عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 08 / 2013, 54 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
فهيم رياض
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





فهيم رياض is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

السي.سي والفعل المخل بالإرادة وحيرة أمة .....

"السي . سي" و الفعل المخل
بالإرادة وحيرة أمة...


تمددت على كرسي الحديقة متعبا من طول السفر، وغفوت ..
فتحت عينيّ وشيئا فشيئا بدأت أشعر بالهواء البارد يلامس
، على غير العادة، سطح رأسي فمررت كف يدي عليه فإذا
به قد أزيل .
احترت في أمري وأنا الذي قدمت إلى العاصمة بشعر أشعث
و وجه أغبر .
نظرت حولي فوجدت جميلتين تجلسان إلى جانبي وفي يد
إحداهما كيس فيه أدوات الحلاقة.
سألت: من أنتما ؟
قالت الأولى، صاحبة الكيس: نحن من البرلمان.
قلت محتارا: ماذا ؟ البرلمان؟ ترى هل قامت القيامة ؟
أجابت الثانية: لا لا لا... أنت حي، وفي الجزائر العاصمة،
أمام مقر الغرفة السفلى للبرلمان، يعني المجلس الشعبي
الوطني.
أجبت: العاصمة؟ الغرفة السفلى؟ أنا لم أفهم شيئا ؟
صاحبة الكيس: هون عليك، نحن عضوتان في البرلمان
منخرطتان بلجنة جديدة مكلفة بالحلاقة.
تساءلت: الحلاقة بالبرلمان ؟ أيعقل هذا ؟
الأخرى : أخي نحن عضوتان بالمجلس الشعبي الوطني،
لم نجد مع أخريات مثلنا عملا نتقنه داخل هذا المجلس
إلاّ الحلاقة التي كنا نمارسها قبل انتخابنا، فأسسنا لجنة
إضافية أطلق عليها " لجنة الحلاقة "، مهمتها تقديم
خدمة عمومية مجانية متمثلة في جز الرؤوس الشعث
واللحى الكثة.
قلت: لكن ما فعلتماه برأسي تم دون استشارتي و خارج
إرادتي، وهذا غير مقبول أبدا خاصة ممن انتخبن بإرادة
شعبية.
أجابتا بصوت واحد: الإرادة؟ لو كانت لكم إرادة ما تواجدنا
بالبرلمان مع عضوات لجنة الحسناوات!!!
عقبت بتلقائية مستفهما: الحسناوات؟!!!!
صاحبة الكيس: نعم...لجنة الحسناوات وهي مكونة من
ملكات الجمال ووصيفاتهن ومن الراقصات في النوادي و
من عارضات الأزياء.
سألت: أكل هذا موجود داخل المجلس؟ وما هو دورهن ؟
إحداهما: إيه يا مواطن، كل مكونات المجتمع في الشارع
وعلى الحدود وفي السجون وفي غيرها من المواقع موجود
نماذج عنها في البرلمان، أليس الأمر يتعلق بمجلس شعبي
وطني ؟
قاطعتها موافقا: بلى ...............
واصلت: أما دور لجنة الحسناوات فمتعدد وأنصحك بالبقاء
هنا لتحظى بإحدى خدماتهن، فمن المقرر أن تمرن من هنا
بعد قليل، أما الآن فالمطلوب منك ملء هذه الاستمارة و
إمضاءها حتى يتسنى لنا اعتمادها في حصيلة أعمالنا لهذه
السنة و لإثبات أن ما جرى تم برضا نفس منك.
صحت مغضبا: بل هذا غير صحيح، لقد قمتما بحلق رأسي
دون إذن مني ولا طلب، وهذا ينافي ما في هذه الاستمارة!!؟
الأولى: اسمع يا هذا، لقد قمنا بحلق رأسك غصبا، وأنت مجبر
على إبداء موافقتك عليه وإن لم تفعل أخبرنا رئيسنا ورئيس
كل الرؤساء السيد: "السي . سي".
سألت : ومن "السي . سي" هذا؟
الثانية: هو اختصار لـ" السي السيد"، كبير الرؤساء في البلد!!
فجأة ودون رغبة مني دار في رأسي من جديد شريط عن
لحظة سوداء من حياتي ما كاد ينتهي حتى مددت يدي
المرتعشة نحو القلم لملء الاستمارة وإمضاءها.
صاحبة الكيس: شكرا لك، الآن أصبحت فردا رهن إشارة
أولياء أمرك ويحق لك الاستفادة مجبرا من خدمات لجنتنا
وبقية اللجان لاسيما لجنتي الدف و المزمار قبل لجنة العصا
ثم التصعيد .
انتابتني، بعد سماعي هذا الكلام، قشعريرة ثم شعور
بفقدان المعنى و القيمة مصحوب بإحساس داخلي
مؤلم جدا بما سيأقدمه من تنازلات منها على وجه
الخصوص تجردي من لباس المواطنة المرصع
بالإرادة و الحلم واستبداله بثوب لا يقي ولا يستر،
لا يليق إلاّ بفرد يلهو ويلعب ويعبث من أفراد الغاشي.
وضعت الاستمارة تحت يدي اليمنى و لم أسلمها وبقيت
حائرا ومنشغلا بما سأفعله بها وبتبعات كل فعل على حده
وآثاره عليّ و على الغير، وتساءلت: أأسلمها و ألزم
مكاني متربصا لعلي أجبر من قبل لجنة الحسناوات و
غيرها من اللجان على تقبل خدمة من خدماتها مثلما
أكرهت قبل قليل على تقبل خدمة الحلاقة داخل خيمة
"السي. سي"، ناطا على حبالها مقابل موزة يرمي بها
إليّ المروض عقب كل استعراض، أم أمزقها أو أحرقها
و احتفظ بثوبي الأول بعد ترقيعه لأستر جسدي وأحميه
به وبشعر رأسي بعد نموه من جديد....؟!!!

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع فهيم رياض
 إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
اللّهم إني عبدك ابن عبدك ابن آمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك ، أسألُك بكل إسم هو لك
سميت به نفسك أو انزلته في كتابك او علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل
القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني وذهاب همي .
فهيم رياض غير متصل   رد مع اقتباس