عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 04 / 2013, 32 : 10 AM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

Post تعب المشوار/ هدى الخطيب

وحدك يا دنيا رح تبقي ونحنا زوار
[align=justify]
ظريفة


" ظريفة " واحدة من أهم الشخصيات في حياتي، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته...

هي أم لم تلد

حب يحتل مساحة هامة في مشاعري واسم له مكانة كبيرة في قلبي وجزء لا يتجزأ من وجداني وشخصية رئيسية في حياتي لها قدرها ومكانتها الكبيرة جداً عندي.

أمي نشأت وتربت على يديها وأنا وأختي كذلك، وحتى لابني نصيب وإن يسير من تعبها واحتضانها...

غابت عن الحياة منذ خمسة عشر عاماً، لكنها لا تغيب يوماً عن حياتنا وذاكرتنا ونذكرها مراراً وتكراراً كل يوم، أمي وأنا وأختي...

لماذا أكتب عنها اليوم، أو بمعنى أصح لماذا تأخرت إلى اليوم بالكتابة عنها؟!

ربما لشدة قربها من نفسي وانصهارها في كينونتي لم أفكر بالكتابة عنها..

دائماً في ذكرى ميلادي أتذكر عبارتها وتأكيدها: " واحد نيسان يوم الكذب وأنت واحدين (11) يعني كذبتين مع بعض " وتضيف: " اخرطِ كوسى ( 1) لأقولك، الله لا يخليني إذا ما بحرمك الكذب "

وأضحك.. أضحك من قلبي، وكأني عدت طفلة، وأذرف دمعة حب وشوق وأقرأ لروحها الفاتحة..

خيالي الخصب منذ الطفولة كانت مرتعا له ، وكانت أحياناً عندما تكتشف كل قصة أنسجها لها من بنات خيالي تعاقبني وأكثر من مرة أدخلت قرن الفلفل الأحمر في فمي وألهبت به لساني، وكانت تقول أني أتنفس الكذب مع الهواء، وعبثاً حاولت أمي إقناعها أن هذا الخيال موهبة وملكة ورثتها عن أبي وأن أساتذتي في المدرسة معجبون جدا بخيالي وما أكتبه معظمه يعلق على جريدة الحائط " وحتى حين نلت وساماً وفزت بالمركز الأول لمسابقة نظمتها وزارة التربية عن قصة خيالية كتبتها وكنت لم أتجاوز العاشرة من عمري إلا ببضعة أشهر، لم تشعرني أن هذا أسعدها ولكني كنت أعلم أنها سعيدة بي وأنها تتندر أمام الناس بما أرويه لها وهي تحدثهم عن شدة ذكائي وخفة ظلّي.

في التاريخ المزور والممزوج بكثير من الأساطير الذي كنا ندرسه في المرحلة الابتدائية، ومعظمه عن الفينيقيين وأساطير أدونيس وعشتروت كنت أجد مرتعاً خصباً لحكاياتي التي كنت أنسجها لها على كيفي.. وكنتُ دائماً أعيد صياغة الأشخاص والحوادث بما يتناسب مع شخصيتها ورؤيتها، فكريستوف كولومبوس - لأني تعاطفت معه – مفبركة قصة طويلة، جعلته لها مسلماً مؤمناً متهجداً قتله أميركو فاستوبشي وهو يصلي، حتى يسرق منه مجده ويجعل أميركا تكنى باسمه بدلاً عن كولومبوس، وبالتأكيد كنتُ سعيدة جداً حين ذرفتْ دمعة تأثر على كولومبوس وقرأت عن روحه الفاتحة ولم تنس أن تلعن أميركو وتدعو عليه بنار جهنم، ومع هذا كانت شديدة الذكاء وغالباً تكتشف ما أفبركه لها.

