[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"
صدق الله العظيم
مجريات الأمور في الوطن العربي شكلت صدمات حقيقة بالنسبة لي كما لغيري.. وللأسف ما جرى في مصر منذ يومين أصابني بصدمة هائلة ...
حقيقة أنا لست مع تيار الإخوان ، وكنت أثناء الانتخابات في العام الماضي أتمنى فوز حمدين صباحي لكونه يمثل الوجه القومي العربي والتيار الناصري ، ولكن على مدى العام الماضي وتطورات الأحداث تغير رأيي بصباحي وبسواه من الوجوه المعارضة بعد ما رأيت منهم.
الديمقراطية و العقلية الديمقراطية تبنى بشكل تراكمي و مع الزمن و من خلال التجربة و الممارسة، ورفض الخضوع للقوة ليس ترفاً ولا فكرة نتبناها عندما تناسبنا في القضاء على من يخالفنا ونعاديها عندما تقف ضد ما نريد.
الجيش قوة الدول للسيطرة وإخضاع الشعوب، وليس لحماية رغباتهم.. لم يكن كذلك ولن يكون في يوم من الأيام.
أن لا أكون مع الاخوان لا يعني مطلقاً أن أقف مع الانقلاب العسكري على رئيس شرعي منتخب، فما حصل في مصر أمس عار على الديمقراطية …و عار على شباب ميدان التحرير..
منذ عام ونحن نراقب.. على الإخوان لوم كبير وأدائهم كان سيئاً لكن المعارضة التي يفترض أن تمثل الوجه الديمقراطي هي التي قامت باغتيال الديمقراطية ، ومن وجهة نظري أن كل الأطياف السياسية كانت لتكون أسوأ من الإخوان ضمن نفس الظروف التي وضعوا بها.
ليت الجميع يتذكرون اليوم أحداث استلام المجلس العسكري للسلطة ولغاية ما جرى أمس الأول، وسيدركوا حينها حقيقة المقلب الذي أكله الإخوان ، والسيسي كما نعرف كان هو رئيس المخابرات الحربية ولهذا قام بالتحركات السريعة لتأمين البلد و التحفظ على الرئيس المنتخب وقيادات الإخوان.
بغض النظر عن موضوع الإخوان أو غيرهم، أكنا معهم أو ضدهم، فتطورات الأحداث واضحة جلية لكل من يرى….
النقطة الأولى: نعم الجيش المصري جيش وطني..لكن علينا أن نعرف أيضاً أنه مستثمر ومالك وإعلامي ولديه من الأموال والاستثمارات ما يجعله أثرى فئات المجتمع المصري ، وليس من السهل أن يفرط بأملاكه وامتيازاته ، وللمساعدات الأميركية للجيش المصري معيار أساسي في هذه المعادلة التي من الصعب أن يفرط بها.
النقطة الثانية: لو تسلم الرئاسة في هذه المرحلة الصعبة أفضل الأشخاص وأنظفهم وأقدرهم بمصر ، مع كل التركة الثقيلة التي تركها المخلوع، وبذات الوقت، الجيش لا يريده ولا أميركا ولا الخليج العربي، ما كان له إلا ن ينتهي هكذا ، وكلنا يعرف أنه ومن أول استلامه وهو يحاول الحصول على قرض من المصرف الدولي بقيمة خمسة مليار دولار ، ولم يجر إلا التسويف معه دون أن يحصل على القرض.
رئيس الجمهورية ومع هذا لم يسمح له بالسيطرة حتى على محطات توزيع البنزين والديزل، ولا على الكهرباء ولا أن يناقش القضاء أو يقيل نائب عام معين من قبل حسني مبارك بعدما ثبت تآمره في محاكمات قتل المتظاهرين.
وهذا يعني من خلال اللمحة السابقة أن الشعب الآن في محنة حقيقية وقد تعرض لخديعة ( وكلنا رأينا الاعتقالات العشوائية واعتقال الاخوان وإغلاق المحطات الإعلامية وحتى المواقع الالكترونية) وهذه التي بدأت طريق بعكس طريق 25 يناير ،وقد يخسر الشعب ثورته ليعود تحت عصا الطاعة وربما لفترة طويلة ويختزن الاحتقان سنوات حتى يحصل الانفجار مجدداً والذي سيقود إلى الثورة الحقيقية أو إلى المزيد من الاختلاف والعداء بين أطياف المجتمع وصولاً إلى الحرب الأهلية وربما التقسيم الذي يحضر لبلاد أخرى في عالمنا العربي.
كي نعطي حكماً صحيحاً لا بد أن نتفق على الوقائع وهي وفق ما أرى كالتالي:
1- مرسي أنتخب من الشعب في انتخابات يمكن أن يقال عنها صحيحة رغم ما شابها من أقاويل أي أنه رئيس شرعي.
2 - انتخب مرسي كرئيس للدولة أي سلطة تنفيذية فإذا به يصدر إعلان دستوري -عمل تشريعي- أي أعطى نفسه صلاحيات لم ينتخبه الشعب لها بالتالي اغتصب ما ليس من حقه وهنا أريد من مؤيدي مرسي أن لا يحاولوا الدفاع عنه لأن الأمر واضح جلي أما الإدعاء أنه تم الاستفتاء على الدستور لاحقاً فأمر لا قيمة له ولا مشروعية لأسباب عديدة لا مجال هنا لتفصيلها.
