[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"]
[align=justify]في الحصار
لم تعد أصوات الانفجارات تهز فرائصي كما من قبل , ولكني مسحت أرض البيت الذي هر التراب من سقفه ومن الحيطان فشملتني طمأنينة ما ,والتقت عيوني بعيون الاطفال حائرة مفزوعة كعيون جراء هرتنا في الموقد المهجور , لقد كفوا عن الصراخ وظلوا ((يبرزقون)) عن الخطر .كانت زوجتي عند الباب تشد صدغيها بكفيها و تصلي .
هرتنا ولدت منذ شهرين في الموقد المهجور و ظلت تحمي اولادها هنا ,لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم , لا الاولاد ولا الكلاب و لا القطط , ظلوا مع ذلك يبرزقون كلما أحسوا بالخطر الى ان سرحوا خلفها في الساحة بأمان .
مسكينة زوجتي الان ....وأنا ما عساي أصنع من أجلها و من أجل الاولاد !.......
هذه الانفجارات لا تقاوم , و هرتنا و اولادها سرحوا الى الشارع ...لم يعد لهم مكان هنا .ترى هل كانت هرتنا تصلي لأجل اولادها كما تفعل زوجتي الان؟
****
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"]
[align=justify]القصة قصيرة بالفعل، من حيثم الحجم طبعاً، ولكنها طويلة جداً فيما تصوره، وهي فيما اختزلته عباراتها ولم تقله أطول بكثير مما قالته سطورها القليلة.. على أي حال، القصة بسيطة المبنى، واضحة المضمون، عادية الموضوع، واقعية في طرحها وتصويرها وسردها للحدث.. والمقارنة بين حال الأسرة المحاصَرَة وحال القطة وأولادها مقارنة موفقة، على الأقل في الدلالات الإنسانية التي تنساب من تفاصيل هذه المقارنة.[/align][/cell][/table1][/align]