في مثل هذا اليوم أتذكرها أكثر وأذرف المزيد من الدموع ورغم كل قوالب الكعك في أعياد ميلادي على طول العمر فما أسعدني وأبهجني كالذي كانت تعده ولم أتذوق أطيب ولا أشهى من القالب الذي كانت تصنعه بيديها الحبيبتين ، وما زال طعمه في مسارب روحي وسيبقى.
**

أندريا
[/align]
[align=justify]
صديقتي الأديبة الأميركية أندريا لورنز – أو أندي – صديقتي الإنسانية الرائعة والعربية الهوى أكثر من بعض العرب والفلسطينية أكثر من بعض الفلسطينيين، وصداقتنا الرائعة التي عاشت سنوات بطول هجرتي حتى كاد الناس لا يميزون بيني وبينها وما كان ليفرقنا غير ذلك السرطان اللعين الذي أودى بها!
كندا بعد رحيل أندريا تغير وجهها وعادت لي منفى كما كانت قبلها.. كندا التي لم تعد فيها أندريا لا تشبه غير المنفى ومجرد آثار تدل على نبع غزير من المحبة والألفة والجمال كان هنا يتدفق...
كثير من الأماكن والمدن والقرى ما عدت حتى أجرؤ على الاقتراب منها وحدي دونها حتى لا يصبح الشعور بالفقد موجع شديد الألم، فالأماكن لها ذاكرة من الحنين وفية تلسعنا إن تحديناها..
11 نيسان في مثل هذا اليوم لا بد لي أن أتذكر اندي وأذرف دموع الفقد والشوق، كان لها في ذكرى ميلادي طقوس وكانت تصر أن يختلف عيد ميلادي عن أعياد الناس – لأني فيها هدى – وهدى كما كانت تقول أثمن وأعز الماسات في عرفها بين البشر..
مرة في طائرة زوجها الخاصة حلقت بي إلى مطعم فوق قمة لا طريق له غير الطائرة ومطارها الصغير فكان أكثر الاحتفالات سحراً، ومرة فرقة وموسيقى خاصة من أجل ميلادي... واحتفلت بي كل مرة بطريقة مختلفة، لعل أعزها منقوشاً على صفحات ذاكرتي ذلك الذي كان في مخيم على الحدود بين أميركا وكندا حيث كنا نعتصم فيه من أجل فلسطين ومعنا عدد من السيدات الناشطات...
وكان أهم من كل هذا لمسات الحب الذي تحيطني به وحفظ كل ما يخصني بطريقة نادرة واهتمامها في كل عام أن يكون هذا اليوم استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
طلعت
تعودت في كل عام أن يكون أول من يهنئني في الوقت المناسب محتسباً توقيت ولادتي بالتحديد، وكنت أسمع بصوته الرائع ينساب عبر أسلاك الهاتف أجمل القصائد، وحسب مقولته فعيد ميلاد الأميرة (كما كان يلقبني) لا يوسم بأقل من الشعر، وفي أوراق99 وفي نور الأدب كان لي في زمانه أعياد استثنائية لم تزل في طيات الملفات تبكي ذلك الزمان الذي رحل ولن يعود.
رحلت يا طلعت عن نور الأدب وعن كل هذا العالم الغريب ورحلت معك المعاني الجميلة..
كنت زائراً يا غالي وكلنا في هذا العالم زوار.. غداً نرحل ولا يبقى منا إلا ما تركناه من صدق ووفاء ونبل وقيم إنسانية صادقة وحقيقية صامدة لا تتغير ولا تتبدل.


تلقيت الكثير من الاتصالات وبطاقات التهنئة والزهور والدببة وكان أجمل وأعز اتصال أبهجني اتصال الصديقة الغالية نصيرة...
مساحة نور الأدب تزداد ضيقاً عليّ وأزداد غربة بين دروبه واختناقاً كأن روحي تصعد وتنسل من بين جنبات نفسي كلما اقتربت منه وما عدت أجد فيه نسمة هواء أتنسمها!
أي مكان يتحول إلى أطلال وقطعة من الجحيم حين يفتقد إلى المحبة ويضل الوفاء طريقه بين مرتاديه...
ما أجمل أن يكون لنا أصدقاء حقيقيون ولا تذهب سنوات حياتنا بينهم هدراً.
***

1- خرط الكوسى تعبير شعبي يعنون به الكذب، ويقال عمن يكذب " يخرط كوسى ".
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس