الموضوع: أحوال
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 06 / 2008, 18 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

أحوال

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');background-color:limegreen;border:4px inset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
• حين رأت دنيا زاد ما رأت ، جمعت ما تبقى لها من متاع ، وإلى البعيد مضت..
***
• قال:(( الجو خانق .. كل شيء هنا خانق)) .. لمّ ما يملك من متاع الدنيا ، البنطال والقميص وحذاءه الأسود ، ثم مضى .. كان يقصد مكانا بعيدا .. أراد كما روى وقال أن يتنفس هواء نظيفا لا يحمل ما يحمله الهواء هنا من مرض..
***
وحدها شجرة الليمون بقيت هناك .. يظن البعض – عن جهل ربما – !! أنها كشجرة لا تستطيع التحرك من مكانها !!.. يقولون جذورها أقوى وأشد وأصلب من أن تترك لها حرية الحركة .. لكن كل هذا غير صحيح .. فشجرة الليمون كانت تستطيع ، لو أرادت ، أن ترحل تاركة جذورها وجزءا من ساقها في الأرض .. لكنها فضلت البقاء.. هذه الشجرة كانت عاشقة من نوع خاص .. أحبت الشباك القريب من أغصانها والبركة الصغيرة وزقزقة العصافير .. وكلما أطلقت النافورة ماءها الصافي العذب ، كانت تطلق موالا مليئا بالحيوية والحب .. شجرة الليمون هذه ، لم تكن تريد أن تدخل في مسار هذه القصة !.. لكن حين فردت الورقة بياضها ، كان لا بد من نزول الشجرة وفرد جزء من حكايتها على هذه السطور القليلة ..
***
جارتنا – وهي جميلة – أرادت أن تدخل لب القصة .. لكنني رأيت لأسباب شديدة العلاقة بالأمور الفنية ، أن أبعدها عن هذا الأمر الذي لا يهمها من قريب أو بعيد .. لكنها تصرفت بشكل فظ ، وقامت بإغلاق باب بيتها في وجهي، وما عادت تلقي التحية على زوجتي .. وزيادة في الانتقام ، أخذت ترش الماء أمام الباب كلما مر أحد الأولاد،مما جعل زوجتي تقسم بأن الجارة أم ياسر ترش ماء مسحورا سيجعلنا نتخبط في حياتنا ونضيع ... كل ذلك من أجل قصة يا حضرة الكاتب المحترم – وكان الكلام موجها لي من زوجتي بطبيعة الحال- ..ولأن زوجتي لا تصمت عند الظن أن أحد الجيران يقوم بوضع السحر لنا ..ومنذ ذلك الحين هات ما هب ودب من نق ، لذلك فقد رأيت أن أدخل جارتنا أم ياسر القصة مكرها وأمري لله .. وهاهي تجول وتصول في القصة على هواها .. أليس هذا ما يطلقون عليه الرضوخ للضغوط النفسية ؟؟!!..
***
دنيا زاد ، وصلت إلى بلد آخر ..هناك ، حسب ما قيل لي ، غيرت جلدها وصورتها وهويتها ، فأصبحت دنيا زاد الأخرى .. ولأنها دنيا زاد الأخرى ، فقد تزوجت من رجل جديد متناسية ذكرى زوجها المرحوم ، وأولادها الذين سقطوا وهم يوقدون الشموع .. كانت ، قبل أن تصير دنيا ذاد الأخرى ، كلما سقط منهم واحد تزغرد .. كل أهل المدينة عرفوا شجاعتها وبأسها وصلابتها وحبها للوطن .. هكذا كانت .. أما دنيا زاد الجديدة ، تلك التي خلعت كل ماضيها ، فقد طاب لها العيش في البلد البعيد ، وما عادت تفكر بكل ما هو قديم .!!..
***
في المكان البعيد ،أي هناك في البلد الآخر ، لم يكن الجو خانقا .. هكذا قال حين استقر به المقام .. وضعوه في مركز يليق بسمعته وعلو شأنه ... قال وهو يتلفت خيفة أن يراه أحد ممن يعرف أو لا يعرف : (( وماذا يجري إذا نظفت الطرقات ))؟!!.. من قبل لم يكن يعجبه العجب ..!! أما الآن فها هو يرضى أن يكون مجرد عامل نظافة .. علق الشهادة الجامعية على الجدار ، وعلق صورته التي تظهر فيها ربطة العنق على جدار آخر .. ومع الأيام ، أو قل مع مرور الوقت ، نسي أنه كان رئيس قسم الأجهزة الإلكترونية في البلد الأول .. أصبح مسكونا بالطرقات التي تحتاج إلى تنظيف ، وأصبح عاشقا لتقليب وتفتيش القمامة .. وهناك ، في البلد البعيد الغريب ، تزوج من امرأة طلقت خمس مرات من قبل .. كان يطمع بالبيت والسيارة والمال .. وبطبيعة الحال ، لم يرزق بولد، كل الأطباء أجمعوا على أنه رجل عقيم ..
***
شجرة الليمون غسلت كل أغصانها وهي ترقص رقصتها الرائعة مع حبات المطر ... وحين أطلت الشمس صافحتها ومدت شعرها على شواطئ خيوطها الذهبية .. وبقيت الأيام تدور دورتها العادية وتسير بخطاها الموزونة إلى الأمام ....
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس