[د. منذر أبوشعر]

يرجع أصل العرب إلى سام بن نوح عليه السلام، وكان مسكنهم قبل أن يسكنوا الجزيرة جهات العراق، فنزح فريق منهم إلى الجزيرة، وموقعها بالنسبة إلى العراق إلى الغرب جنوباً، فسمَّى بنو سام النازحين منهم إليها (عرباً) ،أي الغربيين ،لأن حرف الغين المعجمة كان غير موجود في اللغة السامية ،وينطقونه بالعين المهملة بدل الغين المعجمة ،ويضعونه موضعه.
ومن ذلك الحين الموغل في القدم ،أطلق على من نزح من بني سام إلى الجزيرة العربية اسم العرب، ثم سميت الجزيرة باسمهم .
وكان أشهر الذين نزحوا من سام:
( عاد ) استوطنوا الأحقاف، وتُسمى اليوم : صحراء الأحقاف ، وتقع في القسم الجنوبي من الجزيرة .
و(ثمود ) واستوطنوا الحجر ووادي القرى ،بين الحجاز والشام ،وقسم منهم استوطن مدائن صالح ،وتقع اليوم في القسم الشمالي من الجزيرة.
و (طسم ) و( جديس) ،استوطنوا اليمامة في قلب الجزيرة ،وهي اليوم قاعدة العاصمة (الرياض)،واستوطن قسم منهم البحرين ، وتسمى اليوم الأحساء ، وتقع في القسم الشرقي من الجزيرة على الخليج العربي .
و ( عمليق ) واستوطنوا عمان ، في القسم الشرقي ،جنوب الجزيرة .
** ** **
هذا ماكتبه المؤرخون الأوائل ،وصححته أوابد اليوم وفقه مقارنة اللغات.
فائدة:
قال ابن فارس (أحمد بن فارس القزويني ،ت:395 هجرية):عرب: العين والراء والباء ،أصول ثلاثة ،أحدها: الإبانة والإفصاح ، والآخر:النشاط وطيب النفس ،والثالث: فساد في جسم أو عضو.
وإعراب الكلام من هذا القياس ،لأن بالأعراب يُفرَّق بين المعاني في الفاعل والمفعول والنفي والتعجب والاستفهام ،وسائر أبواب هذا النحو من العلم.
وأما الأمة التي تُسمَّى العرب، فليس ببعيد أن يكون سُمِّيت عرباً من هذا القياس، لأن لسانها أعرب الألسنة ،وبيانها أجود البيان (مقاييس اللغة: عرب).
وفي لسان العرب لابن منظور( محمد بن مكرم الأنصاري المصري، ت:711 ): العُرب (بالضم فسكون) والعَرَب :جيل من الناس معروف ، خلاف العجم.
واختلف الناس في العرب لم سُمُّوا عرباً ،فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب :يعرب بن قحطان ،وهو أبو اليمن كلهم ،وهم العرب العاربة، نشأ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام معهم فتكلم بلسانهم .
وقيل:إن أولاد إسماعيل نشؤوا بعَرَبة ،وهي من تهامة ،فنُسبوا إلى بلدهم.