[رشيد الميموني]

هو إذن حوارمع الذاكرة التي تابى إلا أن تحتفظ بذكريات الماضي .. تتشبث بها .. ربما كان مستحيلا ما تطلبينه من ذاكرتك يا سلوى .. حتى ولو كانت مجرد هدنة .. فالذاكرة تستلهم من الماضي بقدر ما تستوحيه من الحاضر ..
سأختزل الكلمات في رموز سرية
وأكتب بحبر النسيان أشعاريوأخبئها في جوف الغد
فلن تستطيع قراءتي بعد اليوم
ولن يعود هناك للحديث بقية

ربما كانت هذه مخاطرة غير محمودة العواقب .. لأننا هكذا نقف ضد التيار .. تيار البوح التلقائي والمناجاة التي لا تقف أمامها حواجز .. قد نعطي لأنفسنا هدنة مع الكتابة .. لكننا ما أن نمسك باليراع حتى نفقد السيطرة على جموحه .. فلا الماضي بذكرياته نستطيع محوه ، ولا الحاضر بآلامه نتمكن من تجنبه .. ولا الآتي بأحلامه و وتوجساته نقدر على تجاهله .. أنا أرى أن المصالحة مع الذاكرة هي أنجع طريقة لأن نعقد هدنة .. لأننا بذلك سوف نستلهم من الماضي ما يثري خواطرنا ..
سلوى .. تبقى دائما نصوصك تتوهج وتتألق .. وهي في هذا تزيدنا متعة .. فمزيدا من الإبداع سواء كان من الماضي أو الحاضر .. إذن لا هدنة .
بكل المودة