عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 08 / 2013, 15 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

القاهرة الجديدة لنجيب محفوظ

[align=justify]في عام 1945 م نشر نجيب محفوظ رواية ( القاهرة الجديدة)، ونزلت أولا باسم
(فضيحة في القاهرة)، ثم باسم (القاهرة 30 ) ،لتستقر على اسمها المعروف:(القاهرة الجديدة) ، وكان عمر محفوظ 34 عاماً.
والرواية تحكي عن فترة أواخر الثلاثينات (ويقول النقاد: إنها في فترة الأربعينات ،وهو خطأ يدفعه اسم الرواية القديم: القاهرة 30، وإشارات الرواية نفسها: فطلبة الجامعة يتحدثون عن التحاق المرأة بالجامعة المصرية، وذلك كان عام 1928 م، وفي إحدى الحانات يقول محجوب عبد الدايم لصاحبه وهو في حالة سكر: دستور 1923 أفضل من دستور 1930. ودستور 1923 ألغي في 22 أكتوبر/تشرين أول 1930وبقي معمولا به سنتين، فلا يصح أن تكون الرواية في الأربعينات).
- ودستور 1923 ينص أن يتولى الملك السلطة التشريعية من خلال المراسيم الملكية، وحدَّد أعضاء مجلس النواب ب214 عضواً منتخباً و59 عضواً معيناً، وعدد أعضاء مجلس الشيوخ ب 180 منهم 72 عضواً بالتعيين. واقتصر دستور 1930 أن يكون أعضاء مجلس النواب 150 عضواً ،وعدد أعضاء مجلس الشيوخ بمائة يُعين الملك 60 عضواً منهم- .
وفترة الثلاثينات شهدت انهيار اقتصاد مصر الناشيء، وترتب عليه ازدياد معدلات الفقر، وتهميش أغلب الفئات الاجتماعية ،وتضخم ثروة الأقلية الأرستقراطية بمساندة الإستعمار والملك.
فالرواية صورة للإنحلال الخلقي الذي سيطر على بعض العقول التي أفسدتها فلسفات أسيء فهمها،وارتباط ذلك بالفساد السياسي المتفشي بين كبار الموظفين كالمحسوبية والرشوة والنفاق والإنتهازية، والرذيلة، والعهر الفكري..
ومن جانب آخر: هي قصة المجتمع المصري، وما اضطرب في كيانه من عوامل، وما اصطدم في أعماقه من اتجاهات: كالصراع بين الروح والمادة، و الدين والإلحاد، والفضيلة والرذيلة، والغنى والفقر، والحب والمال.
فاختار المؤلف من بين طلاب الجامعة ثلاثة،من طلبة ليسانس الحقوق، يشارفون الرابعة والعشرين، ليمثلوا الأفكار والاتجاهات التي تتصارع في المجتمع وقتذاك:
- مأمون رضوان،يمثِّل الإيمان بالدين،والإلتجاء إليه طلباً للخلاص،وإقامة المجتمع المثالي الصحيح ،مجتمع الصحابة الأول.
- وعلي طه،يُمثِّل الإيمان بالعدالة الإجتماعية، والحياة المثلى على النمط الشيوعي.
- ومحجوب عبد الدايم،يُمثِّل الإيمان بالذات، وعبادة المنفعة، وتسخير المباديء والمثل والأفكار جميعاً لخدمة الإله الجديد: التحرر من كل شيء، من القيم والمثل والعقائد والمبادئ،أي من التراث الديني والإجتماعي عامة!
وكانوا جميعاً في جامعة واحدة، يخضعون لمؤثرات واحدة، ولكن كلا منهم اختط طريقاً في التفكير وأسلوباً لحياته مغايراً للآخرين ،بحكم المزاج والوراثة ورواسب الشعور والقراءات الفكرية المختلفة، فخلق لنفسه فلسفة اعتمد فيها علي نفس الأسباب والعلل التي اعتمد عليها الآخرون في تكوين فلسفتهم المغايرة!
