عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 07 / 2013, 03 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

9war رمضان والذكريات الأليمة - نبضات حارقة في شارع العمر - هدى الخطيب

[align=justify]
طلعت يابن عمتي وصديق العمر الأوفى..
يأبى رمضان أن يمر إلا والجراح تقطر دماً ووجعاً ولوعة..

منذ دخل شهر رمضان الكريم وأنا أنزف لوعة الفقد...

أحاول أن أستكين

أحاول أن أتجاوز المحنة والجمود الذي عاد يأخذني بقوة من نفسي ومن كل شيء..

رمضان قبل الماضي كان لك أن تصوم نصف الشهر، وكنا نتحدث يومياً عن صيام كل يوم وطقوسه، فأحدثك وتحدثني وعما سنفعل حين ينقضي الشهر الكريم..

وأعدك أني سأتفرغ أكثر لكتاباتنا المشتركة وتقول أني وعدتك كثيراً، فأقسم لك أني هذه المرة لن أخلف وعدي !

نعم يا هدى مافي وقت!!

مافي وقت لماذا ولماذا تقول ما في وقت؟!!

لعلي لم أفطن لمعنى هذه العبارة التي كانت تضعها روحك المودعة على لسانك والتي كررتها عليّ كثيراً في الأشهر الأخيرة!

مافي وقت يا هدى!

أسرعي قليلاً..مافي وقت يا هدى..


كنت تعبر عن فرحك لأنك سبقتني بقراءة القرآن وأقول لك لا تفرح كثيراً ( بكرى بتشوف ) فسأعوض وأسبقك وأضيف لك مداعبة : " ما همكم أنتم الرجال تتفرغون للعبادة ونقضي نحن نصف يومنا في المطبخ " لكنك كالعادة نصيراً للمرأة توافقني وتزيد علي في عظمة المرأة..

في المرة الأخيرة بقينا ساعات نتحدث وطال الحديث..

أغلقنا المسنجر وما هي إلا دقائق حتى وجدت منك إيميلاً : " يا أميرة " فأجبتك فعدت وأرسلت غيره وتكررت الإيميلات عدة مرات ، وكتبت لك في إيميلي الأخير بالعامية: " خلص طلعت عندي شغل.. وسأغلق الجهاز " لكنك أرسلت وطلبت مني شيئاً في المرة الأخيرة قبل أن أغلق ولم أرد عليك ولم أفعل ما طلبت مني!!

يا للوعتي.. سحقاً للعمل ولتحضير الطعام الذي شغلني فامتنعت عن الرد، الحوار الذي لم يكن سوى حفلة وداع!

كيف كان لي أن أعرف أنك تريد أن تتواصل معي أطول وقت ممكن لتودعني وأنها القطرات الأخيرة من المياه العذبة؟!!



وما زلت كل يوم أفتح إيميلك الأخير وأسرح فيه طويلاً متمسكة بأهدابه أستجدي استعادة اللحظات.. وقد عرفت فيما بعد أنه كان قبل دخولك الغيبوبة بسويعات قليلة!

قلت في نفسي وأنا أغلق الجهاز : " ما طارت الدنيا بكرى منحكي "

لم أكن أعرف أن الغد لن يأت وأن من يأمن للزمن يغدر به...

في اليوم التالي انتظرتك كالعادة في كل يوم على المسنجر ولم تدخل.. واستغربت وخفت أن تكون عمتي تعبت وهي المصّرة على الصيام والقيام رغم علو السكّر الذي تعانيه، ومضت الساعات ثقيلة وحين زاد انشغالي كان قد تأخر الوقت عن الاتصال بأي منكما لاختلاف التوقيت!

وفي صباح اليوم التالي أبى الصباح أن يشرق وأبت الشمس أن تسطع كعادتها وكان شعور خفي يجعلني لا أجرؤ على الاتصال بك أو بعمتي، وفرد ليل الأشباح المظلم جناحيه على صباحي، كانت بوران، يجب أن تعرفي:

" طلعت في الغيبوبة يا هدى وفي العناية الفائقة "

لست أدري اليوم كيف كانت هذه الفترة غير أني كنت مصرة على أنك لن ترحل وأنك ستعود لنكمل حديثنا عن الموت وأن التجربة هذه ستفيدني في إكمال سلسلتي عن ماهية الموت !!

شهران مرا وأنا أتصل في اليوم الواحد عدة مرات ، من سهير إلى إنعام إلى أمل ورأفت وعصمت ثم أعود لأميركا لعل ابن عمك الدكتور حسام الذي يتابع يحدثني بما يريحني!!

