقوم على إعالة العائلات الفقيرة والأيتام والعديد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم .
وقعت في قلقيلية مذبحة إذ دخلت كتيبة من الجيش الصهيوني عام 1956م وهاجمت المدينة وتصدى السكان لهذا الغزو وسقط قرابة 70 شهيداً من سكان المدينة والقرى المجاورة .
يتبع