18 / 05 / 2013, 40 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
|
المؤامرة على فلسطين
بدأت قبل هرتزل بنصف قرن
بقلم: الدكتور محمد حسن الزيات
قراءة وتلخيص وطباعة: ليلى مرجان
المرجع: مجلة العربي رقم 220 مارس 1977
[align=justify]
[gdwl] يفند الدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر الأسبق في هذا المقال دعوى أن احتلال اليهود لفلسطين كان بسبب اضطهادهم في أوروبا. و يؤكد مستندا إلى شواهد تاريخية عديدة، أن المؤامرة لها جذور قديمة، و أن الهدف منها كان فصل سوريا و فلسطين عن مصر، و أن الذين رشحوا فلسطين موطنا لليهود كانوا من غلاة البريطانيين و لم يكونوا من اليهود![/gdwl]
اجتمع المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في صيف 1897، ثمرة لجهاد قام به و ثابر عليه الصحفي النمسوي الشاب "تيودور هرتزل" الذي قام بتنظيم المؤتمر و توجيه أعماله، واستصدر بعد ثلاثة أيام من انعقاده أول قراراته و أهمها و هو تحديد هدف الحركة الصهيونية بأنه "إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يحميه القانون العام" و قد اختار المؤتمر كلمة "وطن قومي" بدلا من كلمة دولة تحاشيا لإثارة شكوك السلطان العثماني الذي كانوا يحرصون على عدم إغضابه. و الذي كان القرار الثاني للمؤتمر هو إرسال برقية شكر إليه. على أن هرتزل نفسه كان يعرف ماذا يريد، و قد سجل في مذكراته، بعد انفضاض المؤتمر مباشرة، قوله: " لو أنني أردت أن ألخص وقائع المؤتمر في عبارة واحدة لقلت: إنني في بازل قد وضعت أساس دولة اليهود".
كان هرتزل قد لقي من المصاعب و المتاعب بسبب ديانته اليهودية في بلاده النمسا ما لقي، و كان قد شهد في باريس، بصفته الصحفية، أشهر محاكمات القرن التاسع عشر و هي محاكمة اليهودي ألفريد دريفوس الذي اتهم و حوكم بتهمة الخيانة العظمى. بينما اشتبهت الحكومة الفرنسية فيه و اتهمته و حاكمته.. – و في رأي دريفوس- بسبب ديانته اليهودية. و كذلك استقر في يقين هرتزل أن بني ديانته لن يجدوا الأمن و العدل في أوروبا المسيحية، و أنهم لا بد أن يتركوها إلى أرض يكونون هم فيها السكان و الحكام، فتصبح لهم ملاذا ودولة، و لم يكن هرتزل عند ذاك مهتما بأن تقوم هذه الدولة على أرض فلسطين، فقد فكر في أوغندة و فكر في الأرجنتين، بل إن واحدا من أصدقائه اليهود نصح بألا تقام هذه الدولة –إن أتيح لها أن تقام- في فلسطين أبدا، فإن فلسطين في رأيه تقوم على ملتقى قارات ثلاث، و هذا المركز الإستراتيجي جدير أن يجرها جرا إلى صراع دولي هي في غنى عنه.
بهذا السرد السريع يبدو أن اضطهاد الكثرة المسيحية في أوروبا لمن كان يعايشها من اليهود كما لو كان هو الدافع الأول للحركة التي بدأت بقرار مؤتمر بازل عام 1897 و استمرت خمسين عاما كاملة حتى تم –في عام1947 – تقسيم فلسطين بقرار من منظمة الأمم المتحدة الناشئة عندما قامت فعلا، في فلسطين، دولة اليهود.
و هكذا جرت العادة على أن نؤرخ للحركة الصهيونية مبتدئين بمؤتمر بازل عام 1897، ذاكرين اسم هرتزل على أنه نبي الدولة اليهودية و صاحب فكرة إنشاءها.
مصالح الإمبراطورية أولا
و الذي يريد مقالنا هذا أن يبينه هو، أولا، أن فكرة الدولة اليهودية قد وجدت و عرضت قبل انعقاد مؤتمر بازل بأكثر من خمسين عاما، و هو، ثانيا، أن أصحاب الفكرة لم يكونوا من اليهود المضطهدين أو غير المضطهدين، ولم يكن هدفها إيجاد حل لمشكلة اليهود في أوروبا و لا الحرص على توفير الأمن و الإستقلال لهم، بل أن الدعوة إليها صدرت عند ذاك من أحد عمال الإمبراطورية البريطانية من المسيحيين، حرصا على تحقيق المصالح السياسية و الإقتصادية و الإستراتيجية للإمبراطورية، و لذلك تعين أن تقوم الدولة اليهودية على أرض فلسطين دون سواها، لأن المطلوب بقيامها –على طريق الهند- لم يكن إلا ضمان استقرار و استمرار نفوذ الإمبراطورية البريطانية في منطقة يتزايد اهتمامها و كذلك يتزايد اهتمام الدول الأوروبية الكبرى بها، و هي منطقة المشرق العربي.
كان محمد علي باشا قد عرف مصر و درس بعض أمورها من قبل أن يثبت في عام 1805 واليا عليها، و لقد أطال، بعد ولايته، النظر في أحوالها، في تاريخها، في حاضرها و كذلك في إمكانياتها، و في السنة التي كان يفتتح فيها مشروع القناطر الخيرية الكبير الأهمية في تنظيم الري و الزراعة في دلتا النيل، قال إنه "لا شك أن مصر كانت في قديم الزمان سيدة ممالك العالم و علمها الذي تهتدي به، أما الآن فقد أخذت أوروبا هذه المكانة" ثم أضاف في جسارة رجل شرفي خلا من عقد النقص التي فرضها التفوق الحضاري الأوروبي –بل و لا يزال يفرضها- على الكثيرين من مواطنيه، قال "و إني لآمل أن يأتي يوم تنهض فيه إلى مكانتها الأولى في التمدن والعمران و ما هذه الدنيا إلا صعود و انخفاض".
كان والي مصر يرى بوضوح أهميتها في منطقتها و كان يرى – بنفس الوضوح- أهمية المنطقة منطقة المشرق العربي في العالم، و لقد مد سلطانه على الحجاز ونجد في عام 1818 و على السودان في 1823 ثم إلى الشام في 1833 و بهذا اجتمع المشرق العربي تحت لوائه.
و هدد هذا الكيان العربي الجديد توازن الدول العظمى فأسرعت تتباحث و انتهت في مؤتمر لندن 1840 إلى التعهد للسلطان بالتصدي لمحمد علي، و تصدت له فعلا مجتمعة، و طالبت بريطانيا أن تكون شبه جزيرة سيناء حدودا قصوى لسلطانه.
ضرب الأسطولان الإنجليزي و النمسوي بيروت. أشعل عملاء الإنجليز ) و نحن سنتعرف على واحد منهم في هذا المقال ( أشعل هؤلاء العملاء نار الثورة في سوريا. وصل جزء من الأسطول البريطاني إلى الإسكندرية وأخلى محمد علي بلاد المشرق العربي مرتدا إلى شبه جزيرة سيناء، و في فبراير عام 1841 صدرت الأوامر الشاهانية، التي أخرجت أقاليم المشرق العربي عن حكم محمد علي، وألزمته حدود وادي النيل و سرحت قواته العسكرية برية و بحرية حتى تصبح ولا قبل لها بالخروج من أرض الوادي.[/align]
يتبع...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 18 / 05 / 2013 الساعة 39 : 02 AM.
سبب آخر: تنظيم النص
|
|
|