والرواية تبتدىء في سرد حياة الأصدقاء الثلاثة،لكنها تركِّز على محجوب عبد الدايم، المتطلع إلى أعلى دون أن يرى أين يضع قدميه (فباع كل شيء من أجل المال، فخسر كل شيء حتى المال) !
تخرَّج من الجامعة مفلساً، ووقع في يد سالم الإخشيدي أحد الموظفين الكبار في الوزارات، فهيأ له الزواج من عشيقةٍ شابة لأحد البكوات، لتتغير حياته جذرياً ،ويتجه إلى سلم (المجد)، بقرنين ذهبيين على رأسه ! راضياً أن يكون زوج عشيقة الوزير قاسم بك فهمي،وما العشيقة سوى (إحسان شحاتة) حبيبة صاحبه علي طه ! ولمَّا ينكشف أمره بزيارةٍ من أبيه الفقير وزيارة زوجةِ الوزير لمنزل العشيقة، يُنقلِ محجوب إلى أسوان، وتهز الفضيحة المجتمع المصري،ليس ليقظة في ضمير المجتمع فهو مجتمع مريض، وإنما لغلبة رذيلة على رذيلة ! فهو مجتمع لا يعترف إلا بالثروة والنفوذ،وتسوده المحسوبية والانتهازية (مجتمع مُقطَّع الأوصال بين الفساد السياسي والظلم الاقتصادي).
وسنسرد وصف الشخصيات الرئيسة،وبعض الشخصيات الفرعية،لنرى دقة محفوظ في مضمار ذلك ومدى جمال عبقريته:
1 مأمون رضوان: التحق بالجامعة وهو في الثالثة والعشرين.
غادر الحجرة إلى الطريق، ومضى يرسم جسمه الرشيق هيئة عسكرية جذابة في مسيره.وكان ذا قوام ممشوق، نحيفاً في غير هزال، أبيض الوجه مشرباً بحمرة، أجمل ما فيه عينان سوداوان نجلاوان، تلوح فيهما نظرة لامعة، تذكي ضياء وجمالا وذكاء.
يتقدم في مسيره لا يلوي على شيء.لقدميه وقع شديد، ولعينيه هدفاً لا تحيدان عنه،لو أراد أن يكون عمر بن أبي ربيعة لكان، ولكنه كان ذا عفة واستقامة وطهر لم يجتمع مثلها لشاب.
2 علي طه: كان مرتدياً ملابسه إلا طربوشه، متأنقاً كعادته، يحسب الناظر إلى منكبيه العريضين أنه من هواة الرياضة البدنية.وكان فتى جميلا ذاعينين خضراوين، وشعر ضارب لصفرة ذهبية، ودلالة واضحة على النبل.
ولم يكن يخلو من تناقض: كان كثيراً ما يستهين بالملابس والمأكل ونظام الطبقات،ولكنه كان يلبس فيتأنق، ويأكل الطعام حتى يشبع، وينفق عن سعة.
3 محجوب عبد الدايم: يمتاز بالطول والنحافة، شاحب، مفلفل الشعر، يميز وجهه جحوظ عينيه العسليتين وصعود شعيرات حاجبيه إلى أعلى، هذا إلى نظرة قلقة متقلبة يوحي بريقها بالتحدي والسخرية. ولم يكن بقسماته كذلك قبح منفر.
يدلُّ منظره على خوف الناظر إليه أن يقذفه بنكتة أو دعابة أو ملاحظة لاذعة.
وغايته في دنياه: اللذة والقوة بأيسر السبل والوسائل ،دون مرعاة لخلق أودين أو فضيلة.وقال: ليكن لي أسوة حسنة في إبليس، الرمز الكامل للكمال المطلق..هو التمرد الحق، والكبرياء الحق، والطموح الحق، والثورة على جميع المباديء.
أحب في بداياته جامعة أعقاب سجائر: تبيَّنها على ضوء الطريق فوجدها شديدة السمرة، كاعب الثديين، فرجا أن تكون سمرتها القاتمة لوناً طبيعياً لا تراباً متبلداً، وماعليه بعد ذلك إلا أن يتحمل الرائحة الكريهة المنبعثة من جسدها. وتساءل: ألا يسوِّي الظلام بين النساء جميعاً ؟
ويصف محفوظ والدة محجوب فيقول: عيناها محمرتان ذابلتان، تطوقهما هالتان زرقاوان، وبشرتها شديدة الصفرة. تجلس مطرقة عند قدمي أبيه - وكان أصيب بالشلل- فرآها غارقة في السواد الذي حَلفت ألا تخلعه مدى الحياة مذ ماتت له أختان بالتيفود. ذابلة الوجه، تبدو أكبر من سنها الذي جاوز الخمسين بقليل، تنوء بأثقال عمر أنفقته أمام لهب الكانون ووهج الفرن،تعجن وتخبز وتغسل وتكنس، فتحجرت أصابع يديها وبرزت عروق ظاهر كفيها.
4 إحسان شحاتة تركي: فتاة في الثامنة عشرة، تضيء محياها بشرة عاجية، وعينان سوداوان يجري السحر في حَوَرهما والأهداب. أمَّا شعرها الفاحم وما يحدثه تجاوب سواده مع بياض البشرة فيخطف الأبصار.
وقد حوى معطفها الرمادي جسماً لدناً ناضجاً ينشر سحراً ووهجاً. وقالت لعلي طه بصوتها الرخيم الذي يعابث الغرائز: كدتُ أتمُّ الكتاب الذي أعرتنيه. فمال نحوها، ورفع راحتها إلى فمه ولثمها بشغف، ثم مال نحوها، فأخذ قبلة مطمئنة لذيذة الطعم، من شفتين طريتين.
ويصفها محفوظ يوم زفافها من محجوب عبد الدايم: جاءت في ثوب العرس الأبيض الشَّفاف، وقد عقصت شعرها وجعلته على هيئة عمامة ،فتجلَّى سواده اللامع وأكسب بشرتها صفاء. جذب حسنها عينيه فأطاح باستهتاره المعهود، حتى تمشَّت شرارة الكهرباء في صدره، وقرض على أسنانه، والتقت عيناهما وهما يُسلِّمان، فامتلأ بالسحر الجاري في لحظيهما، وشعر بأنه ثمل يترنح.
5 سالم الإخشيدي: مدير مكتب قاسم بك فهمي،شاب في الثلاثين، متوسط القامة مع ميل إلى القصر والبدانة، مثلث الوجه، كثيف الحاجبين، حاد البصر، مستدير العينين ، يلقي على ما حوله نظرة متعالية كلها ثقة وزهو، ونادراً ما تتغيَّر ملامح وجهه، فهو لا يندهش ولاينزعج ولا يبدو عليه سرور ولا حزن، فإذا أراد أن يعلن غضبه - وكثيراً ما يفعل- استعان بنبرات صوته الغليظ.
6 عزُّوز ضارم: صاحب شقة أنيقة خصصها للكبار، فيها مائدة للقمار، وفيها الحسان الحُور.
غريب المنظر، ضخم الجسم في غير تناسق، مكرَّش، كأنه مادة حيوانية لم تسوَّ بعد، يمشي منفرج الساقين، كأنه ذو داء. بيد أنه بدا أثيراً محبوباً مكرَّماً، يحادث العظام بغير كلفة، ويمازحهم ويعلو صوته بينهم بغير مبالاة، ويقهقه عالياً.
7 أحمد مدحت: شاب كالقمر، ممشوق القوام، بديع الحسن، ناعم البشرة، فاتن العينين، أخَّاذ الملامح، لامع الشعر، يخطر كالغزال نافثاً سحر الأنوثة والذكورة معاً. كان (شفيع) نفسه ليستلم وظيفته ببنك مصر، رغم تخرجه حديثاً من كلية الحقوق.[/align][align=justify][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com

التعديل الأخير تم بواسطة د. منذر أبوشعر ; 13 / 09 / 2016 الساعة 36 : 11 PM.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس