أخي الحبيب ،الباحث عدنان:
لاشك ،أنك معي ،أن البحث العلمي الجاد ،يعتمد ،قبل تقرير النتائج ،إلى جمع الروايات ودراستها ،بمقارنة مصادرها وترتيبها ،للوصول إلى الاقتراب من الحقيقة المبتغاة من البحث .
ولأن التاريخ الإسلامي شائك عسر ،فسيتطلب تناوله حذراً شديداً ،لاختلاط الهوى والعصبية في رواياته ،ولا وسيلة في ذلك ،سوى دراسة أسانيد الأخبار بدقة ،لتُعرف صحة الأخبار ،واتجاه الراوي وغاياته .
وموضوع ( الشيعة )،هام وشائك ،وبالتالي يتطلب الكثير من الهدوء والحيطة فيما نتوصل إليه .
وببحثك الممتع عن الشيعة ،قمت بدراسة جادة ،في تناول موضوع نحتاج إلى صوت ( عاقل)يفهم حركة التاريخ ،ويسبر أبعادها .لكنني أقول إنك تسرعت قليلا في قبول الأخبار ،واعتمادها كقاعدة توصل إلى النتائج المبتغاة من البحث ،ولم تنتبه إلى ( تعديل ) رجالات أسانيد الأخبار ،مكتفياً ،بقال الطبري ،أو قال غيره ،كأن قولهم ثابتاً وقاعدة ثابتة ،لا وجه آخر لها !
والحديث الشريف الذي سقته عن ( الشيعة) برواية محمد بن علي ( ابن الحنفية ) مرسل،وروي بنحوه عن ابن عباس بإسناد تالف . وعيسى بن فرقد يروي عن الكذابين والمتروكين .وأبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي ،أخباري ،متروك ،لا يعتد به .
وأما تمسُّك الشيعة بهذا الحديث ،فهو أمر آخر تماماً ،يختلف عن صحة الخبر أو فساده.
وكل الخير لك ،بانتظار تتمة بحثك القيم الهام .