

شرعت كتابي للأفول، أغلقت جفون حرفي الثمل العاصي على رؤياك ،ومددت كفي لتلتقط ضياء العفو منك قطرات خير تستقيم في قلبيّ المسجى في هواك ،وهواك بصيرتي التي لوثها العتاب ،وهواك بحيرة خطّت بعذوبة اﻷمل المترنح بنبيذ الخطايا ،وأنا همسات من فراغات ضباب تهافت مترنحا على حافة السحاب المتطاير الى الهناك،وخابيتي كسرها مدماك الشوق ليلبسني طينها المتشقق باللهفة عطرا يجول تائها , شريداً كروحي في هدير الغسق .
يتلاعب بي موج تيهك, أكلاً أسماك بهجتي ،يفرّ بي الى الهنا ،وتلتف على خاصرة العذاب هسهسات روحك,وتبتعد كحلم سكن المجرة, لأراك مجددا عند اختناقي في بقايا ظلي الأخير في وعاء اﻷنا ،تغسلني بملوحة مائك كطفل وليد يحتضر في ديدن عشقك السرمدي .
أعدني إليّ قبسا من نور العشق يملىء السماء ليتلاشى رويدا رويدا في لحد التماهي, أبقي على أهداب انتظاري بقايا الصقيع .
أحنو إلي كطفل رضيع ،يرضع ثدي السحاب بمقلتيه،ويضيع في بهاء ناظريه ينتظر اللقاء بعد فراق تهالك في لعاب الهوى .
خذني إلي أو ردني إليك شوقا يحترق في جحيم الظنون،جنون جائع لبقايا الجنون،شجون مسحت جؤجؤ أفكاري لأستنسخني في رشيم أنفاس أحلامك ذات مساء.
فاطمة الجنوب