|  14 / 05 / 2013, 36 : 03 PM | رقم المشاركة : [1] | 
	| شاعر | 
				 و غلبت الشمس 
   و غابت الشّمس
نعم رحلت فاطمه
 و صار الصّباح يطيل التّلكّؤ حتّى يجيء
 و يُغمى على الشّمس في وضح الأفق ..
 وهي تـمشّط أضواءها كلّ يوم
 و أصبحْتُ أشرب فنجان شايي صقيعا
 و لا كعك يؤنس وحدتـه في الصّواني
 أطوّف في البيت وحدي
 أجول بعينـي هناك، أجول بعيني هنا:
 غُرفٌ لفّها الصّمت...
 نافذة لا تطلّ على أيّ شيء
 دواليبُ تـجثـم مشدوهةً في الزّوايا
 على الْجُدُر البيضِ ترقد ساعاتنا الحائطيّهْ
 سرير تثاءب فيه الفراغُ
 تـمطّى السّكونُ و أرخى يديه على كلّ ركن
 مواعـين تنعم بين الرّفوف بإغفاءة قد تدوم
 و قد نَسِيتْ لذعة النّار و الـمـاء ..
 في رحلة الانتظار الـمرير
 غـدت تستحمّ بـموج الغبار الّذي يتهامى من النّافذه
 و في الـمزهريّة ورد يطأطئ أعناقه في ذبول
 و سجّادة في الخزانة مطويّة..
 تترقّب أن تستعيد استطالة أطرافها بعد طول انثناء
 و ثغرا يهلّل بالذّكر و الابتهال
 و مسبحة ما تزال معلّقة
 و قد شاقها منك تسبـيـحة و دعاء..
 *   *  *
 أتَتْ ليلةُ الـجُـمُعَـهْ
 و ما دغـدغتْـنـي روائح ندٍّ
 و لا نبَسَتْ بالبخور الـمجامر
 و لكنّ تـجرّد سيف الـمواجع من غمده
 و أشهر آلامه في دمي
 و راح يشقّ طريقا له في ضلوعي
 و يشرب من أدمعي كأس أحزاني الـمُتْرَعَـهْ
 بكيت فلا الدّمع جفّ و لا الحزن خفّ ..
 و لا أُوصدَتْ بعدُ أبواب آلامي الـمُشْرَعَـهْ
 فماذا أقول لـمجمرة تتأجّج شوقا
 لـمسبحة تتألّم صمتا
 لسجّادة تتضوّر طيّا
 أ أخبرهم أنّ مـملكة الشّمس تنعي مليكتها..
 فلمن ننـتـمـي بعد هذا الغياب
 و هذا الخراب و هذا الخواء
 و لا شـمس، تَعدِلُ ،مهمـا سَـمَـتْ، شمسَنا
 و هل في استطاعتنا أن نتبـنـّى شعورا جديدا
 يُعوّدنا أن نهيم شعاعـا غريبا
 كأوراق صفصافة قادها الـمـاء في سيره حيث شاء.
 لـمـن تستطيل السّمـاء؟
 و تنثر أنجمها في انتظار الضّياء
 و كيف سنـضبط تقويـمنا في أماكن..
 لا تشرق الشّمس فيها
 و لا يعرف السّائرون اتّجاه الشمال
 و ماذا أقول لهذا الغياب الّذي يتحدّى احتمالي
 و يـهزمنـي كلّ مرّه
 و ماذا أقول لعينـي الّتـي لن تراك
 و ماذا أقول لقلب سيدمن ذكراك طول العمر
 و ماذا أقول لعمري و قد صار في قبضة الحزن..
 يهصره كيف شاء
 أنا الآن أكبر من أيّ يوم مضى
 أنا الآن أضعف من أيّ وقت مضى
 أنا الآن أكبر عمرا و أكبر حزنا
 و أصغر من أن يداوي شجوني الكلام
 و أعجز أن أعتلي صهوة الصبر، في محنتي،
 فارسا ليس يُـنهكه الرّكضُ في حَلْبة الـمِحنِ الـمقبلهْ
 تصدّع من حولي الكون و استوحش الأمن، ساد الظّلام
 توسّد قلبي الفراغً و نامْ
 كلّ شيءٍ هنا صار لا شيءَ و انتهتِ الـمسألَهْ
 
-----
إلى روح أمي التي اختطفها الموت يوم 23 يناير 2012 علي ين الساسي كرامتي نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    | 
				 التعديل الأخير تم بواسطة محمد الصالح الجزائري ; 15 / 05 / 2013 الساعة 21 : 11 PM.
 | 
	|   |   |