تهافت رواد الفصل على مادة جديدة، و ما أن أنهى الأستاذ المقتدر الدرس الأول حتى انسحب بعض التلاميذ من الفصل. كانت المبادرة من مشاغب أفسد جو القسم عندما أعلن مسبقا أن المادة تكبلها قيود و قد اعتادوا التحليق في مواد فضاءاتها واسعة. رأى المشاغب أن انسحابه منطقي مادامت لغة المادة تنقصه لكنه استغرب من تقفي زملائه لخطوته لأن لغتهم قريبة من محيط لغة الدرس.
أصر الأستاذ المتطوع على إتمام المادة، و ساءت نفسية المشاغب كيف يفوت على نفسه الإستفادة من مادة مجانية هي أصلا خارجة عن إطار المقرر الدراسي و لن تحتسب في النتائج النهائية. فكر في العودة إلى الفصل؛ طأطأ رأسه و دخل في استحياء بعد الإستئذان من أستاذه، و في نفسه خوف من استهزاء التلاميذ، لكنه موقف يتجاوزه لأن الغنيمة أكبر من الخوف، رفع رأسه لم يجد إلا تلميذا واحدا من النجباء معروف بجديته.
خجل المشاغب من تصرفه لكنه عزم على إصلاح ما أفسد بإقناع زملائه بملازمة هذا الدرس رغم صعوبته التي ستتبدد مع الممارسة و التدريب؛ كما أفاد الأستاذ المحترم عقب نفور التلاميذ من الدرس.
- يا أصدقائي أقبلوا و توكلوا على الله؛ إن استسغنا المادة وتوفقنا فيها فذاك، و إن لم نتوفق تبقى تجربة مستحبة لن نخسر معها شيئا.