الموضوع: الأمنيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 06 / 2008, 07 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الأمنيات

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/8.gif');border:4px ridge green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
في تلك الساعة من النهار، كان أبو حنين يدور في شوارع المخيم وهو يلعن الغربة والتشرّد والابتعاد عن الوطن.. بينما، وفي ذات الساعة تقريباً، كان أمجد يرسم على الورق، خطة للخروج من المخيم المحاصر بجنود الاحتلال.. وكان بين الحين والحين، يلعن الصهاينة ويتمنى أن يهرب بعيداً قدر المستطاع.. وفي تلك الساعة من تلك السنة، كانت الانتفاضة لهيباً لا يعرف التوقف أو الهدوء، الأهالي يقلبون الدنيا ويركضون، جنود الاحتلال من كل الاتجاهات، وفي كل الاتجاهات، يركضون.. والحجارة، تلك التي خرجت عن حالة جمودها، فقد أخذت تطير في الفضاء الرحب ثم تنقضّ نسوراً جارحة.. هكذا كانت الصورة.
في ساعة أخرى كانت خطوات “أبو حنين” تشقّ الطريق بثبات إلى الوطن.. وكانت ضلوع أمجد – وربما كل عظامه – تشارك في الزحف الذي بدأه وأصرّ على امتداده حتى خروجه من المخيم، وبعدها الابتعاد قدر المستطاع عن الاحتلال وعتمته وجنوده.. كانت ظلمة الليل عندها تنهش آخر ما تبقى من لحم الضوء.. وكان الأطفال الذين ناموا مع الأهل بعد يوم حافل، يحلمون بيوم آخر تستطيع فيه الشمس أن تسطع أفضل من ذي قبل..
كان أبو حنين مسكوناً بالفرح.. كذلك كان أمجد.. مع أنّ كل واحد منهما كان يناقض الآخر في الاتجاه والخطوات والهدف.. كانت الصورة – عند كل واحد منهما – ترف في العينين وتكبر. عينا أبو نين تقبضان على صورة اللقاء بالوطن.. وعينا أمجد تقبضان على صورة الابتعاد عن الوطن.. كل واحد منهما كان يتخيل الأشجار أحلى وأجمل وأروع، والحياة موسيقى لا تعرف الانطفاء..
الساعات الطويلة مرت.. الليل أسقط آخر نقطة من ظلمته، واستيقظ الصباح قبل أن يصيح الديك.. مشى الأطفال في أزقة الوطن وشوارعه وأخذوا يفتحون كوة جديدة لأشعة الشمس.. كانت الحجارة تفرد أجنحة من لهب وتطير.. جنود الاحتلال أصرّوا على أن تكون السنة السابعة من عمر الانتفاضة مصبوغة مع دقائق يومها الأول بالدم..
أرسلوا هكذا الرصاص دونما سبب، فاندلق الدم على الأرض.. كان أبو حنين قد وصل إلى نقطة الدخول في الوطن.. بينما أمجد كان عند نقطة الخروج من الوطن.. وهناك، عند هذه النقطة، التقيا..
فرد كل واحد منهما أمام الآخر همومه وظنونه وأمانيه.. قال أبو حنين “أحب أن أعود بعد طول غربة وضياع” قال أمجد “أحب أن أرحل بعد طول احتلال”.. كان الأطفال في كرّ وفر.. “وماذا ستفعل” قال أبو حنين.. “وأنت ماذا ستفعل” قال أمجد.. مرّ الوقت وهما يتحدثان.. أخذ كل واحد منهما يقنع الآخر برأيه، ويطلب منه أن يتراجع عن خطّ سيره.. اقترب الرصاص أو كاد.. حتى خطوات الأطفال الراكضة كانت تقترب أو هكذا بدا لهما، تحدثا عن الانتفاضة.. عن الوطن والحرية.. عن جمال الخلاص من الاحتلال.. الرصاص يقترب أكثر.. طال الحديث وانفردت أوراق الشجون.. ثم استقرا على رأي واحد.. وقفا.. نسيا تماماً أنهما على خطّ النار والدم، التحما بعناق حار وشيء من دموع.. كان القرار الذي وصلا إليه رائعاً ومرضياً.. تحركا.. بالتحام وثقة تحركا.. الأطفال يركضون..يقتربون ويبتعدون، الرصاص يشتعل.. زخات متواصلة.. كان الجسدان واحداً.. أخذه الرصاص فاندلق.. عندها نهض الدم شجرة تضيء أوراقها مع أشعة الشمس..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس