[align=justify]
تحياتي لك دكتور منذر
لقد تأخرت كثيراً بوضع مداخلة رغم قراءتي لهذه الدراسة القيمة منذ اليوم الأول لنشرها
يتحدث كثر عن دور عبد الله بن سبأ تحديداً في زرع هذه الفتنة، وأنا شخصياً أميل لهذا الرأي
كان سيدنا عثمان رضي الله عنه ينتمي لطبقة تختلف عن طبقة بقية الصحابة الكرام في مكة، هذا من جهة ومن جهة أخرى حين بويع للخلافة كان كبير السن وربما هذا ما جعل بعض الدهاة من أقاربه يستطيعون التأثير عليه
بذور الفتنة قد تكون بدأت منذ البداية عند من رؤوا أنه ما دام قد أُبعد الأنصار عن الخلافة وتم حصرها بأهل مكة لكونهم عشيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأولى أن تكون في أهل بيته وبسيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه تحديداً، وأنا أظن السبب ربما لكونه أصغر سناً من الشيخين ولو أن حمزة كرم الله وجهه ورضي عنه كان على قيد الحياة ربما لتنازل له الجميع ووأدت الفتنة في مهدها.
طبعاً أهمية تنقيح سيرة سيدنا عثمان ودراسته بغاية الأهمية لكونه يسير بنا مع الفتنة لتشريحها والسير مع وقائعها مروراً بخلافة سيدنا علي ولنتوقف قليلاً عند أبي سفيان ابن حرب وكثيراً عند معاوية
وربما لو أمكن أن نعود أيضاً عودة سريعة إلى سقيفة بني ساعدة ومبايعة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، والعلاقة الطيبة التي جمعت بينه وبين سيدنا علي والشديدة التلاحم مع ابنه ومروراً بالصلة المتميزة والمتكاملة بين سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا علي ، ونقف عند مجلس الشورة
أتمنى مستقبلاً بالتأكيد فرد مساحة واسعة لمعاوية بن أبي سفيان والخلاف بشأنه ليس فقط بين السنة والشيعة، بل بين السنة أنفسهم، فرأي الصوفية لا يختلف كثيراً عن رأي الشيعة فيه رغم الكراهية بينهما في حين يقف أهل السنة والجماعة يشرّحون أخطاءه من جهة واستئثاره بالسلطة ومن جهة أخرى مزاياه في الفتوحات الإسلامية، لنجد اليوم ربما اتساع أكبر للخلاف حيث يقف أهل المذهب الوهابي والسلفية موقف الدفاع عن معاوية وإضافة عبارة رضي الله عنه عند ذكر اسمه، وإن كانت جميع المذاهب دون استثناء يفضلون أهل البيت رضي الله عنهم نجد مقابل الخطأ الجسيم الذي يقع به الشيعة في كراهية بعض الصحابة الكرام وأولهم الخلفاء الثلاثة وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم أجمعين ، نجد عند أهل السنة خطأ كبير آخر بتسليط الضوء فقط على الصحابة الكرام مقابل تعتيم تام على أهل البيت وهذا التعتيم فيما يبدو استمر بحكم العادة من آثار معاوية الذي كان يحرم ذكر أبا تراب كما كان يلقبه ( سيدنا علي ) استمر هذا حتى عهد عمر بن عبد العزيز الذي أوقف هذه المهزلة ( الفترة طويلة ) فلم يدرس ويتابع الناس أولاد سيدنا علي كما يجب ولا اهتموا بسيرتهم ، وهذه أيضاً فجوة وجفاء غريب من وجهة نظري سقط به السنّة، طبعاً هم يذكرون سيدنا علي كرم الله وجهه لكنهم توقفوا عنده لأن علماء الأمة ربما لم يدرسوا ويتابعوا خلفه.
جميل جداً ما كتبت في سيدنا عثمان رضي الله عنه ومنطلق هام لكل ما نبحث عنه في تنقيح التاريخ الاسلامي، أتمنى أن نسير معه من خلال دراساتك لتشريح كل تلك المرحلة وفهمها بصورة أوضح وأعمق.
كل الشكر والتقدير لفكرك وأسلوبك المنهجي الواعي دكتور منذر
عميق تقديري لك وجزيل احترامي لفكرك
[/align]