شكرا لك الأستاذة الأديبة هدى...وحتى أفتح شهية الرفاق سأبدأ بهذا الحديث المقتضب..
حتى لا نتيه بين المصطلحات والتفسيرات والتصورات المتعلّقة بـ (الثورة) أوجز الكلام في الآتي:
الثورة مشروع حضاري نهضوي إصلاحي ذكي منطلقه وأساسه التاريخ العريق ودراسة عميقة للمجتمع المقبل على الثورة كخيار لا حياد عنه وهذا المشروع ياخذ بعين الاعتبار تعدد الروافد الثقافية ويحترم التنوع العرقي والاختلاف الاديلوجي.
والثورة (تغيير عنيف مفاجئ سريع ) وللثورات الخالدة في العالم مبادئ متأصلة في الشعب ترجمها المفكرون إلى واقع من أجل مستقبل أفضل فكانت النتائج وفق المأمول .. أي إصلاح أوضاع هدم للفاسد وبناء بدله الصالح وتثمين وتطوير الثابت والمحافظة عليه مع جعله يساير العصر..ويحضرني هنا هذا الموقف من السلف الصالح:
كتب والي خرسان إلى عمر بن عبد العزيزقائلا : ( السلام عليكم، أما بعد، فإن اهل خرسان قد ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السوط والسيف، فإن راى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فعلت) فردّ عليه عمر بن عبد العزيز: بهذه الرسالة الحكيمة (أما بعد، فقد بلغني كتابك، تذكر فيه أن أهل خرسان قد ساءت رعيتهم، وانه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، وتسألني أن آذن لك، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم، والسلام)....