سأكون وحدك ..
لأقرأ شارات المرور ..
سأكون ملكك ..
لأقنع أمنياتي أنني الشوق المضرج في زبد البخور ..
سأكون أنت كما أراك هديل نفس تعتلي الحزن على أبواب بعدك في دوار الفكر مرتقبا حماقة إنسان يبور ..
ستكون وحدي ..
واليمام تسلق الريح ليطفو فوق موج الروح يرقب حبة القمح على سيقان سنبلة تراوح غيمة في أفقها إعصار أمطار ورعد يثقب الأجواء يرسو في منابتها حريقا كلما البرق احتوى شحنة العشق على أهداب فضته في مجمع الجفنين في ظُلَم الرياح الهائمات على جناح يمامة خرت قواها والمدى حلم تناثر في هديل الذكريات فأسلمت للحزن قامتها وطاحت لا تساندها الكسور ..
سأكون أنت ..
وكلما البعد احتوانا تصرخ الآهات في الصدفات أنا ليتنا كنا أنا أنت وكنا مثلما كنا ترابا حيث لا بعد ولا موت ولا حزن ولا سهد ولا وأد ولا سيف ولا تيه ولا شيء أنانا أو إنانا أو بماذا نحتبي أو كيف صرنا هكذا لم ندر من يجثو على وقع الخطيئة في خطاك ومن يخبو أمام الريح ومن يغفو على الوجع المضمخ بالسراب ومن يصحو على أنقاض رغبته ومن ينجو بخف النظرة الأولى ومن يلقط جمر فرعون ومن قد ثوب الطهر عنه ومن راح يرعى لا ولا من ينقل العرش ولا الشعر على أطلالنا قيل وكانت هذه الأرض كما كانت سرابا أو خرابا أو قبور ..
ستكونني ..
سيطول عرض الخطوة الأولى بما نخفي وما نبدي وبما نعيد كبدء يقتفي أثر الضياع على قسمات تيه الفقد وأوهام الحيارى ودلالة النيل المؤزر في المعابد والطقوس كما بدت في النقش أو في النحت وفي القول الذي ساد المراسيم الغبية عندهم أو عندنا لا لا يهم ولكن كلما ابتدأت طبول الصحو ننتظر ابتداء الموسم الأشهى في مسرح التأويل وتكثيف الضياء على الممثل كي يموت مضرجا بدم الضحية والظلام يحف تصفيق الجماهير الغفيرة في الفراغ على أوتار ناي يستعيد رضانا أو رضاها وهي تملي وحيها للغيم ألا تمطر الدنيا بغير البدء وها نحن لسنا إلا البرقة الأولى لبدء القطر لكي نحتبي بالمجد في ظلمات معبدهم ويكتمل العبور ..
سأكونها
إذ كانت العتبات تهمس للرصيف بأن جدارنا انهال على أطرافه ظلا فكنا بانهمار الأعين اللاتي ارتأتنا سابحين بغيمنا ليلا تهادى أو تمادى في غيوم لا تراعي عرينا فانطوينا تاركين الظل يرسمنا انحناء ثم لذنا بانتماء من أثير - ليته ظل علينا ثوبنا - في مقام فيه أطفأنا الشفاه فلم تعد للهمس أو للبوح أو للأكل أو للشرب أو للآه ولم تعد عيني للحزن وللدمع وللسهد وما الوقت لدينا غير نخبينا وراحت هذه الأرض ظلالا لتماهٍ لا يماثل غيرنا في ارتعاشات الصدور ...
ستكوننا ..
والصبح في الجنبات يعلن للصنوبر نور شمس تتمطى في ارتحالات الزمان وليتها تروي لنا بفضاء صفرتها وقع أقدام الحبيبة وهي تملي للرصيف حضورها وللمسافر نظرة الشوق التي علقت في الأفق نجما وبالبصيرة تلتقي الراحات معلنة قصر المسافة بين جفنين استراحا في سفوح الأفق وارتسما فتارا في دبيب القلب وبالكلمات ما تملي السطور ..
سنكونها ..
لا .. لم نكن في الذاهبين على خطاهم واقتبسنا الظل فانحرف الغمام إلى سوانا وانتظرنا انتظرنا انتظرنا وصنعنا القول إذ لم نصنع المعنى المشاكس للتفعل ليتنا كنا بهم أثرا وكانوا في مدانا أفقنا أو ثوبنا أو نبضنا اللاهث في أتون الرجفة البكر التي كانت لهم أو ربما كانت بهم غير أنا لم نكن إلا نهاية مطرق نظر الحمائم في المدى حلما تناثر في الرؤى نثرا وشعرا أو فراغا سائغا لغة الحضارة في اختمار الشوق في عبث الحضور ..
...................
عصام الديك