يا عراق / واحدة من قصائدي القديمة
نـوافــذ قـلـبـي يـــا عـــراق فتـحـتَـهـا هـنـا بــدأ الـحـب الكبـيـر و مــا انتـهـى
دخلتَ شراييني و أصبحـتَ فـي دمـي فـكــلّ الـخـلايـا يـــا عـــراقُ سكنـتَـهـا
مـشـتْ فـيـكَ أشـعــاري تُـــردّدُ إنـمــا مسافـاتُ هـذا الشِّـعـر أنــت مشيتَـهـا
فـــراتٌ و أحـــزانٌ و دجـلــةُ عــاشــقٍ جـمـيــع الــزوايــا بــالـمـسـرّةِ زرتَــهـــا
حـضــارةُ هـــارون الـرشـيـدِ و جـاحــظٌ و أيّــامُ مـجـدٍ فـــي الـرصـافـةِ كنـتَـهـا
هـنــا المـتـنـبـي قــــال أروع شــعــره ولـكـنـهـا أحــلــى الـقـصـائـد قـلـتـهــا
هــنـــا ولـــــد الــتــاريــخ أوّل مــــــرة و عـلّـقـت حـبــا بـابــل الــعــز وقـتـهــا
هـنـا لـغـة النهـريـن سـالــتْ حـروفـهـا سقَـتْ صفحـات المجـد حيـن سقيتهـا
عـــراقُ عـروقــي أم فـــراق أحـبّـتـي جمـيـل المعـانـي يـــا عـــراقُ كتبـتـهـا
أحـبـك يـــا قـلــب الـعـروبـة يـــا أبـــي و ربّ حـبـيــب لا قــريــبٍ و ُيـشـتـهـى
أحـبـك فــوق الـحـب فــوق قصيـدتـي أحـبـك حـتــى تـلـمـس الأرضُ أخـتـهـا
سأنقـص مـن عمـري لأجلـك سـيـدي فـمـنْ يعـشـقٍ الأزهــار يـكـرهُ مـوتَـهـا
بـعـثـتُ إلــــى بــغــداد آخـــــــــــــرَ قبلة عـلـى شفتيـهـا الحلـوتـيـن رســـمتَها
و أهديتـهـا مــن روضـــة الـقـلـب وردة إذا ذبُـلــتْ أهـديــتُ أخـــرى قطــفتــَها
و لا زلـتُ أهديـهـا دمـوعـي و أحـرفـي إلـى أن تـرى عينـي و أسـمـع صوتـهـا
حبيبتـنـا بـغــداد مـــذ عُـــرف الـهــوى عرِفـتـكَ تـهـواهـا فـكـــــيـف عرفـتـهـا؟؟
هي اسمي هي الواحات يشمخ نخلها بعيـنـيـنِ جـــاءتْ مثلمـاجـئـتُ جئـتَـهـا
هــي امــرأة بيـضـاءُ يبـكـي سـوادهـا إذا صـمـتـتْ خــــان الـتـألّــم صـمـتَـهـا
إلـــيّ بـسـيـف يـــا عــــراق فـإنـنــي سـأقـطـع أعـنـاقـا بـأمــسٍ قطـعْـتـهـا
ألا لـيــت لـيـلــى بـالـعــراق مـريـضــةٌ و لـيـت سنـيـنَ العـشـقِ تـرجـع ليتـهـا
فــــلا شــهـــرزادٌ شـهــريــارٌ تـحــبّــه و لا سـامـراءُ فــي الـهــوان عشقـتـهـا
و لا كربـلاء الحسـن تنـسـى حُسينـهـا و لا البـصـرة البـيـضـاءُ تـذكــر سبـتـهـا
و لا النـجـف الشـيـعـيّ يـذبــح ذابـحــا و لا الكـوفـة الحـمـراء تـمـقـتُ مقـتـهـا
و يــــا عـجـبــاً مــنــا أنـنـكــرُ أصـلــنــا و تطفئـنـا حـــربٌ و نـشـعـلُ زيـتَـهـا؟؟
فــأيّ صـديـق يــا عـــراقُ صحـبـتـه؟؟ و أي طــريــقٍ لـلـخـلــود سـلـكْـتـهـا؟
و أيَّ جـنــان كـنــتَ أنــــتَ جـنـانـهـا؟؟ و أيّ جـحـيــمٍ بــعــد ذلــــكَ صـرْتــهــا
تــقــلّ دمـــــوعٌ و الـعــيــونُ كـثــيــرة و من ذا الـذي يبكـي قصـورا تركتَهـا؟؟
تـقـاسـمُـك الأحــــزانَ كــــلُّ مـديـنــة متـى نعـرفُ الأفــراحَ؟ هــلاّ قسمْتـهـا
فـأنـدلـسٌ تبـكـيـك مـــذ بـكــت الـــدنا وهــــذه أهـــــرامٌ بــحـــزنٍ وجـدتــَهــا
سـيـأتـي زمـــانٌ يـــا عـــراق يضـمّـنـا كـمــا تـحـضـن الأمّ الـحـنـونـةُ بـنـتـَهـا
و يــورقُ غـصــنُ الأعظـمـيّـة بـاسـمـاً و تـسـكـنُ أســـراب السـنـونـوِ بيـتـَهـا
و يشـرقُ فـي فلّوجـة الـبـأس بأسـهـا و تـنْـفـضُ عـنـهــا الـنـاصـريّـةُ كـبـتـهـا
و يـأتـيـكِ يـــا أربـيــلُ أبـريــلُ ضـاحـكـاً و تجـنـي ثـمـاراً يــا عـــراقُ غرسـتـهـا
أنـــا كلـمـاتـي يــــا عــــراقُ صـغـيــرةٌ إلـى صـدرك العاجـيّ هـلاّ ضممْتـهـا؟؟
عظيـمٌ..عـظـيـمٌ..يـاعـراق مــعــظّـــمٌ تــفــرّقــك الـدنـيــاوأنــت جـمـعْـتَــهــا.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|