مفتاح الطَّوِيْل:
طَويلٌ لَهُ دُونَ البُحورِ فضائل ** فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِلُ
سبب تسمية البحر الطَّوِيْل بهذا الاسم:
سُمِّي َهذا البحر بهذا الاسم؛ لأنه طال بتمام أجزائه؛ فهو لا يستعمل مجزوءًا ولا مشطورا ولا منهوكا، وقيل: لأن عدد حروفه يبلغ ثمانية وأربعين حرفا في حالة التصريع، أي في حال كون العروض والضرب من الوزن والقافية نفسها، وليس بين البحور الأخرى واحد على هذا النمط.
أعاريض البحر الطَّوِيْل وأضربه مع التمثيل:
للبحر الطَّوِيْل عروض واحدة وثلاثة أضرب:
عَرُوْضه تامة مَقْبُوضَة ـ قبضها واجب، وهو زحاف جارٍ مجرى العلةـ ولها ثلاثة أضرب:
أ ـ صحيح: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن (2)
ب- مِثْلُهَا: فعول مفاعيلن فعول مفاعلن (2)
ج- محذوف معتمد (ويستحسن قبض ـ فَعُوْلُنْ ـ الواقعة قبل هذا الضرب):فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن ** فعولن مفاعيلن فعول مفاعي (مفاعلْ ، مفاعنْ) ملخص الزحافات والعلل في البحر الطَّوِيْل:
يجوز في حشو الطَّوِيْل:
(1) الْكَفّ (حذف السابع الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِيْلُ).
(2) الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق.
(3) الْخَرْم (حذف أول الوتد المجموع أول التفعيلة) وذلك في تفعيلته الأولى (فَعُوْلُنْ) فإن كانت سالمة أصبحت (عُوْلُنْ) ويُسَمَّى هذا ثَلْمًا، وإن كانت مَقْبُوضَة صارت (عُوْلُ) ويُسَمَّى ثَرْمًا.
أما العروض والضرب:
فالْقَبْض واجب في عَرُوْضه وهو زحاف جارٍ مجرى العلة في لزومه، ويمتنع الْكَفّ في (مَفَاْعِيْلُنْ) وفي (مَفَاْعِلُنْ)، ويمتنع الْقَبْض في (فَعُوْلُنْ) إذا وقعن ضروبا تحاشيا للوقوف على حركة قصيرة.
فائدة:
لا تأتي عروض الطويل سالمة (مَفَاْعِيْلُنْ) إلا عند التصريع فتكون سالمة مع التصريع ومقبوضة حيث لا تصريع.
والتصريع :
هو إلحاق العروض بالضرب في زيادة أو نقصان، ولا يلتزم. وغالبا ما يكون في البيت الأول؛ وذلك ليدل على أن صاحبه مبتدئ إما قصةً أو قصيدة، والتصريع يقع في جميع البحور، ويبتدأ به في مطلع القصيدة، ولا يلتزم إلا إذا قسَّم الشاعر قصيدته إلى موضوعات وأفكار، فيجوز له عند ذلك أن يبدأ كل فكرة تحتوي على مجموعة من الأبيات ببيت مصرع شريطة أن تكون القصيدة متحدة البحر والروي.
وسببه :هو مبادرة الشاعر القافية؛ ليعلم من أول وهلة أنه آخذ في كلام موزون غير منثور ولذلك وقع في أول الشعر.
فمن الزيادة قول أبي فراس الحمْداني :
أراكَ عَصِيَّ الدمع شيمتُكَ الصبرُ ** أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
ومن النقص قول امرئ القيس :
أَجارتنا إن الخطوب تنوبُ ** وإني مقيم ما أقام عسيبُ