ملف الجاسوسية والعدو الصهيوني
[align=right]
تحياتي..
لماذا هذا الملف؟
هل هو لمجرد التسلية والتشويق ولمزيد من الاطلاع؟؟
الحقيقة أن الهدف الأساسي هو توعية الشباب عبر سرد هذه القصص ولمزيد من الاطلاع على أساليب حبائل الشيطان و الوقوع في فخ الخيانة التي لا خلاص منها، إنه الدنس الذي لا تطهره مياه العالم كله!
كل ذنب قد يغفره المجتمع إلا جريمة خيانة الوطن، الخائن هو الشخص الذي يفقد إنسانيته مرة وإلى الأبد..
حتى العدو لا يحترم عميلاً مرتزق يقدم على خيانة بلده.
واسمحوا لي أن أستهل بذكر هذه القصة الصغيرة عن نابليون بونَبَارت،
كان يتعامل مع ضابط كبير استطاع أن يستخدمه جاسوساً له في جيش الأعداء واستطاع هذا الأخير أن يسرب له خططا هامة كان لها الفضل بانتصاره على الجيوش الأوروبية وصولا لروسيا.
جاء هذا الضابط الكبير بعد إنهاء مهمته على أكمل وجه، لمقابلة نابليون فوجده يعتلي صهوة حصانه فتقدم منه بأدب وحياه ورفع يده لمصافحته، فما كان من نابليون إلا أن رمى له على الأرض صرة كبيرة من الليرات الذهبية فنظر إليه الضابط قائلاً له:
(( ولكني أود أن أتشرف بمصافحة الامبرطور))
فما كان من نابليون إلا أن نظر إليه باحتقار قائلاً له مقولته الشهيرة:
(( المال ثمن أمثالك أما يدي فلا يشرفها أن تصافح يد عميل قذر وخائن لبلاده!)).
نبذة سريعة عن تاريخ الجاسوسية
التجسس من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل المجتمعات ، وقد دعته إليها في البدء غريزته الفطرية كنوع من السلاح السري ضد الأعداء.
تنوعت طرق التجسس وتطورت على مر الزمن وخصوصاً مع تطور التقنيات المستخدمة.
أبطال وخونة وتزييف أسماء وشخصيات وتاريخ حافل بأصناف من البشر يعملون بالسر وضعاف نفوس استخدموا ضد بلادهم ، وحرب خفية لها أدواتها وأساليبها.
ويختلف التجسس بين مجتمع وآخر حسب الأعراف والتقاليد والعادات السائدة
ولعلّ أول عملية تجسس عرفت بالتاريخ جرت على أيد الفراعنة والملك " تحتمس الثالث " بالتحديد ، وذلك حين طال حصار جيشه لمدينة يافا في فلسطين دون أن تقع المدينة و يستسلم أهلها، وهنا بدأ يفكّر بإدخال فرقة من جنده إلى المدينة المحاصرة ، يشيعون فيها الفوضى والارتباك ويشكلون ثغرة من داخل المدينة ينفذ منها فأعد لهذا الغرض حوالي مئتين جندي خبأ كل منهم بداخل كيس دقيق ، وتم شحن القافلة على ظهر سفينة استطاعت بهذا الأسلوب إدخال الجند إلى ميناء يافا التي كان يحاصرها جيشه، وتمكنوا من دخول المدينة وفتح ثغرة أوقعت المدينة في الأسر.
وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من هذا لم يكن تحتمس فخوراً بهذه الريادة للجاسوسية مما جعله يسجل بخط واضح على جدران المعابد والآثار التي تركها كل أعماله في مجال بناء المدن ، ومخازن الغلال للشعب ، وحروبه ، أما إنشاء المخابرات فقد أمر بكتابته بخط صغيرأخفاه تحت اسم " العلم السري " مفضلاً أن يذكره التاريخ بمنجزاته العمرانية والحربية والإدارية ، وما أداه من أجل رفاهية شعبه ، دون الإشارة إلى براعته في وضع أسس الجاسوسية.
الجاسوسية وقواعد أصول الحرب عند سانتزو في الصين
يعتبر سن-تزو واضع أسس الجاسوسية الصينية عام 510 ق.م، على الرغم من أن عمر الجاسوسية في الصين عرفت منذ 2500 سنة ، لكن سن-تزو يعتبرمن قام بتكوين أول شبكة مخابرات كاملة في الصين ، وقد ألف لهذا الغرض كتابا عنوانه : (( أصول الحرب )) ، الذي يعتبر أقدم كتاب عرف عن فن الحرب عموماً ، وما يزال مطلوباً للقراءة في أكاديميات عسكرية كثيرة ، استفاد منه الزعيم " ماوتسي تونغ " في زحفه الطويل ، وطبقه اليابانيون قبل مهاجمة " بيرل هاربر " وهو كتاب شامل مفيد حتى أن قيادة الطيران الملكي البريطاني وزعته بعد تبسيطه على ضباطها في جزيرة سيلان ( سيرلانكا) أثناء الحرب العالمية الثانية .
كرس الكتاب جهداً كبيراً لإيضاح أهمية الجواسيس ، وطالب بتقسيمهم إلى خمسة أقسام :
1) جواسيس محليون : مواطنون محليون يتقاضون مكافآت على المعلومات .
2) جاسوس داخلي : خائن في صفوف العدو .
3) جاسوس محول : عميل أمكن إقناعه بتغيير أهدافه.
4) جاسوس هالك : عميل اعتاد تزويد العدو بمعلومات زائفة ، من المحتمل قتله فيما بعد .
5) جاسوس دائم : مدرب تدريباً كاملاً ويعتمد عليه في العودة من مهمته بأمان .
ولد سن-تزو في إحدى الولايات على مصب النهر الأصفر، لكنه أمضى معظم حياته في خدمة ( هو – لو ) ملك ولاية ( واو ) المجاورة .
قاد سن-تزو جيش ( هو – لو ) واحتل مدينة ( ينج ) عاصمة ولاية ( تشو ) غربا ، وزحف نحو الشمال مكتسحاً جيوش مقاطعتي ( تشي ) و ( تشين ) .
يعتقد سن-تزو بأن شن حرب بطريقة اقتصادية ، مع الدفاع عن البلاد ضد الآخرين ، يتطلب ضرورة استخدام نظام تجسس دائم ، يرصد أنشطة الأعداء والجيران على السواء ، وأكد أهمية التقسيم المذكور ، وضرورة اعتبار الجاسوسية عملاً شريفاً ، وملاحظة استمرار تقريب العملاء من زعمائهم السياسيين والقادة العسكريين .
وقد أوصى في كتابه بحسن معاملة العملاء المحولين ، ومنحهم المسكن المريح ، والعطاء الجزيل بين الحين والآخر ، لأن هذا أدعى إلى تثبيت ولائهم ، بل وإغرائهم بمحاولة استمالة زملائهم ورؤسائهم السابقين ، خاصة الذين يستجيبون منهم للرشوة بسهولة.
هنيبعل الكنعاني الفينيقي في قرطاجة
كان هنيبعل قائداً عبقرياً ولوعاً بمفاجأة أعدائه وإشاعة الفزع في صفوفهم ، معتمداً في حروبه على التجسس .
قاد حملة عبرت مضيق جبل طارق وانتصر على الأسبان عام ( 220 ق.م ) ، واتجه شمالا إلى جنوب فرنسا ، وتسلق جبال الألب من الشمال إلى الجنوب رغم البرد القارس الذي فتك بكثير من الجنود والفيلة التي كان يستخدمها في حروبه ، وهبط إلى سهول إيطاليا ، محطماً كل جيوش الرومان التي تصدت له ، ويقدر ضحايا هذه الحرب من أعدائه بثمانين ألف جندي من المشاة والفرسان .
أثناء غزو هنيبعل لجزيرة صقلية ، تعذر عليه الاستيلاء على إحدى المدن رغم الحصار الطويل ، أراد أن يعرف سر قوة المدينة ومنعتها . فأرسل أحد رجاله فدخل المدينة وادعى أنه جندي مرتزق ، وعرض خدماته على حاكم صقلية وأقام في المدينة يتجول فيها ، ويدرس تحصيناتها وخطط الدفاع عنها ، ويرسل الإشارات إلى هنيبعل عن طريق الدخان المتصاعد من نار يوقدها لطهو طعامه فوق تل المدينة ، دون أن يفطن إليه أحد .
وفي تقدمه نحو روما ، كان يمهد طريق النصر لجيشه ، بجيش آخر من الجواسيس ، يجمعون له المعلومات من وادي نهر ( البو ) وسهول الألب السفلى عن القوات ، ومعنويات الناس والجيش ، وخصوبة الأرض ، وأنواع المحاصيل ، ثم يضع خططه الحربية على ضوء ما يتوافر له من معلومات.
سيبيو أفريكانوس (قاهر الفيلة)
اكتسب سيبيو شهرته من كونه القائد الوحيد الذي انتصر على هنيبعل وفي عقر داره .
ولذلك كرموه بلقب أفريكانوس ، وهو مدين بهذا الانتصار إلى جواسيسه .
