شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
|
رد: زجل مشرقي ( بلاد الشام ) احتفاء بشفاء وعودة أم الميس
هذه الفنون قديمة قدم الإنسان السوري ( بلاد الشام الطبيعية ) قالها وتغنى بها ولا حقًا وضعت لها الضوابط شأنها شأن الشعر الفصيح
لكن بكونها باللغة العامية صار فيها شيء من الفسحة بالوزن , من ناحية مد وقصر الصوائت , والتسكين بالحشو ,, لكنها موزنة كموسيقى بين المتحرك والساكن , ومضبوطة الإيقاع كجمل وتراكيب وقواف ,, انتشرت بكثافة بآواخر العهد العباسي ,, وبأول عصر الانحطاط لتأخذ شكلا بديلا يعوض عن خواء الساحة الأدبية ,, وتولد منها عدة أشكال وفنون ,, مثل الموشح , والدوبيت , والمواليا , والزجل , والكان كان , والقوما , والشعر العامي , والإي ويها , والمخمس , وشعر الألغاز والأحاجي وغيرها ... ( طبعًا وثمة ألوان دينية منها )
نتكلم لاحقًا عن كل لون كي لايتشعب الموضوع .
أما العتابا : فهناك الكثير من الآراء حول التسمية , فالعتب هو سير الفحل على ثلاث قوائم ,وتأتي بمعنى الخشبات التي تضبط أوتار العود ( ملاوي , أو مفاتيح ) وربما المذاكرة والنصيحة , وربما من الرجوع وإرجاع المسرة والبسط , والعودة والانتقال من موضع إلى آخر وربما من تعاتب الشاعرين , أو خضوعهما لعتبات النظم بها ..
وهي نظم باللغة العامية يأتي في أغلبه على الوافر. وبناؤها يكون بأربعة أشطر , تـُقـفى الأشطرالثلاثة الأولى بذات الكلمة بالمنطوق وتختلف عن بعضها بالمعنى , ويأتي الشطر الرابع بقافية مختلفة تخدم الموضوع بدهشة المفارقة وعلى الأغلب تنتهي بلفظة آب ,, وهي أخر حرفين من لفظة عتاب .. ويستحسن فيها التضمين والاقتباس , وهذا مثال أقدمه بتواضع :
صَبايا النـّور عاراسي أمرها
دروب الشعر كرمالن أمرها
وكاس الحنظلي بشربْ أمرها
ولا بخـتارْ غِـرْ نور الأدب
صَبايا النـّور عاراسي أمرها
//././. //././. //./.
دروب الشعر كرمالن أمرها
وكاس الحنظلي بشربْ أمرها
ولا بخـتارْ غِـرْ نور الأدااااب
أمرها الأولى الإطاعة والثانية المرور , والثالثة من المرارة
يجوز المد والقصر بأحرف العلة , لاحظوا المد بلفظة عاراسي ,, يجب أن تلفظ هكذا , وربما تأتي في موضع آخر عراسي , وتلفظ هكذا , فالمد صار بالألف للإشباع الزمني ..
ولاحظوا القصر في غر , = غير , لكن للزوم المحافظة على الزمن تلفظ غر,, وهذا جائز ....
والمد بالقافية الأخيرة محبذ الأدااااب, ففيه تمتحن فخامة صوت الشاعر, ومقدرا التلاعب بطبقات الصوت , والتحول بالمقام الموسيقي إما ليغني بعدها (الفروقة , أو القرادة ) أو ليعود لمتابعة بالعتابا وبهذه المدة يعطي زميله فرصة التحضر للارتجال ..
بعض الشعراء يجيز جوازات البحر الوافر في نظم العتابا , أنا شخصيًا لا أحبذها , ألا يكفي بأننا نكتب بالعامية ونريد أيضًا جوازات ؟
ثم للمحافظة على الموسيقى .. فمتى رسخت بالذهن يصبح النظم سماعيًا ومرتجلا ً.. وهذا بحاجة إلى تدريب , ومن الواجب على ناظم العتابا أن يمتلك مخزونًا من المرادفات ...والمعاني ..
وعادة مايكون السجال بين شاعرين فقط فلا جوقة للعتابا ولاردادة وعلى الأغلب يصاحبها عزف منفرد على العود , وقديما المجوز
وعلى الأغلب يتعاتب الشاعرين بموضوعين مختلفين , مثلا كالسمراء والشقرء , أوالليل والنهار , أوالعلم والمال وهكذا
وفوق كل ذي علم عليم .... يتبع .../.
حسن إبراهيم سمعون
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|