من مذكراتي
كانت في التاسعه عشره من عمرها...تسكن الحي المجاور لشروق الشمس
نحيله ممشوقة القوام...بعينين عسليتين ووجه أبيض كأنها القمر...فمها كخاتم
صغير أحاطت به ورده يفوح منه عطر النعناع..بجدائل سوداء طويله...كنت أغار
عليها مني..أحب جدائلها السوداء الطويله...تمشي ملتصقة بضفة النهر تسمع خرير
الماء كأنه سمفونية صباحيه وتنشد أنشودة الحب الابدي...أقتربت منها تبسمت عن فم
تطايرت منه حبات اللؤلؤ وبريقها لترسم قوس قزح في المكان...تبسمت لها وحييتها فوضعت
كفها الصغير بين كفيّ...سرت أمواج الحنين لقلبينا...لتلبسنا ثوب الشوق مطرزا بالوجد
وكان النهر بهدوء أمواجه وصمته المعهود يشهد حالة الاندماج وأنصهار الارواح
قالت أنت الذي أقتربت مني فجعلتني أغني لك على ضفاف النهر وأرقص رقصة
الموت ليغفو قلبي بين أحضانك وعلى نبضات قلبك...وعندما أقترب الماء وأبتل
ثوب الشوق...تركني قمري في ظلام دامس...
من مذكراتي
سلمان الراجحي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|