[align=justify]
اشتهر الفنان والكاتب والمنتج السوري الراحل نهاد قلعي بمقولة: (( إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا فعليك أن تعرف ماذا يجري في البرازيل ))
إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في تونس فعليك أن تعرف ماذا يجري في مالي وفي الجزائر، عليك أن تعرف ماذا يجري في مصر وفي ليبيا....
الثورة العربية الجديدة ضد الاستعباد على أشكاله داخلياً وخارجيا لم تخضها الشعوب فقط على حكامها وأنظمتها.. إنما تخوضها على النظام العالمي والدول المستعمرة وفكر المستعمر الذي ما زال يعتبر بلادنا مستعمراته وكل شعوب دول ما يعرف بالعالم الثالث مجرد عبيد في مزارعه الاستعمارية ( هنود حمر وعبيد )!!
هناك مثل مصري شعبي يقول: " ظل يتمسكن حتى يتمكن " وهذا حال الدول الغربية الاستعمارية معنا.. كانت هكذا وستبقى...
- تركة الرجل الأبيض -
فوجئت الدول الغربية الاستعمارية في البداية بشرارة الثورة منذ أن انطلقت في تونس فمصر بأسلوب حضاري مبهر، فهم كانوا يخططون لسيناريو مختلف يتم فيه تفكيك العالم العربي إلى كانتونات عرقية وطائفية..
لم تدم صدمتهم طويلاً، وسرعان ما أعادوا ترتيب أوراقهم والتي تبدأ بالتظاهر وادعاء مناصرة الشعوب وحقوقها حتى يتمكنوا من التسلل وتنفيذ مخططاتهم الجديدة القديمة المتجددة..
تركوا الشعوب العربية تقوم بثوراتها ودخلنا اليوم بمرحلة يعملون فيها على هدم هذه الثورات ووأد إنجازاتها وتحويل البلاد التي نجحت فيها الثورة إلى دول فاشلة في سبيل إثبات أن ثورات التحرر في الوطن العربي تهدم الأوطان.
موضوع ثورات الشعوب مخاض طويل يحتاج نصف قرن من الزمن على الأقل حتى يتخلص من الشوائب والجهلة واللصوص والعملاء الذين يتعلقون بأهداب الثورة حتى تثمر، حتى لو كانت ثورة سلمية، فالأطماع موجودة وتلعب على ساحة الفوضى، خصوصاً أنه لا يوجد مجتمعات كل مكوناتها من الملائكة، فهناك اللصوص وحتى المجرمين وهناك الفساد وهناك العملاء وهنار تجار السياسة والوطنية والأوطان وحتى الدين ..
نريد من القوى الوطنية التونسية على اختلاف مشاربها التمتع بالوعي الكافي لإنقاذ الثورة والدفاع عن حقوق المواطن وتجاوز الفجوات الاجتماعية المنتجة للتطرف وتحرك خلايا الفساد والعمالة على أنواعه
عملاء فرنسا هم الذين قتلوا شكري بلعيد، ولا بد أن يتم العثور عليهم ومحاكمتهم - أو هذا ما نرجو - وغير هذا يعني أن تونس وثورتها وتحررها في دائرة الخطر- خطر شديد - وشديد.
لا يجوز أن يسمح لفرنسا أن تتصرف مع تونس كمستعمرة وأن تقرر من هي القوى الديمقراطية، ولا بد من الدفاع عن الثورة والسيادة الوطنية..
موضوع تونس اليوم ينذر بالخطر الشديد، وعليه أتمنى من كل مثقفي نور الأدب التعاون على هذا الملف لإجراء قراءة سليمة للوضع التونسي ، فنحن نحتاج أن نناقش ما يجري على أرض وطننا العربي بمنهج ديمقراطي سليم يفتح مزيد النوافذ على المشهد ويؤسس لفهم سليم لمجريات الأمور
بانتظار مداخلاتكم القيمة تفضلوا بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
الأديبة هدى الخطيب
[/align]