[ليلى مرجان]

كيف كان لي أن أعرف أنك تريد أن تتواصل معي أطول وقت ممكن لتودعني
وأنها القطرات الأخيرة من المياه العذبة؟!!
المياه العذبة تنضب عندما يقام سد الموت على نهر الحياة

هل سيأت يوم أتعود فيه على غيابك وأعود لعالم الأحياء وتنفس الهواء بملء رئتيّ؟؟

بالرجوع إلى الله تعالى و التسليم بقضاءه و قدره تستطعين سيدتي و كل من فقد عزيزا أن يتعود غيابه
ما أشد حرصك عليّ يا طلعت حتى وأنت خلف البرزخ
التآلف و المحبة التي تكون بين القلوب تستوطن الأرواح قبل ذلك
فعندما يفقد الإنسان أنيسه و إلفه فإنه يتصل به
عندما تحن الروح للروح فترعى صاحبها و لو بالغياب

غاليتي هدى نشاطرك حرقة الفراق التي يشتعل لهيبها
خاصة في رمضان أيام الرحمة و المغفرة و العتق من النار
عندما نجهش بالبكاء داعين الله تعالى أن يتغمد أحبتنا بالرحمة و المغفرة

ما أجمل افتقادك للغائب الحاضر و الذي تترجمينه أدبا راقيا لا نشبع من قراءته
لذلك تقبلي مني مقتطفات من نظم الراحل مزجت بعضا مما قرأت منها هذا المساء
أرجو أن تلقى استحسانك

صعب جدا ً أن أتراجعَ.. أن تغتالَ الريحُ زماني رحلتُ إليك مجنونا ً ُ يا عروس َ البحر ِ يا ميناء أحلامي أسابق ُ فيك ِ خطوَ الروح ِ تروح ُ سطورُ العمر ِ ترمي الظل َّ على خط ِ انتباه ِ الوجد ِ أنك ِ جميع ُ حدود ِأحلامي أراك عروس َ أمنيتي أنت ِ الروح ُ وأنت الشوق والأشواق والذكرى كتبتك ِ في شراع ِ النفس ِ فانتفضت ْ جميع ُ حدود ِ أحلامي تسائل ُ فيك ِ فكنت ِالنفس َ و كنت ِالروح َ والريحان أحبك ِ فوق َ ما في الوجد ِ من سحر ٍ ومن منفى ٍ وأنت ِ الروح ُ والريحان ُ يا وجهي ويا صمتي وبحة صرختي .. أحنُّ لضحكة ٍ عذبهْ !!.. هدى يا وجهي المسكون بالنور ِ أضاع الهجر كلّ طيور أحلامي أحارُ أتوهُ بنت الخال لك الترحال في صدري لك الترحالْ لك الموّال رغم القهر من عمري لك الموّالْ فعذرا إن ذرفتُ الدمع َ مقتولا من الأحوال قد ضاعت دروب الشمس ِوانتحرتْ فكلّ العذر بنت الخال كل العذر بنت الخال ...ترى ما يفعل المجنونْ؟؟.. أجيبيني ترى ما يفعل المجنون ؟؟.. إذا ضاعتْ به الأيام؟؟.. وراح يدورُ في حلم ٍ من الأحلام؟؟.. ويصرخ يا معذبتي ويا أحلى من الدنيا وما فيها لك العبراتْ وما ضمتْ من الصرخاتْ بربك ِ كيف لا امشي ؟؟..خذي ناي َ الرحيل ِ الحلو ِ ضميني وعودي كلما مرتْ حدودُ البحر ِ أمواجاً وخلي كل ما في الورد من ورد.

رحم الله الفقيد طلعت و طيب الله تراه و أنار قبره بنوره الوضاح