كانت مشكلته في مواجهة جيش هنيبعل تنحصر في الفيلة التي يستخدمها كسلاح مدرع كاسح . ولكي يتغلب سيبيو على مشكلة الفيلة أرسل جواسيسه إلى معسكر هنيبعل حيث اختلطوا بسياس الفيلة ، وعلموا منهم أن نقطة ضعف الفيل تكمن في شدة انزعاجه وفزعه إذا سمع أصواتاً مدوية .
فلما التقى الجيشان ، أحدث جيش سيبيو ضجة هائلة بالطبول ، فساد الذعر والارتباك بين الفيلة ، وفقد جنود هنيبعل السيطرة عليها ، وانتصر سيبيو عام 203 ق.م .
وفي حملته ضد ( سايفاكس ) ملك نوميديا حليف هنيبعل ، أرسل أخاه لاليوس مبعوثاً ظاهره التفاوض على الهدنة ، وباطنه التعرف على إمكانيات العدو ، وأرسل معه ضباطاً متخفين في ثياب عبيد حتى لا يشك فيهم سايفاكس لكنه تفنن في إبعاد لاليوس ورفاقه عن تحصينات معسكره ، فأوعز لاليوس إلى رجاله بوخز الخيل التي معهم كما لو كانت حشرة لدغتهم .
ولما صهلت الخيل خائفة راح رفاق لاليوس يطاردونها بطريقة طافوا معها في أرجاء المعسكر ، وتعرفوا على نقاط الضعف والقوة ، وفشلت مفاوضات الهدنة فهاجم سيبيو المدينة وأشعل في تحصيناتها النيران ، وأرغم سايفاكس على الصلح
يهوذا الإسخريوطي
استتر المسيح – عليه السلام – وحواريوه في البستان ليمضوا فيه الليل - وفجأة شق السكون صوت أقدام وقعقعة أسلحة ، وظهرت مجموعة من الرجال وقد شهروا سيوفهم .. ووقفوا على بعد خطوات .. وتقدم ( يهوذا الاسخريوطي ) من السيد المسيح ، عانقه ، وقبله قبلة الرياء المسمومة والتي لم تكن سوى الإشارة المتفق عليها بين يهوذا والجند ، للإرشاد إلى شخص المسيح ..
ترى ما الذي دفع يهوذا إلى ارتكاب أبشع خيانة عرفها التاريخ ؟؟ ... كرس المسيح – عليه السلام – كل جهده لدعوة الناس إلى الفضيلة ، والسعي إلى رد الناس عن ضلالتهم ، وإلى اتباع شريعة ( موسى ) السمحة ، التي حرفوها ، ونهاهم عن تركيز الاهتمام في جمع المال ، وكانوا قد حضوا الفقراء والمحتاجين على تقديم ما يملكون من نذر يسير إلى صندوق الهيكل ، ليتدفق الذهب إلى خزائنهم .
وكان منهم طائفة أنكرت القيامة ، واستبعدوا الحساب ، وكذبوا الثواب والعقاب ، ومنهم طائفة أخرى انغمست في الملذات والشهوات .
لم يترك المسيح – عليه السلام – سبيلا لهدايتهم إلا سلكه ، لينتشلهم من الضلال . وشعر الكهنة بخطر انفضاح أسرارهم، فثارت ثائرتهم ، وقلبوا علية ولاة الروم ، وصوروه لرجال السياسة مؤلبا للجموع ، مثيراً للفتن ، منافساً للحكام .
وتحالف الكهنة والساسة ضده .. وشوا بالمسيح عند ( بلاطس النبطي ) الحاكم الروماني . رموه بالسحر ، واستطاع كيافاس كبير الكهنة اليهود إقناع الحاكم بأن انتشار دعوة المسيح سوف يؤدي إلى زوال حكمه وتقويض سلطانه. ونعتوه بأنه كافر بدينهم ، وأجمع الكل على التخلص منه .
بثوا من حوله العيون لرصد تحركاته والإيقاع به ثم قتله . وبذلوا الوعود بالأموال والأماني عن الناس ، حتى لا يثير قتله ثورة . ومما يؤسف له أن يستجيب لغوايتهم يهوذا الإسخريوطي أحد حوارييه الاثنى عشر ...
ولكن ما الذي دفع ( يهوذا ) إلى ارتكاب هذه الخيانة التاريخية ؟؟
يعتقد البعض أنه تجسس ووشى بمعلمه من أجل المكافأة المرصودة رغم تفاهتها .. ومقدارها ثلاثون قصعة فضية .. ويرى البعض الآخر أن إرادة الله جعلت من يهوذا عبرة لعل الناس به يتعظون ويحذرون.
( يتبع)
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|