عبثاً أحاول أن أنساكِ..
عبثاً أحاول أن ألغيكِ من ذاكرتي..
بل عبثاً أحاول أن أتجاهل حلو أيامي معكِ.
أميرتي:
أخبريني عن معنى الهجران، ولم كلُّ هذا الجحود، وأنتِ موقنةٌ أنك مازلتِ أميرةَ مؤقِ القلب وعينَ العين وحبْرَ كلماتِ رقيق قصائد الغزل ودفقَ مفردات ِسعادات الأيام ؟
أخبريني، أما ترين يدي الناحلة كيف تمتد نحوك مرة تلو المرة، وأنت تصرين، في كلِّ حين، أن تبني جداراً شاكياً بيننا، فتعتكفي في عتمة مدينة هجْرك، وتتلفعي بسواد ظلال قاتم شكك، وتخنقي عن عمدٍ ميلادَ كلِّ صلح خير بيننا، أوأيَّ بادرةِ أملِ عودةٍ لنا !
فلمن أشكوك إذن، وممن أطلب سوى الله الرجاءَ بعدك؟!
هل حقاًّ ضاع عندك كلُّ شيء، ورحل حقاًّ كلُّ شيء، وما بقي سوى رماد الذكرى، وشوك الفراق، فطويتِ ببساطةٍ عمرَ العمرِ، وزمنَ الزمن، وربيعَ الربيع، وجعلتِ وَجْدي بك صفحة منسية تراكمَ عليها غبارُ النسيان، وماعاد الماضي عندك سوى باهتِ حروفِِ داثرِأطلالِ تزعزعها ريحٌ جموحٌ عاتية؟
هل تريدني أن أركض حافياً في الشوارع، وأنا أردد ملء الفم: أحبك أميرتي ! فيتراكض خلفي الصغار وهم يصيحون : (بَعْرو.. بَعْرو)، (هاوِسْ..هاوسْ) ؟!
ولم لانحاول أن نرى معاً في كلانا الجانب المضيء، وننسى عتمة كلِّ الأمكنةِ ورطوبة وحشتها،فنهمل في لحظة صدق شغف إثارة عفن كامن عيوبنا والتلذذ بلوكها،فنغلفها بجميل حسن الاحتواء ؟
تعالي حبيبيتي، تعالي أميرتي، فقد سئمتُ كلَّ انتظار، وما أستطيع نسيانَ نيسان العمر،فالحنين يبقى كله لك، وبوحُ الشعر يُنْظم لك وحدك،فنحن قد نقع سبع مرات لكننا نقوم ثماني ،فلماذا لانحوِّل خيبات الحب إلى زهرات دائمة الضوع في حديقة عمرنا ؟