الموضوع: الياسمينة
عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 03 / 2013, 26 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى أبوشعر
أديبة تكتب القصة القصيرة و الخاطرة
 





هدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond reputeهدى أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

po الياسمينة

الياسمينة





أمّي ياسمينة دمشق (حوّاء) و أبي هو آدم ..


أخواتي بالترتيب : هند ، أميمة ، خولة ثم هدى أنا و بعدي إخوتي الذكور
عدنان ، مأمون ، منذر ، ياسر ، أسامة و أخيراً الصغيرتان إيمان و هبة الله ...


و لهذا التعداد علاقةٌ بالخاطرة


لكم حبّي





في الأزقّة الضيّقة العتيقة امتدت جذور الياسمينة ، تسامت أغصانها الرقيقة ...
حملت زهراً فاح
عطراً .. فاح عبيرٌ ملأ الدنيا .. بسمة حبٍ ، غُنوَةُ قلبٍ ..
و الياسمينة
عريقة ، رقيقة ، جذورها دقيقة ..


جاء الفارس يحمل قلباً .. يبغي حباً .. يسأل علماً .. بحث طويلاً .. دار الدنيا .. وجد ظلّاً ينبض ألقاً ..


و الياسمينة جذورها امتدت عبر سنين العمر تحمل قصصاً


تبني عمراً .. فيها ، معها عرف الدنيا .. دخل الجنّة .. فيها ، معها وجد الدفء ..
دفءٌ جعل الدنيا كل الدنيا تبدو
جنة .. ترقص طرباً


و الفرح .. الفرح معها ظلٌ صار ..


ملأ العمر قصصاً حلوة .. و الحلوة مازالت ياسمينة ..في جذورها بذور الخير تحمل خيراً


من هنا بدْء الخليقة .. آدمُ يا دنيانا وجد رفيقة .. وجد حوّا .. توأم روحٍ ، نبض قلبٍ ..
ها هنا كلُّ الحقيقة .. من هنا بدْءُ الخليقة .. من هنا بدْءُ الخليقة ..


و حوّا ياسمينة .. أغصانها زهرٌ يلِدُ الثّمرَ .. ثمراتٌ تملأُ دنيانا عطراً


هِنْدٌ بُرعُمُ زهرٍ .. بِنتٌ حلوة تأتي الدنيا ، لها قلبٌ ينبض فيضاً ، يُغدِقُ حُباً ..
يحيا الجنّة لكن أرضاً .. فابنة عُتبة صارت
عَلَماً ، دخلت ديناً نسيت معه حتّى أُحُداً ..
نسيت معه حتّى
حمزة ، فالإيمان ملأ القلب و هِنْدٌ يا دنيانا صارت مثلاً


و الياسمينة في أغصانها نبضٌ آخر ، بُرعم زهرٍ عَرف الحبّ ، أغدق حبّاً ، عاش حبّاً ..
فأميمةُ أمٌّ كانت ، حملت قلباً وسع الدنيا كلّ الدنيا .


و الياسمينة ما فتأت تعطي زهراً ؛ أبيض ، أحمر ، أصفر ، أخضر .. ألوانٌ ترقص في جنتنا طرباً


في البستان كانت زهرة .. صارت بطلة .. في قوتها ، في رهبتها ، في حكمتها يكمن قلبٌ ينسى حتّى دقّة قلبه ..
بنت
الأزور صارت مثلاً تحمل خيراً أين حلّت


و الياسمينة في حضنها دفء ربيعٍ يرسم عمراً ، جذوره عميقة ، حتّى الجذر أغدق ثمرا ً
ثمرٌ من
قحطان تدلى ، و العدنان جدّ نبيٍّ كان ابناً صار جذراً صار ثمراً صار أحلى ..


ثمّ الخير جاء رشيداً و له ابنٌ أَمِنَ الدهر ، فالمأمون تقيّ الأمّة حمل الراية ، نشر العلم ..


و المنذر من قلب الأفراح تجلّى ، و ابن المنذر رأيه أدلى رعيلٌ أوّل شَهِدَ بدراً ..


و العمّارُ كان نجلاً لذاك الياسر أصبح مَثلاً .. قدّم ، أعطى ، عاش العمر مثلٌ يبقى عِلماً أملاً ..


يبقى جذرٌ كان صغيراً ، في أعيننا صغيرٌ يبقى .. جذرٌ حلوٌ ملأ الدنيا بسمة حبٍ ، عطفٌ غدقَ
و الأحبابُ حول أسامة صحبٌ كانوا ، حملوا الراية نسورٌ فتحوا كل الدنيا ..


و الياسمينة متينة متينة .. و الفارس في دنياها عاش العمر .. عَشِقَ الجذر .. عَشِقَ الثمر .. عَشِقَ الياسمينة ..
و الجنّة في حُضن الياسمينة صارت أحلى


نسي معها أرق الليل ، في بسمتها تلاشى الحزن ، نام الهمُّ ، حتى العتمة صار معها الخوف أمناً


و الياسمينة جذورها متينة ، جعلت حتّى اليأس أملاً ، مسحت دمعاً ، داوت جرحاً
قصصاً تُروى صارت مثلاً .. هذي الجنة أضحت مثلاً


و الأزهار حول آدم ترقص طرباً .. تحيا فرحاً ، تحيا عمراً ..


قال يوماً يا حوّاءُ أقطف زهراً يبقى دهراً ، يحفظ ودّاً ، ذكرى حلوة بعدي تبقى ..
و الإيمانُ و هبة الله عهدك عندي أما
م الله .. لا تنسيه .. في عينيك بريق حياةٍ للبنتين أنت هبيه ..
و الإيمان و هبة الل
ه ركنٌ ، ركنٌ يا حوّاء معينٌ يبقى أبد الدهر .. في ثغرهما رحيق السّعد ..
في خطوهما شمس ربيعٍ ..
تسطع ، تحنو بعد البعد ..


و الياسمينة متينةٌ ، متينة .. جذورها ، أوراقها ، أزهارها تنشر حباً يملأ حتى كل الدنيا


لكن يوماً ..فتح الفارس باب الجنة... قال وداعاً .. أوصى حوّا ... ودٌ يبقى،حبٌ يبقى بعد رحيلي ...
وداعاً .. هاقد حان الوقت الصعب... والأحباب على الأبواب..من خيبتهم .. من دهشتهم ..
من أعينهم فاض الدمع ... دمعٌ يبقى يحرق مهجة ... دمع العين لايكفيهم ..
ركضوا
.. صرخوا .. ذلوا .... لايارب ابق آدم زمناً آخر ..
عمراً آخر فالفرح مازال صغيراً يحبو .. ابقِ آدم .. مازال البرعم لم يتفتح بعدُ ...


دوّت صرخة غابت فيها كلُّالدنيا .. دوّت صرخة نسي العمر معها الفرحَ ....
لا
يارب ابقِ آدم .. لا لاترحل ... معك آدم يبقى السعدُ .. معك آدم ننسى البعدَ ...


ضاع الصوت .. خاب الأمل .. سال دمعٌ يحرق مهجة .. يحرق حتى كل الفرحة ...


أُغلق بابٌ ، بابُ الجنة .. والأحباب .. الأحباب عادوا لمّة ...
في جنتهم كانوا عُصبة
.. كانوا حُبّاً ، عطفاً ، ألقاً


في لقياهم ، في لقياكم .. في لقياكم يبقى القلب ينبض عشقاً ، يحيا فرحاً ..
ذكرى الماضي ضوء شعاعٍ يبق
ى أبداً .. حبٌّ يحيا حتى الموت ..


و يوم الأمِّ يأتي ربيعاً .. كلُّ عامٍ يمسح دمعاً .. نحيا عيداً يُنسي الكلّ همّ الدنيا ..
ي
ُنسي ألماً يعصِر ، يعصِر حتى المهجة .. يُنسي فينا حتى البؤسَ ..
يسكب خمرا ، خمر الفرحة.. في أعيننا ي
ُضفي ألقاً .. يُحيي فينا ذكرى اللمّة ..


و الياسمينة متينة متينة .. في أغصانها بقيت زهرة ..
كلّ عامٍ تحكي
قصصاً ، تُنشِد شِعراً تحفظ للأحباب الوُدَّ ..
بقيت زهرة أحزانها عميقة .. في
حضرتكم ، بِكُم معكم ، تنسى الجرح
تروي قصصاً مثل الياسمينة رقيقة ، تهمس دوماً للياسمينة في كلّ عيدٍ و في كل دقيقةٍ
تحكي للياسمينة حكاية بدء الخليقة ..


في الأزقة الضيقة العتيقة امتدت جذور الياسمينة .. تسامت أغصانها الرقيقة ..
حملت زهراً فاح
عطراً ، فاح عبيرٌ ملأ الدنيا
و الحلوة ما زالت ياسمينة و الياسمينة ما زالت متينة ..
من هنا بدء الحقيقة
، من هنا بدء الخليقة ، ها هنا بدء الخليقة




كل عام و أنتم بخير



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
هدى أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس