رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع
الأستاذ الأديب الشاعر المترجم عادل ، مالفرق بين التيفيناغ والحرف الدراج الآن , وحبذا لو بطرح مقارن، الأمازيغ أمة وشعب له الحق بتراب , ووطن ,, ولغة؟
أهلا أخي Fayloon Syrian التيفيناغ كما تعرف هو الأبجدية الأمازيغية التي دونت بها هذه اللغة الممتدة من جزر الكناري بإسبانيا مرورا ببلاد تمازغا الواسعة بمغاربها الثلاثة الأقصى والأوسط والأدنى مرورا بليبيا إلى واحة سيوا بمصر إلى الصعيد الذي تقطنه قبائل هوارة إلى الهجرات الكتامية الأمازيغية المختلفة على مر عصورها القديمة وهذه الحروف منحوتة في أكثر من موضع بالشمال الإفريقي في مناطقه الشمالية المختلفة والجنوبية بالصحراء الكبرى، وأمة الطوارق الأمازيغية هي الوحيدة التي استمرت في الكتابة بهذه الأبجدية العريقة إلى يومنا هذا وفي هذا الصدد أشارت الباحثة الجزائرية مليكة حشيد بأن هذه الأبجدية قديمة قدم الإنسان الشمال إفريقي ، وهناك من الباحثين من يرجعها إلى سبعة آلاف سنة قبل الحاضر وهي امتداد للحضارة القفصية نسبة إلى إنسان قفصة الماقبل تاريخي وكانت هذه الكتابة تزخرف المصنوعات الفخارية التي أنتجها هذا السلف القديم بعبقرية فذة ولازالت هذه الرموز الموروثة من الأسلاف تنتج بذات الطريقة القديمة بكامل تراب الشمال الإفريقي وعليها نفس الزخارف القفصية القديمة ، وإن المتتبع لظاهرة الوشم العريقة القديمة كظاهرة عقدية طقوسية دينية لدى النساء الأمازيغيات ، وأنا واحد من المتتبعين حيث وجدت أن أبجديتنا الأمازيغية حفظتها أجساد النسوة " عجائز الجيل الماضي الذي بات على عتبة الانقراض والزوال " ، وغالبية الحروف موشومة على أجسادهن لا سيما الوجه والأطراف والأرجل ، كممارسات طوطمية قديمة ، والتيفيناغ أيضا يسجل حضوره في الصناعات التقليدية الأمازيغية على غرار المنسوجات الصوفية بأنواعها المختلفة إضافة إلى صناعة الحلي الفضية إلى تزيين الأواني الفخارية ، كما نجده حاضرا على أجسام الخيول البربرية البيضاء المستعملة في رياضة الفروسية الأمازيغية المنتشرة في بلاد تمازغا الواسعة بمغاربها الثلاثة أو ما يعرف بالفنتازيا مكتوبا بالحناء على أجسادها الجميلة الرشيقة الناصعة ، حيث وجدت أن هذه الظاهرة الوشمية حفظت غالبية الحروف الأمازيغية بشكلها التيفيناغي العتيق ، أما الحرف الدارج الآن فهو تيفيناغ حديث مستمد من القديم الذي اشتغل على معيرته المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب أي أنه أبجدية ممعيرة دخلت إلى لوحة المفاتيح ويمكن الكتابة بها الآن كأبجدية للغة الأمازيغية لأن هناك مخارج حروف في الأمازيغية التي تبلغ ثلاثة وثلاثين حرفا لايمكن أن يستوعبها بشكل صحيح إلا التيفيناغ ، وإنما كتابة الأمازيغية باللغتين العربية والفرنسية فهذا لتسهيلها على القارئ وحسب ..
|