الموضوع: الركن الهادىء
عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 02 / 2013, 01 : 03 PM   رقم المشاركة : [46]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الركن الهادىء

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
مرّت سنة
مرّت سنة .. سنة من عمرنا مرّت .. كلمح البصر .. ربما .. لكنها بكل تأكيد كانت سنة ثقيلة ..
حينما تحاصرنا الأزمات أول ما يظهر منا هو كتلة متدفقة من الشجاعة .. تسري في دماءنا .. وتعلن على الملأ أننا سنقهر الأزمات .. وسنتصدى لها .. وسنطيح بها .. ويحدث هذا .. نعم يحدث هذا ولا أنكر لأننا فعلاً نتسم بالشجاعة الحقيقية والقوة التي لا تقهرها أزمة أو أزمات .. ولكن هناك أمراً لم نكن نلحظه في السابق .. ربما لأننا نصرف جلَّ اهتمامنا إلى النجاح الكبير الذي حققناه في الانتصارات المبجلة على الأزمات .. ولكن لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن هذه النجاحات وهذه الانتصارات لم تكن خالية من بعض الانكسارات وبعض الهزائم .. فلا شيء يدخل النفس ويخرج منها إلا ويترك له أثراً بسيطاً .. ومع تراكم الأزمات يصبح هذا الأثر أكبر قليلاً ويصبح له تأثيراً ونفوذاً علينا فننصاع له بإرادتنا دون أن نحاول مقاومته أو التمرد عليه .
وحتى لا تدخل الأمور في هالة من الغموض لا بد من توضيحها أكثر .. في الماضي كنا حين نخرج من أزمة ما نسامح الجميع ونفتح صفحة بيضاء نكتب فيها يومياتنا من جديد .. هذه الأزمة غير .. لم نسامح الجميع بل ربما لم نسامح أحداً ..
الطيبة اختفت من تعاملنا مع الآخر ..
لم نعد نلتمس الأعذار للآخرين .. ولم نعد نغفر لهم هفواتهم .. ولم يعد مبدأ " حسن النية " له أي وجود على السطح ..
أصبحنا لا نعاتب بعضنا البعض والعتاب كما يقولون " صابون القلوب " أي أنه يذيب كل الخلافات .. أصبحنا لا نتعاتب أبداً فرسخت الخلافات بيننا حتى أصبحت كالسد تعلو وتعلو في وجوهنا فلم نعد نرى من الآخرين أي شيء ..
أصبحنا أقواماً عصبية المزاج .. سهلة الاستفزاز .. صعبة التعامل .. لا شيء يرضيها .. ولا شيء يستدر عطفها .. أو يستميل ودها .. لم تعد الذكريات الجميلة توقظ فينا أية أحاسيس أو مشاعر .. بل لم نعد نفتح علب الذكريات أصلاً ..
لم نعد ننتظر الأحبة على قارعة الطرقات أو تحت الشرفات .. ولم نعد نغفو قرب الهاتف في انتظار رنينه .. ولم نعد ننتظر ساعي البريد ونؤرقه في السؤال "هل من مكتوب لي "
ولم نعد نقول هذه الأغنية اسمعها لأجلك فقط .. لأنها تذكرني بك .. ولم نعد نقول خطرت على بالي .. أو مرَّ طيفك في منامي .. ولم نعد نسأل الليل عن أحد .. ولم نعد نُعدُّ فناجين الصباح لأحد .. ولم نعد ننتظر حبات المطر كي تدق علينا نوافذ المساء .. ولا حتى الريح العاتية ربما بزمجرتها أيقظت قلوباً من سباتها ..
لم نعد نتشارك الفرح مع أحد ..
لم نعد نتقاسم إلا الأحزان .. ولم نعد نذكر إلا الأخطاء .. ولم نعد نحاسب إلا على الهفوات .. وما عاد يسكننا إلا الأرق والقلق .. وما عادت لنا من لغة نتحدث بها سوى لغة الخصام ..
كل هذا حدث في عام واحد فقط .. كل هذا حدث في سنة .. هي فعلا سنة مرّت علينا لكنها كالدهر .. هي سنة مرت بعمر الدهر .. مرّت سنة .. مرّت سنة .

قد يلي هذا الجفاء وهذا الخصام وهذا التباعد ألفة وحميمية وصفاء ..
فمثل ما حدث خلال هذا العام كالفراق وقد قال الشاعر :
وكم يدوم الفراق بلا لقاء ////// ولكن لا لقاء بلا فراق ..
أتمنى أن يكون عتابك الرقيق هذا يا ميساء بذرة تنمو في أرض خصبة هي نور الأدب وما يحفل به من قلوب صافية وأرواح نبيلة ..
شكرا لهذا الطرح المميز .
مع كامل مودتي .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس