عودة جميل بثينة
عودة جميل بثينة
--------------
بغداد سايح
--------------
كــانـتْ تُـفـكِّـرُ بـالـسـكاكرِ و الـدّمـى
أو بـالـحـروفِ تـسـيلُ تـهـجُرُني فَـمـا
عــيْــنـانِ تـخـتـصِـرانِ درْبَ جـمـالِـهـا
قــالـتْ لــنـا بـهـما الـهـوى فـتـبسَّما
كـــمْ تـضـحـكانِ و لـلـبـريقِ عـلـيْـهِما
شِــعـرٌ يُـبـعـثِرُ فـــي الـبـآبئِ أنْـجُـما
هــــذي بُـثـيـنةُ تـسْـتـحِمُّ بـأحـرُفـي
فـيـهـا الـخـيـالُ مـــع الـبـهـاءِ تـكـلَّما
يـــا شـاعـراً جــرَحَ الــرؤى فـتـدفّقتْ
روحٌ لــــضـــوءِ دلالِـــهـــا فـتـلَـعْـثـمـا
لا خـــوفَ إنْ نــزفـتْ حــروفُـكَ كـلّـها
فـالـنـبـضُ يــنــزفُ قــبـل ذاكَ تـألُّـمـا
يــا قـلـبَ شـاعـرها تـعـبتَ بـعـشقهِ
هــل لـلـطبيبِ بــأنْ يُـفسِّرَ بـلْسَما؟
جــرحُ الـبـراءةِ فــي الـقـصيدةِ نــازِفٌ
مـــذْ صــارتِ الـكـلِماتُ سـائـرةً دمــا
مــا زلــتُ أُبـصِـرُني عـلـى شُـرُفـاتها
طــفـلاً يـتـيـهُ بــهِ الـحـليبُ لـيُـفْطَما
قــلــبُ الـجـمـيـلةِ جــنّــةٌ لـشُـعُـورِهِ
لـــكــنَّ أســـطُــرَهُ تــقــومُ جـهَـنَّـمـا
عِــشْ بـحْـرَها الـعـربيّ أخـضرَ يـا أنـا
و الموجُ يرسُمُ شهْقتيْنِ على السَّما
إذْ أنّـــهــا أبــــدَ الــمــودّةِ شــاطــئٌ
لــمّــا هــديــرُكَ بــالـنـوارسِ أُغــرِمــا
كــمْ بــتُّ تُـسـكِرُني خُـمـورُ جـمالِها
حــتّــى هــويـتُ بـخـافـقٍ فـتـحـطَّما
شِــعـري سـيـظـمأ لـلـهـيامِ و رُبّــمـا
ســـارتْ بـضـاحـيَةِ الـعـواطفِ زمـزمـا
أســتـاذةٌ هـــيَ لـلأنـوثـةِ و الــنّـدى
مـنـها الـبـهاءُ خُـطـى الـجمالِ تـعلَّما
مَــنْ لـيْـسَ يُـبصِرُ فـيهِ حُـسْنَ بُـثيْنةٍ
فـالـمـوتُ أرحــمُ إذْ جـوارِحُـهُ عـمـى
لـي قلتُ سِلْ كهواكَ و اقْترِفِ الهوى
مـــا جــئـتَ مُـنـهـمرَ الـوفـاءِ لـتُـعْدما
مــا أعـدَمـتْكَ و أنــتَ تـسـرقُ دمـعةً
حـتّـى انـتـهتْ دُرراً و لـمْ تـكُ مُـجْرِما
يـــا لـلـبُثيْنةِ كــمْ تـسـيرُ مـشـاعري
حــيـثُ انـتـصبتُ لـمُـقْلتيْنِ مُـتـرْجِما
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|