الخبز والورد
الخبز والورد
ببياقات من الورود وقطعا من الخبز اليابس خرجت نساء الولايات المتحدة في مدينة نيويورك احتجاجا على أوضاعهن
1908 حيث كانت مطالبهن
تخفيض ساعات العمل
منع تشغيل الاطفال
منح المرأة حق الاقتراع
فكانت مظاهرة الخبز والورد اول بداية تشكيل حركة نسائية متحمسة
داخل الولايات المتحدة
خصوصا بعد انضمام نساء الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالية بالمساواة والإنصاف
رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية
ومن هنا بدأ الاحتفال بيوم المرأ ة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرة الورد والخبز
تبنت الأمم المتحدة تلك المناسبة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم
إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة
فقررت غالبية الدول الثامن من آذار فتحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء
عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن
غير أن هذا اليوم لديس ضمانة لحماية المرأة من العنف والآفات الاجتماعية الخطيرة
ولا يمنع استغلالها خاصة وعالمنا يشهد تزايدا في الكوارث تهدد الإنسانية
عن العالم العربي فالتحولات الحالية من قرابة العامين طرحت التساؤلات الكثيرة
حول مصير نساء العالم العربي ،لقد أفرزت ما سُميت بالثورات عن طبقة
جديدة من المحرومات
والمعاقات
والمغتصبات
وإلى آخر ما هنالك من اعتداءات على انوثتها وكيانها وحقها في الحياة الشريفة الكريمة
سنتان من المعاناة والتشرد القسري ،،افتراش المُخيمات ،أضف العنف الطائفي
هل سيأتي الثامن من آذار كما بابا نويل زائر نهاية كل عام حاملا للمرأة العربي
حقوقها كهدية رمزية يضعها لجانب رأسها في العراء !!فتعود لمنزلها معززة مكرمة
تمارس طقوس أمومتها ،وتضحياتها !!
أم أن على المرأة العربية أن تخرج أيضا بالورد والخبز اليابس مُطالبة بعدالة ومساواة وحرية
بينما تنتظر إعانات المنظمات الدولية في مخيمات الشتات لتحصل على قطعة خبز هل تطعمها لأطفالها
أم تخرج للتظاهر بها أمام المُخيمات !!!
جميل أن يأتي عيد المرأة هذا برفقة الربيع ،،فالطبيعة الضاحكة تنهال علينا بالورود
بدل من ان نحملها للتظاهر
على جانب آخر من نساء هذا العيد هناك الأديبات والصحفيات اللواتي لهن معاناتهن ايضا
رغم وفرة الحظ بإيجاد المأوى والمستوى الاجتماعي الذي ربما وصل حد الفاخر
إلا أنهن آثرن الوقوف لجانب إخوتهن النساء في العراء لتغطية أوضاعهن المريرة
كما ولا ننسى بهذا اليوم نضال المرأة العربية الفلسطينية
على كافة مستويات الحياة اجتماعيا ،اقتصاديا ،وثقافيا ،،إنها تتفانى من أجل إنبات جيل مقاوم
يحمل في أعماقة أقصى درجات الصمود والتأهب لمواجهة الكيان المحتل
أخيرا
تقديري لكل من ضحت وتضحي دون انتظار عيد لتفرح به،،إنما بانتظار أمل تبتسم فيه
أمل بأن ينجو أبناءها من رمية قناص ماهر
أو من قبضة حجر
تقديري لتلك المرأة التي تنتظر موعد رحيلها لتلتقي بفلذة أكبادها هناك في السماء
بعيدا عن ظلم البشر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|