أريد أي نسمة من نسمات الأمل ..

قالت لي رجاء: " هدى احكي معه فأنت غالية عليه جداً وقد يعيده ويساعده سماع صوتك "

لم أجرؤ.. والله لم أجرؤ..

خفت أن يؤثر صوتي سلباً على قلبك الضعيف!

واتصلت بي سهير وصوتها يزغرد فرحاً : " خالتو أبشرك.. أبي استفاق من الغيبوبة "

ما أروع هذا الخبر

هل كانت صحوة الموت؟!

لست أدري.. قالت لي سهير بعد يومين أنها أطعمتك بيضة واستطعت أن تأكلها، فصليت ركعتي شكر لله ودموعي تبلل سجادة الصلاة..

نعم كانت صحوة الموت وكان بإمكاني أن أودعك خلال هذه الصحوة وأسمع صوتك لكن أملي كان طويلاً ولم أجرؤ أن أفعل وأرهق قلبك.. وحلّت الفاجعة ووجدت رمالاً متحركة تبتلعني... ووقعت في المرض والشرود ولم أزل ورأيتك وأنا في المستشفى في أسوأ حالاتي، جائني صوتك واضحاً قوياً ويدك تهزني من كتفي: " غطي نفسك يا هدى " تكررت عدة مرات

فتحت عيني فوجدت جسمي مكشوفاً والباب مفتوح يمر أمامه الناس - فغطيت نفسي بعناء – شكراً يا غالي..

ما أشد حرصك عليّ يا طلعت حتى وأنت خلف البرزخ ، وكأني عدت لزمن طفولتي على شاطئ طرابلس ، حين ارتديتُ ملابس البحر التي أحضرها لي عمي سيف الدين وحاولتَ أن تمنعني ولما عجزت أمام خالك ، آليت على نفسك إلا أن تقف ستاراً بيني وبين العيون!

سبحان الله الذي يحمينا بمرحلة الصدمة والإصرار على رفض الفاجعة....

ومرت أيام قليلة ليلحق بك عمي صلاح الدين وكان قد انقطع عن الطعام والكلام منذ وصله الخبر ليكون أول من يلحق بك!

وانقطعت عمتي عن الكلام وعاشت في وجوم حزن أليم وفاجعة المؤمنة الصابرة بصمت وذكر متواصل حتى جاء رمضان التالي/ الماضي لتدخل في مثل غيبوبتك وتلحق بك صباح ثاني أيام العيد ، وماهي إلا أشهر معدودة حتى تقع الحبيبة رجاء فجأة وترحل بسرعة لتنضم لك ولوالدتها..



قال لي ابن عمي الصغير يونس مذعوراً: لماذا الجميع في العائلة يموتون واحداً تلو الآخر، هل سننقرض ؟؟!

وقفت أمام صورة أبي أعاتبه:

أما كفى رحيلك المبكر تتقاذفنا الأمواج العاصفة .. ولماذا أصبحوا جميعاً عندك ، ولما لم تترك لي طلعت على الأقل على هذه الضفة؟؟

وجدت نفسي أقول هذا فاستغربتني.. واستغفرت الله مؤمنة بقضاءه وقدره ورجوته أن يسامحني.. وأشفقت على أبي مجدداً...

ما زلت أبحث عنك يا طلعت وما زال غيابك وهجرك يصيبني بكثير من الذعر والشلل ويسجنني في كهف العزلة والوجوم..

ما زلت أبحث عن هدى وأحاول استعادتها والعودة بها لطبيعتها من عالم الفقد وصدماته إلى عالم الأحياء!



ها هو رمضان آخر يأت ولم أتعود على غيابك أو أتعايش معه

حتى الأرصفة تحت قدمي يكاد يغمى عليها والهواء الذي يدخل صدري يصفر كالعويل..

هل سيأت يوم أتعود فيه على غيابك وأعود لعالم الأحياء وتنفس الهواء بملء رئتيّ؟؟

أريد أن أتنفس وأخرج من هذا الكهف المظلم الذي أجدني فيه وتشرق الشمس عليّ من جديد ، فماذا عساني أفعل يا طلعت؟



لا نعرف أننا نعيش في جنة غنّاء إلا حين تتحول جناتنا إلى صحاري قاحلة ، فنبحث عن أي واحة ولا نجد غير السراب ورمال الصحراء التي تسد منافذ الهواء...

يتيمة عشت حياتي وذات اليتمين من بعدك يا طلعت أمسيت...


هدى الخطيب
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس