|
أين أنت ؟!!!!!!!!
[frame="13 95"]
..كم صارت كبيرة مساحات الألم في وطني ،وكم ارتفع عدد الثكالى ليطال حجم فضاءات سوداء في الآفاق
كم بكت عيون ،،وكم أرق السهر أفئدة تهوى وتعشق ،،نيران طالت حناجر العمر ،،ومشيب الرأس ..
أم مُسنة تبكي فراق ابنها ،سيعود لا لن يعود ،،وعدني بالعودة ،غدا سيعود ..
جواله مغلق ،أو خارج نُطاق التغطية ،،فتبكي وتبكي معها قلوب الأُمهات .
وطني صار حكاية تشرد تحكيها الصبايا ،،وتتناقلها طيور السماء ،في وطني رسم للإنسانية مُختلف المعاني .
في وطني صدى أشباح نراها من بعيد تتأرجح جيئة وذهابا ،في وطني اغتيال للوجود ،هل جربتم الموت على قيد الحياة!!
لم ندون ذكرياتنا في أوراقنا لأننا كنا تحت سقف واحد ،طفولة مُشاكسة ،،مابين ذكر وأُنثى ،كُنت أشمخ بعنفواني إذا ما أنبك والدك لأجل أُختك
دعها وشأنها ،فأعشق عِنادي الذي يدفعني لاسترسال شعري المتموج فوق أكتافي لأنطلق إلى حيث يقودني إصراراي على مُشاكستك
وسحب عنجهية الذكورة من بين يديك
مضت الأيام مُسرعة لتأخذك عنا ساحات الحياة ،،فتصير أبا وتتمرد ابنتك على أخيها ،،تماما كما حكايتنا
فتنشغل بتأنيب الذكر ،وتنشغل عن مشيبك وتقدم خُطا العمربك
على غفلة من انتظار طفلتك ،وغضب طفلك ،،وعلى غفلة من اشتياق أمك ،تُبعدك الساعات عن حضن منزلك
وطننا صار ساحات فارغة ،غيابه كُثر ،،ومصلوه قلة
وطننا صار حروف تُرثي جثث ساكنيها
وطننا صار حُضن إعصار
بين أي قيدين أنت حر أم نظامي ؟؟مشتبه به ؟فاعل أم محرض أم شريك ؟؟
مخطوف أم ضحية ،لا صورة لك بين أولئك المفقودين ،،لا رمز لوجودك ،لا شارة تدل على أنك هنا وستعود غدا
!!
أين أنت ؟؟
صار لِزاما عليّ أن اُدون اسمك وسنك في محضر المفقودين ،،وأنبش بين الصور عن رسم لوجهك يعيدك إلى حُضن أُمك
صار لِزاما عليّ تدوين تاريخ غيابك ،وتعميم رقم جوالك وسيارتك وكافة ممتلكاتك .
صار لِزاما عليّ تعميم نبأ غيابك ،،لربما هناك في وطن ما زال فيه اختراق الضمير صعب للغاية ،ربما نجدك قابعا تستعد للعودة
مع رمضان ،وربما تبحث عن عطر تجلبه لأُمك كما اعتدت أن تلقاها بعد طول غياب
أين أنت أيها الأخ المُشاكس ؟؟أخبرني لأُطمئن أُمك بأنك عائد
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|