3- وقع الإسلاميون في الفخ الذي نصب لهم لاستماتتهم في الوصول إلى الحكم…وكان يجب عليهم أن يبقوا في مجال الإصلاح الاجتماعي والأعمال الخيرية التي يجيدونها والتي تخدم المجتمع إلى أن تصبح الأرضية الشعبية مهيأة لهم.
4- أخطاء الإخوان في مصر غطت و بشكل كبير على أخطاء باقي أطياف المعارضة المصرية، لكن تنحية الرئيس كان من الممكن أن تتم بوسائل و آليات ديمقراطية٠
5- الإخوان أخذوا الأغلبية بمجلس الشعب و الرئيس منهم ، ومن المتوقع أن يأخذوا النصيب الأكبر فيها، هذا ما يحصل دائماً مع الأحزاب وفي كل العالم _ أيضاً لو نجح صباحي لن يأت بإخوان أو سلفية و يسلمهم مناصب مفصلية بالدولة حتى لو وجد بينهم الأكفأ مهنياً، واقتسام المناصب بعد الانتخابات يكون فيه محاصصة لكل طرف أو حزب حسب ما حصل عليه بالانتخابات- ما عدا السلطة القضائية- إذا هل كان شعار أخونة الدولة هو حصان طروادة للمعارضة؟!
لمذا لم تدعوا المعارضة لانتخابات مجلس شعب إذا كانوا متأكدين أن الإخوان انكشفوا و لم يعد لهم رصيد؟
لماذا لم يقدموا إحصائيات عن عدد المناصب التي حصل عليها الإخوان و مدى تطابقها مع نسب الانتخابات؟
لما لم يكملوا عملية كتابة الدستور للأخير؟
لماذا حين حلّ مجلس الشعب لم يعترضوا؟
ولماذا تصمت اليوم المعارضة وديمقراطيتهم صمت القبور على ما يحصل من إجراءات؟!
1- إغلاق مكتب الجزيرة مباشر مصر
2- التحفظ على الرئيس مرسي ( اعتقاله) بمكان لا يعرفه أحد
وإغلاق عدد غير قليل من المواقع الالكترونية
3- إغلاق مكاتب كل المحطات الموالية لجماعة الإخوان
4- إلقاء القبض على أكتر من 300 من قيادات الإخوان بكل انحاء مصر
5- إلقاء القبض ( دون مذكرات اعتقال ) على المرشد العام للحركة ونائبه
6- جمود إعلامي من قبل المعارضة وعدم الإدلاء بأي تصريح واضح من حمدين صباحي والبرادعي وأيمن نور إلخ..
الانقلابات العسكرية هي بداية لنهاية أي ديموقراطية ، مع العلم بان الجيش المصري جيش محبوب من الشعب المصري على اختلاف أيديلوجية الشعب بين المعتدل والإسلامي والقبطي
ولعلي أدرج هنا ما أرسله لي أحدهم: …
الجيش المصري يصبر على مبارك 18 يوما وسط سقوط مئات المعارضين ويصبر على مرسي 48 ساعه مع سقوط عشرات المؤيدين!
الديوان الملكي السعودي لا يعلق على ثوره 25 يناير حتى الآن ويكون أول المهنئين بعد ساعة من إنقلاب يونيو
الإمارات تقف ضد مصر واستقرارها بعد سقوط مبارك وتأمر بدعم مصر بالبنزين والسولار ومقاسمتها قوتها بعد سقوط الشرعيه المنتخبه مباشرة!سجل يا تاريخ
مبارك وجنوده يظلون شهور طلقاء بعد سقوط نظامهم بينما يتم القبض على مرسي وأعوانه قبل إعلان الانقلاب عليهم!
بقينا شهور بعد ثوره 25 يناير نطالب بسقوط النظام بعد سقوط رموزه ولا نجد الآن رموز لإسقاطها بعد مرسي!
الجيش يعجز عن تأمين البلد خلال سنتين ونصف ويقوم بتأمين البلد خلال ساعتين ونصف فقط
شيخ الأزهر يفتي بحرمانية الخروج على الحاكم في 25 يناير ويشارك في بيان عزل مرسي في 30 يونيو حفاظا على السلم العام
بابا الأقباط حين كان أنبا منع نزول الناس في 25 يناير وشارك في بيان الانقلاب في 30 يونيو
التليفزيون المصري كان يصور الكباري والشارع والنيل في 25 يناير وبث مباشر من التحرير في 30
إعلاميين وفنانين العار يصوتوا بالبكاء على مبارك ويهللوا رقصا و فرحا على خيانة مرسي
الفلول لا يستطيعون دخول ميدان التحرير وهم مسلحون وعلى ظهر الخيول والجمال ويدخلون في 30 يونيو على ظهور المغفلين !!!!
منذ أن عزل الجيش حسني مبارك ظهر أن كل شيء بيده ، وهذا يعني أن مصر مثل تركيا بأواخر السبعينات و الثمانينات
وما حدث فعلاً انقلاب ،ضحيته الديموقراطية والإخوان ، و سببه الإخوان أيضاً بسبب شرههم للسلطة وإقصاء الآخرين ، وما قاله عصام العريان منذ سنتين ونصف عن كونهم لا يسعوا للسلطة، ظهر واضحاً بالأشهر السابقة أنه كذب... حالة انقلابية بتأييد شعبي واسع ….حالة فريدة في عهد الثورات!!
يتبع ربما..
في رأسي الكثير وقد أكمل في إيضاح بعض النقاط التي أراها
عميق تقديري
[/align]