[بغداد سايح]

كُتبتْ على الساعة 19.37 بمدينة مغنيّة الجزائريّة يوم السبت 13 أبريل2013
رسائل بحرية إلى ابنة القلب -4-
--------------
بغداد سايح
--------------
أثْـمَـلـتْـنـي بـصـوتِـهـا الـبـيْـضـاءُ
رُبَّ خـــمْــرٍ كُــرُومُـهـا الأصْــــداءُ

و احْـتوَتْني بِـزُرْقَتي فـي مـداها
فـاكْـتُبِ الـنبضَ و الـهوى يـا مـاءُ

الأمـانـي رسـائـلُ الـمـوجِ تـهـفو
حـيثُ تُـصغي إلى رؤاها السّماءُ

و هْـيَ تـتلو على رمالِ المعاني
ومْـضةَ الملحِ حينَ يخبو المَساءُ

اِبـنـةُ الـقـلْبِ دالُ دمْـعٍ تـمَشّى
نـــونَ نــبْـعٍ تـــرى هــواهُ الـهـاءُ

كـلّـمـا أيْـقـظـتْ عُـبـابي مِــداداً
دغْــدغـتْـنـي قــصــيـدةٌ زرْقــــاءُ

يـكتُبُ الـنّورسُ الـمدى مُـذْ رآهـا
غـيمةَ الـحُسنِ يشتهيها الشِّتاءُ

لـيْـتَـهـا أمْــطَـرَتْ حَـنـانـاً غــزيـراً
يُـعـشِبُ الـشِّـعرُ بـعـدهُ و الـغِناءُ

أنْـصتَ الوقتُ ذاتَ عشقٍ غزاها
فـاسْـتضاءَ الـسّـكوتُ و الإصـغـاءُ

يـسـمَعُ الـعُـمْرُ لـهفةً و اشْـتِياقاً
عـــنْ كـــلامٍ تـخـيطُهُ الـحَـسْناءُ

عــنْ مـرايـا تـغـارُ مــنْ مُـقْـلَتَيْها
و عـــنِ الـعِـطْـرِ يـعْـتـريهِ الـبـهاءُ

عـــنْ وِسـاداتِـهـا تُـعـتِّـقُ حُـلْـماً
هـامِـسَ الــدّفءِ لـمْ يـنَلْهُ غِـطاءُ

عــنْ فـسـاتِينِها تُـنـاغي جَـمـالاً
ودَّعــتْ فـيـهِ شـمْسها الأضـواءُ

و عنِ المِشْطِ يُلْهِمُ الشَّعْرَ شِعْراً
و هْـوَ يـسْري على دجىً تَسْتَاءُ

و عـــنِ الـكُـحْلِ بـاركـتْهُ جُـفـونٌ
درْبَ أشــواقِـهـا فــتـاهَ الـفـضـاءُ

عـــــنْ مـنـاديـلِـها تــحِــنُّ لِــــدُرٍّ
فـــي الـمـآقي و لا يـجـودُ بُـكـاءُ

عــنْ حُــروفٍ لـهـا تُـبـرْعِمُ وَجْـداً
و هُــيــامــاً لِــيُــزهِــرَ الإيـــحــاءُ

عـــنْ أزاهـيـرِهـا و تُــرْوى بِـحُـبٍّ
يــــا لِــحُــبٍّ تــقـولُـهُ الأشــيــاءُ

صِـــرْتُ حُــبّـاً تـقُـولُني صَـدَفَـاتٌ
و لَــعَــلِّـي تـخُـطُّـنـي الـكِـبْـريَـاءُ

فـامْـخُـريني بُـنـيَّةَ الـقـلْبِ إنّــي
بــحْـرُ شِــعـرٍ أضـاعَـهُ الـشُّـعَراءُ